تساءلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن احتمالية شن هجوم مشترك من ميليشيا "حزب الله" وإيران على إسرائيل بعد الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية.


وأضافت "يديعوت أحرونوت"، أنه بعد عمليتي الاغتيال الناجحتين، تدخل إسرائيل في حالة من التأهب، مشيرة إلى أنه في تقييم الوضع الأخير الذي أجراه الجيش الإسرائيلي، قرر تعزيز تشكيلاته الدفاعية واتخاذ خطوات للاستعداد لهجوم إيراني، أو رد من قبل حزب الله على عمليتي الاغتيال الكبيرتين في بيروت وطهران للقيادي في حزب الله فؤاد شكر، ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم من تلك التقييمات، إلا أن قيادة الجبهة الداخلية لم تقم بتحديث التعليمات ولم تفرض قيوداً على الجمهور، حيث يستمر الروتين المدني على الحدود وداخل إسرائيل كما هو.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي يستعد حالياً لمجموعة من الردود المحتملة الانتقامية من حزب الله والحرس الثوري الإيراني نتيجة لعمليتي الاغتيال، وكشفت أن الأيام الأخيرة شهدت محادثات تنسيق مع النظراء الأمريكيين ومع قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

 استهداف أماكن عسكرية

كما كشفت أن هناك بعض الخطوات المتعلقة بتحرك القوات تم تنفيذها بالفعل في بداية الأسبوع، ولكن حقيقة أن قيادة الجبهة الداخلية لم تقم حتى الآن بتقييد الجمهور تشير إلى أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تنص على أن الأماكن التي سيتم استهدافها في إسرائيل ستكون عسكرية في المقام الأول، وسيكون هناك وقت كاف قبل العملية لتوجيه الجمهور إلى البقاء بالقرب من الأماكن المحمية أو عدم التجمع..
وسلطت الصحيفة الضوء على التقارير الدولية التي أفادت أن إيران ليس لديها أي نية لمهاجمة أهداف مدنية، بل أهداف عسكرية فقط، حيث صرح مسؤولون إيرانيون، أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، صرح بأن الرد على القضاء على هنية سيكون من خلال هجوم مباشر على إسرائيل، لكن بحسبهم لم يتم تحديد طبيعة الرد بعد.


هجوم مشترك

وقالت إنه ليس من الواضح ما إذا كانت إيران، كما حدث بعد اغتيال المسؤول الإيراني الكبير محمد رضا زاهدي في دمشق أبريل (نيسان) الماضي، ستختار شن هجوم واسع النطاق على إسرائيل، ولكنها أشارت إلى أن الضباط الإيرانيين يفكرون في شن هجوم مشترك يشمل أآلاف صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف عسكرية بالقرب من تل أبيب أو حيفا، بحسب التقارير الدولية.


توتر إسرائيلي

وتقول "يديعوت" إن الجيش الإسرائيلي لا يستبعد قيام حزب الله وإيران بتعليق رد الفعل لعدة أيام على الأقل من أجل الاستعداد الأمثل من وجهة نظر عملياتية، بينما تتزايد المخاوف لدى الإسرائيليين الذين "ينتظرون الأسوأ على الإطلاق".
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أنه خلال السنوات التي سبقت 7 أكتوبر (تشرين الأول) أثار حزب الله أسابيع طويلة وأحياناً أشهراً من التوتر الشديد على الحدود الشمالية،  تضمن قيوداً شديدة على الجنود الإسرائيليين، مشيرة إلى أن فترة الانتظار المتوترة تعتبر في حد ذاتها إنجازاً لحزب الله والإيرانيين كنوع من أعمال الترهيب.


أشكال متنوعة للهجوم

وتابعت: "في إيران، وعدوا أمس بـ"عملية خاصة"، لكن لتعظيم الإنجاز قد يحتاج الحرس الثوري إلى عنصر المفاجأة، وبالتالي لتحقيقه سيستغرق الأمر وقتاً، ربما حتى أسابيع، حتى يتم تنفيذ العملية"، مضيفة أن الإيرانيين وحزب الله لديهم خيارات كافية، وليس فقط حركية في شكل ضربات صاروخية أو طائرات مسيرة ضد إسرائيل، وعلى سبيل المثال يمكن تنفيذ هجوم سيبراني عالي الجودة من شأنه تعطيل حياة الإسرائيليين، مثل شل أجهزة الكبيوتر المصرفية والقطارات، وحركة المرور، بالإضافة إلى محاولة اغتيال موازية لمسؤولين إسرائيليين مثل ممثلي الجيش الإسرائيلي أو السفراء الإسرائيليين في الخارج.


أهداف بعيدة

ووفقاً للصحيفة، ليس بالضرورة أن يكون الرد مشابهاً لهجمات حماس في الجولات المتكررة على مدى عقد ونصف حتى 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ولكن هناك شكل آخر لإطلاق حزب الله للصواريخ الباليستية، والذي يستطيع مهاجمة أهداف إسرائيلية تبعد 30 و40 كيلومتراً عن الحدود، لذلك، من الممكن القيام بعملية مشتركة، ومركزة وعالية الجودة، مع أسراب من الطائرات بدون طيار باتجاه هدف عسكري مهم مثل قاعدة بحرية أو جوية في الشمال، وهي عملية ستسبب أضراراً بحال نجاحها.
ويأتي ذلك إلى جانب وابل محدود من الصواريخ الإيرانية الصنع غير الدقيقة ولكنها ثقيلة وقياسية باتجاه "غوش دان" أو منطقة "شارون"، وذلك من أجل إحداث  الذعر، وإطلاق الإنذارات.