نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريراً كشفت فيه تفاصيل لحظات ما بعد اغتيال رئيس الجناح السياسي في حركة "حماس"، والذي قُتل بمقر إقامته في إيران، قائلة إن هناك حالة من الفوضى سادت في أوساط قيادة حماس من جهة، وفي إيران من جهة أخرى.

وذكرت يديعوت أحرونوت في التقرير الذي أعده الصحفي الاستقصائي الإسرائيلي رونين برغمان تحت عنوان "التدوينة الغربية والأحاديث في منشأة الحراسة والفوضى.. لحظات ما بعد القضاء على إسماعيل هنية"، أنه في تلك الليلة بين الثلاثاء والأربعاء،  الواحدة والربع بتوقيت إسرائيل تم إعطاء الإشارة، وبعد ثوان قليلة انفجرت العبوة الناسفة في مقر الإقامة الرسمي المحمي جيداً من قبل الحرس الثوري الإيراني.


غرفة هنية

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن الغرفة التي تواجد بها هنية كانت مخصصة للضيوف المهمين والمتميزين، والتي نالت إعجاب هنية واستخدمها تقريباً في جميع زياراته لإيران، وكذلك في الزيارة الأخيرة، حيث وصل يوم الإثنين الماضي لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، مشيرة إلى أنه كان واحداً من أكثر الأشخاص الذين تم تصويرهم في التاريخ في مثل هذا النوع من الأحداث، نظراً للتوقيت والتغطية الدولية من قبل 86 وفداً وصلوا في الساعات التي سبقت اغتياله.


طريقة الاغتيال

وقالت الصحيفة إن طريقة زرع القنبلة ومكان وجود هنية في الغرفة لا يمكن أن يحدث إلا بطريقة واحدة، وهي طريقة تشبه إلى حد ما اغتيال رئيس الجناح العسكري لحماس، محمد الضيف، الذي أُعلنت إسرائيل أمس أيضاً عن وفاته، موضحة أنه بمجرد أن عرف القائمون على عملية الاغتيال تحديد مكانه وتوقيت تواجده، لم يستطع الخروج من الحادث حتى بجروح خطيرة. 


منشور نجل هنية

وذكرت الصحيفة أنه قبيل الساعة الثالثة صباحاً بقليل، نشر نجل إسماعيل هنية منشوراً غريباً على "فيس بوك"، وكان مزيجاً بين الشعر والكلمات الطيبة عن الصباح التالي، وهو ما أثار تكهنات بما إذا كان يعرف ما حدث لأبيه، ولعدة ساعات لم يتم تسريب أي معلومات من موقع الحادث، في وقت سأل فيه كبار قادة حماس والحرس الثوري عما إذا كان وقع أمر ما لأحد قادة الحركة الموجودين في طهران، ولكن قوبل ذلك بـ"الضحك والسخرية" قائلين: "ما هي احتمالات أن يحدث لهم شيء ما في طهران؟".
ولكن في الساعة الخامسة والربع صباحاً، نشر نجله منشوراً أوضح كل شيء، حيث كان دعاء لوالده، وبعد ذلك بـ5 دقائق، أعلن الحرس الثوري وفاته، ما أحدث ضجة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.


لحظات ما بعد الحادث

ووفقاً لبرغمان، بعد ساعات قليلة، في مكان الحادث، وهو واحد من أكثر المنشآت الأمنية حراسة في منطقة الشرق الأوسط، جلست مجموعة من النساء والرجال المطلعين على ما يجري، وجميعهم يعانون من علامات واضحة لقلة النوم، بينما كانت إيران تعيش حالة من الصدمة العميقة، وكذلك الأمر بالنسبة لأعضاء حماس، وخصوصاً أولئك الذين ضحكوا في الليل وبعد ذلك أدركوا أنهم فقدوا زعيمهم السياسي.


صورة النصر

وفي المنشأة الأمنية، قال أحدهم: "ربما تكون هذه هي الخطوة الأخيرة لإسرائيل في الحرب في غزة، وأن هذه ستكون صورة النصر التي يتوقعها الجميع، والتي لا يمكن لنتانياهو الاستغناء عنها"، كما ردد أحد الحاضرين بأن "إسرائيل لن تعترف أبدا بتورطها في عملية الاغتيال هذه".
وذكرت الصحيفة، أنه في الساعات التي تلت الحادث، كانت أجواء الشرق الأوسط مليئة بالتهديدات بالانتقام والخوف في إسرائيل من المستقبل، وأي حديث عن نهاية الحرب كان يبدو غير ذي صلة، ولكن على وجه التحديد بسبب الخوف من حرب إقليمية.