ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن احتمالات تنفيذ عملية عسكرية في الجبهة الشمالية تتزايد، وتتزايد معها المخاوف من انضمام إيران إلى تنظيم "حزب الله" اللبناني في الهجوم على إسرائيل، مضيفة أن هناك مخاوف لدى الجيش الإسرائيلي من "حدوث هزيمة في غزة" قد تؤدي إلى سحب القوات من مناطق أخرى.

وأضافت يديعوت أحرونوت تحت عنوان "الخوف يتنامى.. إيران ستنضم إلى حزب الله حال توسع الصراع"، أن إسرائيل والولايات المتحدة ليس لديهما خطة بديلة بحال عدم التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حماس، والمشكلة الأكبر هي أن واشنطن ليس لديها أي استراتيجية طويلة المدى للتعامل مع إيران وحلفائها في المنطقة. 

خياران إسرائيليان

ووفقاً للصحيفة، تتظاهر إسرائيل بأن أمامها خيارين، استمرار الحرب و"الانتصار المطلق" على طريقة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أو صفقة لإعادة الرهائن، مشيرة إلى أنه في الوقت نفسه، لا توجد في الجانب الإسرائيلي مؤشرات على تفكير حقيقي في بديل طويل الأمد غير الصفقة، متسائلة: "كيف سيتم تحديد النصر في قطاع غزة؟ وهل سيتم إعلان هذا النصر بعد القضاء على السنوار ورجاله؟"

وأوضحت أن هناك سؤالاً أكثر إلحاحاً وهو "إذا استمر حزب الله في إطلاق النار في الشمال، وشرعت إسرائيل في شن حرب أوسع نطاقاً، فكيف سيكون من الممكن مواصلة القتال العنيف في الجنوب؟" كما تساءلت عما إذا كان نصر الله سيوقف إطلاق النار حال شن الجيش الإسرائيلي عملية برية في  لبنان وتوجيه ضربة قاسية لحزب الله، أم لا.

 المعركة تتحرك شمالاً

ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن ساحة المعركة الرئيسية تتحرك من الجنوب إلى الشمال، قائلة إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، هو الذي يوجه النظام بأكمله لنقل المزيد من الموارد باتجاه الشمال، فضلاً عن أن الجهاز الأمني الإسرائيلي ​​عازم على محاولة إعادة الأهالي إلى الشمال، قبل بدء العام الدراسي، وهذا يتطلب محاولة مستمرة، عسكرية أو غير ذلك، لوقف نيران حزب الله، وهناك خيارات ثلاثة لذلك. 

الصمت مقابل الصمت

الخيار الأول لا يحبه الجيش الإسرائيلي، وهو أن تتوقف الحرب في الجنوب، وصمت في الجبهة الشمالية، وهذا هو الوضع الذي سعى نتانياهو للوصول إليه مع تنظيم "حزب الله" اللبناني.

اتفاق في الجنوب وعملية في الشمال

أما الخيار الثاني فيتلخص في التوصل إلى اتفاق في الجنوب، يشمل إعادة الرهائن، واستغلال الفرصة المتاحة لبدء عملية عسكرية في لبنان، وهي العملية التي من شأنها أن تفرض تنفيذ القرار 1701 وتزيل حزب الله بشكل كبير من الحدود، موضحة أن الجيش الإسرائيلي يفضل هذا الخيار، لأن الاتفاق سيبعده عن الجنوب.

إنهاء حرب غزة وبدء حرب لبنان

أما الخيار الثالث، وهو الذي يبدو الأكثر ترجيحاً، لن يكون فيه اتفاق في الجنوب، لكن الحرب هناك ستنتهي فعلياً في الجنوب، وسينقل الجيش الإسرائيلي قواته وموارده إلى الشمال، وسيسعى جاهداً إلى عملية محددة الهدف تلحق ضرراً شديداً بحزب الله وتؤدي إلى إبعاده عن الحدود. 

وذكرت يديعوت أن هذا تحد خطير، وجوهره هو السؤال التالي "هل ستكون التسوية التي سيتم التوصل إليها بعد هذه العملية أفضل بكثير من أي تسوية محدودة اليوم؟"،  موضحة أنه في مثل هذه العملية، سيطلق حزب الله آلاف الصواريخ الدقيقة نسبياً في جميع أنحاء الشمال الإسرائيلي، ومن المتوقع أن تشهد إسرائيل دماراً غير مسبوقاً، فيما تقدر مصادر استخباراتية غربية أن إيران ستنضم إلى حزب الله بحال تنفيذ هجوم إسرائيلي عليه .

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن نهاية الحرب في الجنوب ليست قضية بالنسبة لكبار أعضاء المؤسسة الأمنية في إسرائيل، فمنذ أكثر من شهر، يقول الجيش الإسرائيلي لمجلس الوزراء إن هزيمة الذراع العسكرية لحماس أصبحت قريبة جداً، حيث فقدت حركة حماس أكثر من ثلث قوتها القتالية، وفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، أي حوالي 15 ألف من رجالها، كما تم تدمير حوالي 60% من البنية التحتية العسكرية لحماس.