ذكرت صحيفة "كلكلست" الاقتصادية الإسرائيلية، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أثبت أن الاختراق الاستخباراتي للنظام الإيراني خطير، ومع ذلك يهدد اغتيال فؤاد شكر، أحد كبار مسؤولي تنظيم "حزب الله" اللبناني، بتصعيد إقليمي، نظراً إلى أن الحزب سيحاول ضرب أهداف نوعية في إسرائيل التي هددت باعادة " البلاد إلى العصر الحجري".

 وقالت كلكلست، إنه خلال نحو 6 ساعات من مساء الثلاثاء حتى ليل الثلاثاء الأربعاء، تلقت حماس وحزب الله ضربتين شديدتين تمثلتا في تصفية مسؤولين كبار، وأشهرهما إسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران، مشيرة إلى أن هذه الخطوة أثبتت مجدداً الاختراق الاستخباراتي للنظام الإيراني.
أما عن الاغتيال الآخر والذي استهدف، فؤاد شكر، القائد العسكري الكبير في حزب الله، في ضاحية بيروت، مساء الثلاثاء الماضي، ينذر بتصعيد الصراع الإقليمي المستمر منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول).

 


مشوار هنية

وذكرت الصحيفة أن هنية البالغ من العمر 62 عاماً، هو أحد أفراد عائلة فلسطينية لاجئة من مخيط الشاطئ في قطاع غزة، ولم يكن من كبار أعضاء التنظيم، ولكنه أصبح "نجماً" منذ عام 1997، عندما تم تعيينه مساعداً شخصياً للشيخ أحمد ياسين، مؤسس حماس، ما ساعده على تجاوز شخصيات بارزة في الحركة حتى أصبح على رأس قائمة حماس للانتخابات العامة التي جرت في السلطة الفلسطينية عام 2006.
وتقول كلكلست، أن هنية أصبح منذ ذلك الحين زعيماً لحركة حماس في قطاع غزة، لكن إطلاق سراح يحيى السنوار في عام 2011 كجزء من صفقة جلعاد شاليط قوض موقفه، ونقلت عن تقارير أن العلاقة بين هنية والسنوار كانت باردة، ويرجع ذلك جزئياً إلى اختلاف مواقفهما وخلفياتهما، حيث نشأ السنوار في الجناح العسكري لحماس وكان يدعو إلى صراع لا هوادة مع إسرائيل، في حين كان طريق هنية مختلفاً، وكان يعتقد أن الخطوات على الساحة الدولية يجب أن يكون لها وزن أيضاً، وبالتالي كان أقل شعبية بين أعضاء الجناح العسكري.


انقسام داخل حماس

كما تقول الصحيفة إن هنية لم يكن مطلعاً على الخطة التي صاغها رؤساء الجناح العسكرية في غزة ليوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لكنه، مثل قادة حماس الآخرين، أعرب علناً عن دعمه للهجوم.

وكان هنية وجه حماس على الساحة الدولية، وكان حلقة الوصل بين حماس في غزة ودول الوساطة في إطار مساعي التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء النزاع في القطاع وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وذكرت كلكلست، أن هناك تقارير غير رسمية تقول إن هناك خلافات في الرأي ظهرت بين هنية والسنوار بشأن شروط وقف إطلاق النار عندما حاول هنية تأمين مستقبل حماس في اليوم التالي للحرب على الساحة الفلسطينية والعربية، بينما السنوار وقادة الجناح العسكري، وضعوا لأنفسهم هدف بقاء الفرع العسكري من أجل إعلان النصر.
ولفتت إلى أن حركة حماس سيتعين عليها خلال الفترة المقبلة تعيين بديل مؤقت لهنية كرئيس للمكتب السياسي لحين إجراء الانتخابات الداخلية لهذا المنصب.

 أزمة تمويل

ووفقاً للصحيفة، قد يخلق رحيل هنية على الساحة مشكلة معينة لحماس في مجال التمويل، لكن بما أنه لم يدر إمبراطوريته الاقتصادية وشبكات التمويل والتبرعات التابعة لحماس وحده، فمن المحتمل أن يكون هناك من يحل محله في هذا المجال في وقت قصير، كما أشارت كلكلست إلى أن هنية بنى لنفسه ولعائلته إمبراطورية اقتصادية، وهو ما دفع خصومه في حركة حماس وخارجها إلى انتقاده بشدة والادعاء بأنه حصل على الثراء على حساب حماس.


معضلة الرد المحسوب

أما عن اغتيال فؤاد شكر، فقالت الصحيفة إن تلك العملية هي الأكثر ألماً لحسن نصرالله ورجاله منذ بدء الصراع الحالي في 8 أكتوبر (تشرين الأول)، وحتى الآن قتلت إسرائيل نحو 400 من أعضاء حزب الله، بعضهم من كبار القادة الميدانيين، لكن شكر على مستوى مختلف، فهو جزء من الدائرة الداخلية المقربة من نصر الله وعضو في هيئة الأركان العامة لحزب الله (مجلس الجهاد).
وقالت كلكلست، إن حزب الله يواجه معضلة صعبة بشأن اغتيال شكر، فإذا حاول إلحاق الضرر بأهداف نوعية من وجهة نظره، مثل البنية التحتية في إسرائيل، فإنه في هذا الوضع يهدد بتدمير لبنان، وذلك في الوقت التي تمارس فيه الأحزاب السياسية في لبنان ضغوطاً شديدة على التنظيم للرد بطريقة محسوبة على التصفية حتى لا ينتهي المطاف بتدمير الاقتصاد في لبنان بسبب تدمير البنية التحتية.