لطالما كانت الفكاهة جزءاً من الإعلان، يكتبها البشر للبشر، لكن اليوم أصبح الذكاء الاصطناعي ينافس كتاب الكوميديا ويحتل مقعدًا في الصف الأمامي في الإبداع الكوميدي.

"سينسى الجمهور ما يسمعونه، لكنهم سيتذكرون كيف شعروا"، هذا شيء يدور دائماً في أذهان المبدعين الذين يحاولون إحداث تأثير في ما يقدمونه، وفق ما أفاد موقع "يورو نيوز".


ويقول نيل هيمان، كبير مسؤولي الإبداع العالمي في شركة أكسنتشر سونغ، وهي مجموعة إبداعية تعمل بالتكنولوجيا: "مع إنشاء الكثير من المحتوى اليوم، وقد يكون العثور على الصوت الفكاهي الفريد أمراً صعباً، حيث أن ضرب النغمة الصحيحة في سوق الإعلان العالمية ليس بالأمر الهين".
وأضاف: "إن الكوميديا ​​يُنظر إليها على أنها نوع من المخاطرة، ولكن المكافآت يمكن أن تكون كبيرة، وعلينا أن ننظر إلى مستقبلها في ظل الذكاء الاصطناعي".


افتقار العاطفة


ويشير هيمان إلى أن الذكاء الاصطناعي غالباً ما ينتقد بسبب افتقاره إلى العاطفة، ويقول: "يرى البعض أنه سيجد صعوبة في تكرار أداء دي نيرو، لكني أرى التكنولوجيا كأداة جديدة مفيدة لخلق الفكاهة في التواصل جنباً إلى جنب مع العقول الإبداعية البشرية".
ويشير هيمان إلى أن هناك رياضيات ومنهجية وراء الأمر، ما يساعد الذكاء الاصطناعي بشكل جيد، وأضاف: " لقد صدمت مؤخراً بأداة جديدة طورتها مختبرات غوغل، والتي تساعد في إنشاء النكتة المثالية، وهناك ما يشبه إعداد التورية على الواجهة وهي تبث كل أشكال التلاعب بالألفاظ، وكل نوع من التفسير لكيفية تجميع الكلمات. كان الأمر رائعاً جداً".


الحذر والمخاطرة


وللحصول على الفكاهة المناسبة مع تطور أذواق الجمهور على مر السنين، جنباً إلى جنب مع الثقافات ووجهات النظر المختلفة، يتعين على المعلنين توخي الحذر بشأن التورية أو أشكال الفكاهة الأخرى التي ينشرونها، وفق هيمان.

فعلى الرغم من أن الصناعة أصبحت أكثر عالمية، إلا أن كل المحتوى لا يترجم في كل مكان، ويعتقد هيمان أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دوراً في حل هذه المشكلة أيضاً.
ويقول: "هناك دور للذكاء الاصطناعي، إذا تم إعداده بشكل صحيح، حيث يمكن أن يكون نظام تصفية متقدماً حقاً، والذي نأمل أن يكون مفيداً، ويشير إلى أي فخاخ محتملة دون قتل أي شعور بالإثارة التي قد تنجم عن القليل من المخاطرة أو اتخاذ خطوة كبيرة، في الكوميديا والإعلان".