أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، مقتل القائد العسكري لحماس محمد الضيف، في غارة جوية على غزة في يوليو (تموز) الماضي، فيما لم يصدر عن حماس أي تعليق حتى الآن.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "يعلن الجيش الإسرائيلي أنه في 13 يوليو (تموز) 2024، قصفت طائرات مقاتلة تابعة للجيش منطقة خان يونس، وبعد تقييم استخباراتي يمكن تأكيد القضاء على محمد الضيف في الغارة".

من هو محمد الضيف؟

محمد دياب المصري، المعروف بمحمد الضيف، فلسطيني وُلد في غزة عام 1965، ينتمي إلى أسرة فلسطينية لاجئة هُجّرت عام 1948 من قرية القبيبة إلى غزة، حيث نشأ في مخيم خان يونس للاجئين، وظل يعيش فيه طوال حياته.

يُعرف محمد الضيف بـ "أبو خالد"، وجاءت هذه التسمية بعد دوره التمثيلي في إحدى المسرحيات أيام الدراسة الجامعية، وهي مسرحية "المهرج"، وكان يلعب فيها دور "أبو خالد" وهي شخصية تاريخية عاشت خلال الفترة ما بين العصرين الأموي والعباسي.

كما يُعرف باسم الضيف مجازاً، إشارة إلى أسلوب حياته المتنقل، إذ يتنقل من مكان إلى آخر تجنباً للغارات الجوية الإسرائيلية. وخلال فترة دراسته الجامعية، تشبع الضيف بـ "الفكر الإسلامي"، فانضم إلى جماعة الإخوان، وكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية آنذاك.

وعندما انطلقت حركة حماس عام 1987، بعد "الانتفاضة الفلسطينية الأولى"، لم يتردد الضيف في الانخراط في صفوفها، فاعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 1989، وقضى 16 شهراً في السجن بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.

مؤسس كتائب القسام

انتقل الضيف إلى الضفة الغربية برفقة عدد من قادة القسام في قطاع غزة، حيث أشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام في الضفة الغربية، وأصبح قائداً لها بعد اغتيال عماد عقل عام 1993.

ووفق وكالة الأنباء الفرنسية، مع بداية "الانتفاضة الثانية" في عام 2000، اعتقلت السلطة الفلسطينية محمد الضيف، لكنه هرب أو أُطلق سراحه بعد وقت قصير، وفي عام 2002 أصبح الضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام؛ بعد اغتيال سلفه صلاح شحادة بغارة إسرائيلية.

وأُدرج الضيف عام 2015 على اللائحة السوداء الأمريكية "للإرهابيين الدوليين"، كما أُدرج على قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وفي 20 مايو (أيار) 2024، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، أنها ستصدر أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، بالإضافة إلى زعيم حركة حماس يحيى السنوار، وقائد كتائب القسام محمد الضيف ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، بتهم ارتكابهم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية عقب أحداث أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

مهندس أنفاق غزة

وحسب التقارير الإعلامية، يحظى الضيف بتاريخ عسكري طويل جداً، بدأ في ثمانينيات القرن الماضي.

فمنذ نحو 30 عاماً شارك في عدة عمليات عسكرية ضد إسرائيل، بدءاً من اختطاف جنود وهجمات صاروخية، مروراً بعمليات عسكرية، ووصولاً إلى هجوم 7 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، الذي يُعتقد أنه "العقل المدبر" له، إلى جانب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار.

كما ينسب إليه الفضل في تصميم سلاح حماس الأبرز: صواريخ القسام، وشبكة الأنفاق التي حفرت تحت غزة. وهذه الأنفاق هي المكان الذي يُعتقد أن الضيف يقضي معظم وقته فيها متخفياً بعيداً عن أنظار الجيش الإسرائيلي، وموجهاً منها عمليات حماس.

وذكرت وكالة رويترز، أن التصميم والحذر هما السمات الرئيسية للضيف، ونقلت عن مصادر في حماس خدمت تحت الضيف، قولها: "يتمتع بأعصاب من فولاذ عندما يقرر أن يستخدم مكاناً ما يمتنع عن الحركة تماماً، ليس لديه فضول لرؤية ما يجري في الشارع، إنه يستخدم أعين وآذان من يثق بهم لهذا الغرض".

7 محاولات اغتيال

وعلى مدى ربع قرن، تصدر الضيف قائمة المطلوبين في إسرائيل، حيث نجح في النجاة من 7 محاولات اغتيال نُفذت في عام 2001 و2002 و2003 و2006 و2014، وعام 2021 عندما حاولت إسرائيل اغتياله مرتين حينها.

وكانت أصعب محاولات اغتياله عام 2002، ونجا الضيف منها بأعجوبة، لكنه فقد إحدى عينيه، وتقول إسرائيل إنه خسر إحدى قدميه أيضاً وإحدى يديه، وأن لديه صعوبة في الكلام، بسبب تعرضه لأكثر من محاولة اغتيال.

وفي عام 2014 وخلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، التي استمرت أكثر من 50 يوماً، أخفق الجيش الإسرائيلي في اغتيال الضيف، إلا أنه قتل زوجته وابنه البالغ من العمر 7 أشهر، وابنته البالغة من العمر 3 سنوات.

وفي 13 يوليو (تموز) 2024، شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من الغارات على منطقة المواصي في خان يونس، مشيرة إلى أنها كانت تستهدف اغتيال الضيف.