أثار استهداف الجيش الإسرائيلي للقائد العام لكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس محمد الضيف، وعدداً من المسؤولين في الحركة، في منطقة المواصي التي تعج بالنازحين، موجة انتقادات غير مسبوقة للحركة، رسمياً وشعبياً، كما شكّل ورقة ضغط جديدة على حماس، التي واجهت اتهامات بإخفاء قادتها وسط المدنيين.

وأكدت إسرائيل أنها حاولت اغتيال محمد الضيف، قائد كتائب القسام، ومسؤول لواء خان يونس في الجناح العسكري لحماس رافع سلامة، حيث استهدفتهم في منطقة المواصي بخان يونس جنوب قطاع غزة، وهي المنطقة التي يصنفها الجيش الإسرائيلي بأنها منطقة إنسانية آمنة. ونفت حماس وجود أي من قيادييها في منطقة القصف.

انتقادات

ووصف القيادي في حركة فتح منير الجاغوب اختباء قادة حركة حماس بين المدنيين بأنه "خطأ كبير"، مضيفاً أن  "حماس تقول إنها تواجه الاحتلال، ولكنها تذهب باتجاه المناطق التي يطلب الجيش الإسرائيلي أن أن يتواجد فيها المدنيون".
وأضاف: "هذه ذريعة للقضاء على قادة حماس، والقضاء على أكبر عدد من الفلسطييين المدنيين وترويعهم"، متسائلاً "لماذا أقدم شعبي على طبق من ذهب لللاحتلال لكي ينكل فيه ويقتله"، بحسب ما صرح لقناة "العربية".
وفي انتقاد رسمي، هو الأقسى منذ بدء الحرب في غزة، قالت الرئاسة الفلسطينية إن "أية جهة تقدم الذرائع لإسرائيل شريكة في تحمل المسؤولية عما يلحق بالشعب الفلسطيني من مآس ونكبات"، في إشارة لحركة حماس.
وأضافت في بيان لها أن "حركة حماس بتهربها من الوحدة الوطنية، وتقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال تعتبر شريكاً في تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة".

صمت حماس

ويرى المحلل السياسي محمد هواش، أن أسباباً عدة تمنع حماس من الإعلان في الوقت الحالي عن نجاح محاولة اغتيال محمد الضيف، في حال كانت العملية قد نجحت.
وقال هواش لـ24 إن "السبب الأول أن ذلك يعطي لإسرائيل وجيشها صورة الانتصار، الذي تسعى إليه منذ بداية الحرب على قطاع غزة، كون الضيف أحد أبرز وأقدم المطلوبين لإسرائيل".
وأضاف "أما الثاني لأن ذلك يؤكد رؤية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وشركائه بالائتلاف الحكومي، أن الخيار العسكري هو الحل الأمثل لمنع تكرار أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وأن هذه الطريقة الوحيدة لتحييد هجمات حماس وقدراتها العسكرية"، لافتاً إلى أن ذلك يخفف من ضغط المطالبات بإبرام صفقة مع حماس.
وتابع "أما السبب الثالث فيتمثل في أن ذلك سيؤدي لإضعاف الحركة داخلياً وخارجياً، وسيهز صورة النصر التي يسعى جناحها المسلح للترويج لها، من خلال بثها المتواصل لفيديوهات استهداف الآليات العسكرية والجنود الإسرائيليين بمختلف مناطق القطاع".
وأوضح كذلك أن "ذلك سيؤدي لتشدد إسرائيل بمطالبها وإجبار حماس على تقديم المزيد من التنازلات، خاصة وأن استمرار الحرب سيؤدي إلى استهداف إسرائيل لمزيد من قادة حماس السياسيين والعسكريين"، مشيراً إلى أن اعتراف حماس سيكون بمثابة تقديم دليل واضح على قدرة إسرائيل على اختراقها من رأس الهرم القيادي، وهو الأمر الذي سيقلل ثقة الجمهور الفلسطيني وأنصارها بها".
 ورجح هواش، أن تتبع حماس ذات السيناريو المتعلق بمحاولة اغتيال القيادي البارز في القسام مروان عيسى، نائب الضيف، والذي أعلنت إسرائيل والولايات المتحدة اغتياله في مارس (آذار) الماضي.
وقال إن "حماس ستعلن في الوقت المناسب، وتحديداً بعد انقضاء الحرب وتمكنها من التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل عن قائمة القادة، الذين نجحت إسرائيل في اغتيالهم، وخاصة العسكريين منهم، وهو الأمر الذي يمكنها من التهرب من أي انتقادات داخلية وخارجية، وضغوط خلال الحرب".