استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين.

عكست الإمارات بكل هذه الإنجازات صورة الإسلام المتسامح والمعتدل
دولة الإمارات الدولة العربية الوحيدة على الإطلاق التي تنعم بالاعتدال والتسامح الديني، كما أنّها تمتلك كلّ المقومات لتحمي نفسها من الغلو والتطرف، فالبيئة صحية للغاية وتسمح بالتعايش والتسامح لكي تتوج هذه الجهود إلى مبادرة مجلس حكماء المسلمين التي يبحث إطلاقها لتعزيز دور علماء الأديان ورموزها في دعم جهود التنمية والسلام في العالم، تحت عنوان "تحالف الأديان من أجل التنمية والسلام" بالتعاون مع جمهورية إندونيسيا.
حتماً ما يقوم الأزهر به في سبيل إرساء الأمن والسلام  بما يجسِّد مسؤولية هذه القلعة الإسلامية في محيطها، هو مشاركة لافتة في كلِّ ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميَّين والدوليَّين.
لاسيما بأن الأزهر يحاول إبراز الوجه الحضاريّ السّمح لديننا الحنيف، وتعميق قيم التّعايش الإنسانيّ المشترك بين البشر دون تفرقة على أساس الدّين أو اللّون أو الجنس أو اللّغة، وإنكار سنّة التّنوع والاختلاف الّتي هي من سُنن الله الكونيّة.
كما هذه الدعوة للسلم من موطن السلام الإمارات ومن قلعة الإسلام "الأزهر" امتثالاً للأمر القرآني في أكثر من موضع، مثل قيمة "لتعارفوا" الخطوة الأولى للتسامح وسيلة للتفاهم وتبادل الأفكار مع الآخر، والرجوع إلى الوفاق الديني كما في الآية "تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ"... والنقاش البنّاء لحل كل المعضلات والالتقاء بنقاط الاتفاق كما في الآية"وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" وهو أيضاً كحوار الثقافات والارتقاء بهذه القيم المهجورة بغية نبذ ثقافة العنف، وإيجاد سبل فض النزاعات والصراعات، وخلق تيار سلام قوي يناهض تيار الكراهية.
كما مقام التسامح تحمل في طياتها أدبيات من الحقوق والواجبات أعلى سقفاً من حقوق الإنسان لأنه قائم على مبدأ البر والقسط للآخر، التأسيس الرباني للتسامح يمثل حق العدل قيمه عليا للجميع ، وهو احتفاء بالتعددية ، ودليل راقٍ لمعاني الإنسانية الفاضلة ونهجها الفريد.
وخلال تلك المسيرة النيرة، حاول كثيرون من دعاة الإقصاء والمغرضين من أنصاف الدعاة التشكيك فيه، والنيل من مكانة الأزهر ومازال، وتقليص دوره، كلها محصلة هدفها تغييب أصوات المعتدلين من علماء الأزهر ما حدا بنا إلى أن نسدّد فواتيرها من خلال أنماط من العنف والتشدد الحاصل، ونشر الإرهاب الذى قضى على مفهوم التسامح والتعايش في الإسلام.
آن الأوان لأن يعود الأزهر الوسطي برعاية إماراتية، لكي يتم تطويق كل الدعاوى من الفتاوى العبثية، وحماية الخطاب الإسلامي من الغلو والتطرف الحاصل، ومصادره من التكفيريين، ووقف تحليل الدماء المعصومة، وهذه أشكال من تدين - منحرف- يحياها المسلم المعاصر، فإن التنسيق والتعاون مع هذه المؤسسات والمرجعيات الدينية العريقة ضرورة ملحّة تفرض نفسها وسط متغيرات متسارعة، بهدف إعادة صياغة معاني التديّن، وبناء فضاء إعلامي يسهم في تصحيح مفاهيم وتصورات عن السلم والاعتدال والتعايش بين الأمم.
فالدولة التي تؤمن بالوسطية خياراً لا محيد عنه هي وحدها القادرة على انتشال المجتمع من براثن الغلو والتشدد والإرهاب والتمييز، فهناك دور كبير تقوم به دولة الإمارات في الوقوف المشرّف مع قضايا الأمة الإسلامية، وسعيها الدؤوب منذ مدّة لإيجاد الحلول السلميّة لنبذ الصراعات والفتن وإراقة دماء الأبرياء من خلال كثير من المؤتمرات والقرارات والاجتماعات، وتعميق جهود السلم والأمن والاستقرار في العالم.
كما لا نغفل عن دعمها اللامحدود معنويّاً وماديّاً في تفعيل أدوار المنابر الإسلامية المعتدلة ، وتعميق أدوارها للقيام بواجبها المنوط بها في نشر سماحة الإسلام واعتداله، الذى قد يؤثر في تعديل التاريخ المعاصر وتوجيهه، فعكست الإمارات بكل هذه الإنجازات صورة الإسلام المتسامح والمعتدل.