تدق طبول الحرب بين إسرائيل وحزب الله بقوة وبشكل متصاعد في الأيام والساعات الماضية.

ويبقى السؤال الكبير.. هل ما تسمعه هو «حرب على الورق»، أي تصعيد لفظي يقابله تصعيد لفظي مضاد، أم أنها مقدّمات حرب أوسع، أي عمليات عسكرية أكبر من تراشقات متبادلة وأقل من حرب شاملة؟
الحرب على «حزب الله» ضرورة استراتيجية في المستوى السياسي الحاكم في إسرائيل، لأنها تخدم وتحقق العناصر التالية من المنظور الإسرائيلي:
أولاً: تعطي فرصة لنتانياهو للخروج من أزمة عدم تحقيق النجاح أو الحسم العسكري النهائي على الآلة العسكرية لكتائب القسام وعدم الإفراج عن الرهائن، سواء بعمل عسكري أو بعملية تبادل عبر وسطاء.
ثانياً: تحقق مبادئ فكر اليمين الديني المتطرف الحاكم القائم على فكرة أن التأمين الوحيد للأمن القومي للدولة العبرية هو الهزيمة العسكرية النهائية للأعداء، سواء كانوا في القسام أو حزب الله.
ثالثاً: من الناحية الاستراتيجية، تؤمن المؤسسة الأمنية العليا في إسرائيل أن كسر الآلة العسكرية لـ«حزب الله» هو تحقيق هزيمة مؤلمة للدور الإيراني في التأثير على المنطقة.
بالنسبة لـ«حزب الله»، فإن المواجهة مع إسرائيل هي فرصة لإثبات وجوده الاستراتيجي في المنطقة، وتدعيم مركزه السياسي في الداخل اللبناني.
يحدث ذلك وإيران على حافة تقرير واختيار رئيس جمهورية جديد خلفاً لإبراهيم رئيسي.
في الأسبوع الأول من يوليو(تموز)، سوف يتضح في طهران «المزاج الشعبي» الإيراني، بمعنى: هل يؤيد الشعب سياسات وسلوك رئيس متشدّد يؤمن بنشر أفكار الثورة الإيرانية في التمدّد الإقليمي، أم سيكون الخيار هو رئيس متوازن يسعى إلى تجنّب الصراعات المكلفة ويدافع عن أمن واستقرار بلاده؟
الأيام المقبلة حاسمة وكاشفة في صيف حار من ناحية الطقس، ناري من قبيل انفلات الأمن القومي في المنطقة.