قال الكاتب الصحافي والمحلل السياسي جايكوب هيلبرون، إن الرئيس السابق دونالد ترامب لن يحصل على السباق الرئاسي الذي اعتقد أنه يستحقه، مضيفاً أن حملة ترامب كرست طاقاتها لتصوير الرئيس جو بايدن باعتباره رجلاً عجوزاً عاجزاً عن خدمة الشعب لفترة ولاية جديدة، واتضح أن الحملة حققت نجاحاً أكثر مما حلمت به على الإطلاق.

إضافة جيه دي فانس إلى سفينة ترامب لن يساعده في شيء

وكان  بايدن أعلن يوم الأحد أنه سيخرج من سباق الانتخابات داعماً نائبته كامالا هاريس لمنصب الرئاسة.

وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1968 التي يمتنع فيها رئيس في منصبه عن الترشح للحصول على ولاية ثانية.

وبذلك، لم يقم بايدن بتعزيز إرثه فحسب، بل ضمن أيضاً حدوث سباق حقيقي حتى خط النهاية.

هاريس مستعدة لمواجهة ترامب

وأضاف هيلبرون في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن هاريس، التي من المرجح أن تحصل على ترشيح الحزب الديمقراطي، مستعدة جيداً لمواجهة ترامب.

فبعد بداية متعثرة كنائبة للرئيس، أظهرت أسلوباً أكثر خبرة في الحديث في المقابلات التلفزيونية الأخيرة، بما في ذلك عقب المناظرة الكارثية بين بايدن وترامب مباشرةً عندما سعت إلى تحويل الأضواء من بايدن إلى سجل ترامب.

هاريس والصعود بسلاسة إلى السلم السياسي

وأوضح الكاتب أن هاريس، المدعية العامة السابقة وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، نجحت في الصعود بسلاسة إلى السلم السياسي.

ولا عيب في فشل محاولتها للرئاسة عام 2020، إذ خاض مرشحون آخرون، بما في ذلك بايدن ورونالد ريغان وريتشارد نيكسون، أكثر من محاولة قبل أن ينجحوا.

وعندما اختار بايدن هاريس لتصبح نائبة له، أدرك أن تغير الأجيال كان مفتاحاً لمستقبل الحزب الديمقراطي. 

والآن بعدما ترشحت للرئاسة، يضيف الكاتب، تقدم هاريس تناقضاً صارخاً مع ترامب، فالعديد من السهام التي استخدمها ترامب ضد بايدن يمكن توجيهها ضده، فهو كبير السن، وتجاوز سنه، ويعاني من إعاقة عقلية وجسدية، وما إلى ذلك.
ومضى الكاتب يقول إن إضافة جيه دي فانس إلى سفينة ترامب لن يساعده في شيء، على الأقل عندما يتعلق الأمر بمغازلة الناخبين من الأقليات الذين كانوا جزءاً حاسماً من سباقه.

وكان ترامب يأمل أن يساعده فانس في ولايات ساحة المعركة في الغرب الأوسط.

ولكن قد تختار هاريس حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو كمرشح لمنصب نائب الرئيس.

وتشمل الأسماء الأخرى المتداولة السيناتور مارك كيلي (ديمقراطي من أريزونا) وحاكم ولاية كارولينا الشمالية روي كوبر. 

وقال الكاتب إن ترامب سيركز على هاريس باعتبارها استمراراً لإدارة بايدن الفاشلة في السياسة الخارجية والداخلية.

والسؤال المطروح على هاريس هو ما إذا كانت قادرة ليس فقط على الدفاع عن سجل بايدن، بل أيضاً على الهجوم المتوقع ضدها. يمكنها الإشارة إلى أسعار الفائدة المنخفضة ومعدلات البطالة المنخفضة القياسية كمزايا.

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول)، وتسجل سوق الأوراق المالية مستويات مرتفعة قياسية.
في الوقت نفسه، ستسعى هاريس إلى مهاجمة ترامب بشأن السيطرة على الأسلحة والإجهاض، بالإضافة إلى مشروع 2025.

وقد كانت تستهدف المخطط الخاص بولاية ترامب الثانية الذي ابتكرته مؤسسة هيريتيج، والذي تبرأ منه ترامب مؤخراً بعبارات لا لبس فيها.

بايدن يحرم ترامب من فوز ساحق

واختتم الكاتب مقاله بالقول: "لو لم ينسحب بايدن من السباق، لكان ترامب قد حقق فوزاً ساحقاً في نوفمبر (تشرين الثاني). ربما حرمه قرار بايدن من ذلك. يظل ترامب شخصية مرنة وقوية في حملته الانتخابية، لكنه لم يواجه قط خصماً سياسياً عنيداً وعدوانياً مثل هاريس. والآن فقط بدأ السباق الرئاسي".