قال السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، إن المناظرة التي أُجريت بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب رأى فيها كل منهما أنه المرشح الأول لإسرائيل، موضحاً أن بايدن لم يفشل في هذا الاختبار فحسب، بينما أثبت ترامب أنه هو المرشح الوحيد لإسرائيل.

 



وأضاف في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن المناظرة الرئاسية كانت لا مثيل لها، ولم يحدث من قبل أن ركز الشعب الأمريكي بشدة على الصحة الإدراكية لأحد المرشحين بهذا الشكل، مستطرداً: "ليس فقط سياساته أو شخصيته، ولكن ما إذا كان يمتلك الصفات الجسدية اللازمة ليصبح زعيماً للعالم الحر".

 

 


الاعتراف بالفشل

ورأى فريدمان أن الأمر لم يقتصر على الفشل لبايدن، ولكنه دمر نفسه أمام أكثر من 100 مليون مشاهد، كما لم يقتصر الأمر على رأي أنصار ترامب، لأن العديد من القادة والناشطين الديمقراطيين اعترفوا بالذعر.
وحث نيكولاس كريستوف، كاتب العمود اليساري في صحيفة "نيويورك تايمز"، بايدن على "التفكير في أدائه بالمناظرة والانسحاب، كما حث فان جونز من شبكة "سي إن إن"، وهو من أشد المؤيدين لبايدن، الديمقراطيين على إيجاد مرشح رئاسي جديد.


إساءة معاملة كبار السن!

كما رأى أن القرار الذي اتخذه المقربون من بايدن بوضعه في هذه البوتقة ليس أقل من "إساءة معاملة لكبار السن"، موضحاً أن بايدن استعد لمدة أسبوعين برفقة حوالي 16 مدرباً، وتابع: "مما لا شك فيه أنهم كانوا يعلمون أنه لم يكن على مستوى هذه المهمة، تماماً كما لم يتمكن من قيادة الولايات المتحدة منذ توليه منصبه، فبماذا كانوا يفكرون؟".


سيطرة ترامب

وقال إن التبادلات السياسية بين ترامب وبايدن أقل أهمية بكثير مما ينبغي، لأن الجمهور بأكمله كان يصب اهتمامه على أداء بايدن، وتعثره، وعدم قدرته على إنهاء الجملة، وعدم تماسكه، مضيفاً أن تلك المناظرة سيتم تذكرها بأن أحد المرشحين تعرض فيها للضربة القاضية في الجولة الأولى.
وبحسب فريدمان، فإنه حتى لو لم يفشل بايدن معرفياً، لكان ترامب قد فاز أيضاً بالمناظرة، حيث أظهر سيطرة فائقة على الوضع، وظهر كثيراً في موقع القيادة والرئاسة، وأكد على النقاط الرئيسية ذات الصلة بحملته، اقتصاد بايدن الفاشل، والحدود المفتوحة، والضعف على المسرح العالمي.
وأوضح ترامب حججه بشكل فعال، وتناول انسحاب بايدن الكارثي من أفغانستان واسترضاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإعادة أموال إيران، والذي قال إنها خلقت عالماً غير مستقر للغاية، وأدت بشكل مباشر إلى الهجمات ضد إسرائيل، كما كانت مقارنة سجله في منصبه بسجل بايدن في المنصب ذاته مقنعة.

 

 


ثمن باهظ

وتابع فريدمان أن السياسة لعبة قاسية، وأولئك الذين غطوا أخبار جو بايدن في السنوات القليلة الماضية والذين ناشدوا الجمهور ألا يصدقوا ما يرونه، سوف يدفعون الآن ثمناً باهظاً بسبب ازدواجيتهم"، مستطرداً بأن دونالد ترامب كان دائماً المرشح الأفضل لأمريكا وإسرائيل وبقية العالم، والآن هو المرشح الوحيد.