قالت الكاتبة الإسرائيلية، شولميت واغمان إن الهجوم الإيراني على إسرائيل خلق فرصة نادرة لإحباط تسلح طهران النووي. فبدلاً من بدء نزاع عسكري، وهي خطوة ذات تأثير محدود يعارضها المجتمع الدولي، رأت الكاتبه أنه يجب على إسرائيل تشكيل قوة عمل دولية، هدفها خنق إيران على المستوى الاقتصادي.

 

وأضافت واغمان في مقال بصحيفة "غلوبس" الاقتصادية، تحت عنوان "ليس بمساعدة الجيش.. هكذا تستطيع إسرائيل هزيمة إيران"، أن الهجوم الإيراني الفاشل كشف أن القدرات العسكرية الإيرانية لا تزال محدودة. 
وأشارت إلى أن العالم الغربي استيقظ من سباته بعد هذا الهجوم، حيث دعت دول مجموعة السبع إلى اتخاذ إجراءات ضد إيران، وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات، واتخذ إجراءات مهمة، لكنها ليست كافية.

 

 


فرصة نادرة

وأوضحت الكاتبه أن هذه الأحداث خلقت فرصة نادرة وربما أخيرة، لإحباط جهود التسلح النووي الإيرانية وتشكيل تحالف إقليمي استراتيجي، مشددة على ضرورة أن تسارع إسرائيل وتستفيد من هذه النافذة الزمنية، قبل أن ينفد الائتمان العالمي، للترويج لتحرك استراتيجي مهم وهجوم اقتصادي.
ولفتت إلى أن معظم العقوبات المفروضة على إيران تم رفعها في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى أن طهران قادرة على الالتفاف على العقوبات من خلال شركات دولية تقوم بغسل المليارات لصالحها، فضلاً عن أنها تقوم ببيع النفط.
ورأت الكاتبة أنه بدلاً من القيام بهجوم عسكري ضد إيران، وهي خطوة ذات تأثير محدود، ويعارضها المجتمع الدولي، يجب على إسرائيل أن تستغل الزخم العالمي ضد إيران لشن هجوم اقتصادي، والذي ثبتت فعاليته عدة مرات في أعوام سابقة.


قلق إيراني

ووفقاً للكاتبة، يشعر الإيرانيون بالقلق من الأضرار التي قد تلحق باقتصادهم، وبالتأكيد في ضوء انخفاض العملة وسوق الأوراق المالية إلى أدنى مستوى تاريخي، مما قد يؤدي إلى مزيد من الضرر للخدمات المقدمة لمواطنيها وحتى الاضطرابات الداخلية ضد الحكومة، موضحة أن إيران تحتاج إلى الأموال لمواصلة تمويل تنظيم "حزب الله" اللبناني وحركة "حماس" الفلسطينية لاستكمال برنامج تعزيز قدراتها العسكرية والنووية.

 

 


فريق عمل اقتصادي دولي

وأوصت الكاتبة بتشكيل فريق عمل اقتصادي دولي يركز على تحديد وتجميد الأموال الإيرانية في مجموعة متنوعة من الاقتصادات، مؤكدة أن الدول والوكالات تمتلك اليوم الكثير من المعلومات حول الأموال الإيرانية المتخفية في شكل نشاط تجاري مشروع.
كما شددت أنه يجب حض البلدان على التوقف عن غض الطرف وتبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون، من أجل تنفيذ هجوم اقتصادي سريع ومبدع والسيطرة على تلك الأموال.
ثانياً، أوصت الكاتبة بضرورة فرض قيود على التجارة في النفط الذي تعتمد عليه إيران بشكل كبير، مستطردة: "على الرغم من تعقيد تنفيذ هذا المخطط، فلابد من دراسة التطبيق المتجدد للحوافز الرامية إلى الحد من التجارة في النفط الإيراني، والذي كان ناجحاً في الماضي وأدى إلى انخفاض عائدات النفط الإيرانية بنسبة 50%، في عامي 2012 و2016".
ثالثاً، يجب تعزيز آليات العقوبات، مثل إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية في أوروبا وغيرها من الدول، وزيادة التدابير التشغيلية نيابة عن المنتديات الاقتصادية مثل فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية (FATF)، وهي منظمة مكلفة بمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، وإجراء دراسة متعمقة لمدى امتثال البلدان لهذه المعايير.
وفي الختام، قالت إن "الأدوات المالية متنوعة وقادرة على إحداث تأثير كبير، ويتعين على إسرائيل أن تستفيد من الزخم العالمي لإنشاء تحالف لإلحاق ضرر حاسم بالاقتصاد الإيراني، وهو التحالف الذي سيكون بمثابة فاصل استراتيجي، مما سيسهم في تعزيز التحالف الاقتصادي الإقليمي".