استعرضت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، القدرات الهجومية لدى إيران في مواجهة الدفاعات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الجماعات التابعة لها في المنطقة، سترد بقوة على الاغتيالات الإسرائيلية في بيروت وطهران، كما حدث في هجوم أبريل (نيسان) الماضي، وأوضحت الصحيفة أن أنظمة الاعتراض الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى.

 وأضافت غلوبس أن إسرائيل تستعد لرد فعل إيران والميليشيات التابعة لها التي تشكل محور المقاومة، على اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في طهران، متسائلة "ما القدرات التي تمتلكها إيران لمهاجمة إسرائيل، وما قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وكم من الوقت يستغرق وصول الصواريخ والطائرات المسيرة إيرانية الصنع إلى إسرائيل؟" 

9 صواريخ إيرانية 

أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى تقديرات قائد القيادة المركزية الأمريكية السابق، بأن إيران تمتلك منذ عام 2022 أكثر من 3 آلاف باليستي، ولا يشمل ذلك صواريخ الكروز، موضحاً أن مداها يصل إلى 2000 كيلومتر، في حين تبلغ المسافة بين حدود إيران مع العراق وبين بحيرة طبرية حوالي ألف كيلومتر، وفي الوقت نفسه تبلغ المسافة بين طهران وتل أبيب حوالي 2000 كيلومتر.
أما الصواريخ الباليستية الإيرانية الأطول مدى فهي سلسلة "سجيل" التي يصل مداها إلى أكثر من 2000 كيلومتر، وسلسلة "خورمشهر" التي يصل مداها من 2000 إلى 3000 كيلومتر، وأوضحت الصحيفة أن هذا ينذر بتعاون طهران الوثيق مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، حيث يعتمد خرمشهر على صاروخ هواسونغ 10 الكوري الشمالي.
وفي الوقت نفسه، تمتلك إيران صواريخ كروز يصل مداها إلى 1350 كيلومتراً، بالإضافة إلى صاروخ "سومار" الذي يتراوح مداه بين 3000 و2000 كيلومتر، ويعتمد على صواريخ Kh-55 الروسية، وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تمتلك 9 نماذج صاروخية يمكنها الوصول إلى إسرائيل.

الطائرات المسيرة

وبحسب الصحيفة، إلى جانب الصواريخ، هناك صناعة الطائرات بدون طيار واسعة النطاق التي طورتها إيران على مر السنين، والتي اكتسبت زخماً في العامين الماضيين بفضل الاستخدام الروسي المكثف لها في سياق الحرب بأوكرانيا، وهو أمر يجعل هناك مساحة لتعلم الدروس المستفادة بشأن تلك الطائرات، والتعديلات التي أجريت لها.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن الطائرات المسيرة الأكثر شهرة في طهران هي طائرة شاهد 136، والتي تعتبر أيضاً تقليداً سيئاً لطائرة "هاروب" الانتحارية الإسرائيلية التي تبلغ تكلفتها نحو 700 ألف دولار، بينما تبلغ تكلفة شاهد 136 نحو 30 ألف دولار فقط. 

الفرق بين الصواريخ الباليستية والكروز

تقول الصحيفة، إن الصاروخ الباليستي معروف بسرعته العالية، لكنه لا يعرف كيفية المناورة، ومن ناحية أخرى، فإن صاروخ كروز أبطأ، ولكن يمكنه المناورة، ونتيجة لذلك، فمنذ لحظة الإطلاق، قد تصل الصواريخ الباليستية إلى إسرائيل في حوالي 12 دقيقة، بينما تصل صواريخ كروز في حوالي ساعتين.
كما أوضحت أن الطائرات المسيرة الإيرانية تبلغ سرعتها حوالي 250 كيلومتراً في الساعة، وبالتالي ستستغرق على الأقل حوالي 9 ساعات للوصول إلى إسرائيل، لافتة إلى أن الضربة التي نفذتها طائرة بدون طيار في تل أبيب والتي كانت قد انطلقت من اليمن، استغرقت حوالي 16 ساعة.

قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي

وتقول غلوبس، إن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي هو الأفضل والأكثر تنوعاً في العالم، حيث يعتمد على دفاع متعدد الطبقات للتعامل مع مجموعة متنوعة من التهديدات، ولذلك، تستخدم إسرائيل كل نوع من أنواع الأنظمة الدفاعية ضد الصواريخ حسب مواصفتها وقدراتها ونوعها.
وأشارت الصحيفة إلى أن نظامي أرو 2 و3، مخصصان لاعتراض الصواريخ الباليستية، على أن يتخصص أرو 3 في الاعتراض خارج الغلاف الجوي، بينما أرو 2 مخصص لداخل الغلاف الجوي، وتابعت: "دخل نظام أرو 2 الخدمة في عام 2000 وأرو 3 في عام 2017، وفي نظام أرو 2 يحمل الرأس الحربي للسهم عبوة ناسفة متنقلة، والغرض منه هو تدمير الصاروخ المستهدف بنفس الشحنة، لكن في أرو 3، تكون الطاقة الحركية وحدها كبيرة بما يكفي لتدمير الهدف، حيث يتمتع المعترض نفسه بقدرة عالية جداً على المناورة وتغيير الاتجاه، كما أنه مزود بأجهزة استشعار كهروضوئية متقدمة". 

وتحدثت الصحيفة عن نظام مقلاع داوود، وهو نظام مخصص لاعتراض الصواريخ والقذائف متوسطة المدى، وكذلك صواريخ الكروز، موضحة أنه يشتمل على صاروخ اعتراضي سريع المناورة على مرحلتين.
أما عن نظام باتريوت الدفاعي، فهو نظام مصمم لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات، مثل الطائرات بدون طيار والمروحيات الحربية والصواريخ الباليستية، بما في ذلك الصواريخ طويلة المدى، وأشار أحد المتخصصين الغربيين في محادثة مع الصحيفة إلى أنه بينما تجنبت إسرائيل تحديث بطاريات باتريوت الخاصة بها، فقد مضت قدماً في استخدام مقلاع داود، الذي تم تنفيذ أول اعتراض تشغيلي له بالفعل في مايو (أيار) 2023.