دعت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى ضربة استباقية، والكف عن انتظار الكوارث، موضحة أن اللاعبين الدوليين يشجعون إسرائيل وإيران على ضبط النفس، ولكن البعض في إسرائيل يقول إن التصعيد أصبح لا مفر منه.

وأضحت "جيروزاليم بوست" أن الإسرائيليين متوترون هذا الأسبوع، في انتظار هجوم إيراني انتقامًاً لمقتل اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، وفؤاد شكر القيادي في تنظيم "حزب الله اللبناني، في الوقت الذي شجعت فيه قيادة الجبهة الداخلية للجيش الجمهور الإسرائيلي على مواصلة حياتهم اليومية، لأن الشعور بالخوف والقلق يسود المجتمع الإسرائيلي.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن إيران ووكلاءها يهددون بالانتقام بسبب الاغتيالات، و إسرائيل أعلنت مسؤوليتها عن مقتل شكر، بينما لم تعترف باغتيال هنية في طهران، ولكن يُعتقد على نطاق واسع أنها وراء تلك العملية، ولذلك وضعت التهديدات الإيرانية إسرائيل في حالة تأهب قصوى، على الرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين قالوا مراراً وتكراراً إن البلاد مستعدة لهجوم متعدد الجبهات، من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق، أكبر بكثير من الصراع بين إسرائيل وحماس الذي استمر 10 أشهر.


دعوات لضربة استباقية

وبالتزامن مع تصاعد التوترات، دعا البعض في إسرائيل إلى توجيه ضربة استباقية لإيران ووكلائها، ووفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن القيادة ستفكر في مثل هذه الضربة إذا كان لديها أدلة قوية على أن إيران تخطط لهجوم كبير، وأظهر استطلاع للرأي إسرائيلي، نُشر يوم الثلاثاء الماضي، أن نصف الجمهور الإسرائيلي يؤيد مثل هذه الضربة.


بناء تحالف قوي

ومع اقتراب اندلاع حرب كبرى بعد ساعات أو أيام، تعمل إسرائيل على بناء تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة للمساعدة في إحباط هجوم من جانب إيران ووكلائها، حيث ساعد تحالف مماثل إسرائيل في أبريل (نيسان) الماضي، عندما أطلقت إيران أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار باتجاه إسرائيل.
وكان الهجوم الإيراني السابق رداً على مقتل إسرائيل لعدد من ضباط الحرس الثوري الثوري في القنصلية الإيرانية بدمشق، وهو الهجوم الذي اعتبرته طهران انتهاكاً لسيادتها، ووصفت الصحافة الإيرانية هجومها المضاد بأنه "أكبر هجوم بطائرة بدون طيار" على الإطلاق، لكن أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتعددة الطبقات، إلى جانب القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية، اعترضت كل الأسلحة القادمة تقريبا، ولم ترد أنباء عن أضرار جسيمة.
وردت إسرائيل على عدة مواقع عسكرية في إيران بعد بضعة أيام، وأنهت تلك الضربة جولة العنف حتى الأسبوع الماضي، عندما أصبحت المواجهة المباشرة بين الخصمين أقرب من أي وقت مضى، بحسب الصحيفة.

 


استهداف في إيران

وتقول "جيروزاليم بوست" إن المنطقة تستعد لمزيد من العنف، مع توقع أن تحاول طهران التغلب على هجومها السابق، فيما تدرس إسرائيل بعناية خياراتها في انتظار الضربة التالية، ونقلت عن الدكتور داني أورباش المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية، أن الهجوم الإسرائيلي الفعال على إيران من شأنه أن يستهدف مصافي النفط والبنية التحتية الاقتصادية والموانئ.
وتابعت الصحيفة: "حتى الآن، كانت الحرب في إسرائيل متمركزة في قطاع غزة، مع اندلاع اشتباكات عرضية من قبل وكلاء إيرانيين آخرين، حيث أطلق حزب الله مئات الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار باتجاه شمال إسرائيل، مما دفع إسرائيل إلى ردود مدروسة تهدف إلى تجنب التصعيد، وبدرجة أقل، شارك الحوثيون المتمركزون في اليمن والميليشيات المتمركزة في العراق وسوريا أيضاً في القتال ضد إسرائيل، ومن المتوقع أن تلعب هذه الجماعات دوراً أكثر أهمية إذا قررت إيران مهاجمة إسرائيل".


اغتيال نصرالله

وعلق أورباش: "تحتاج إسرائيل إلى التصعيد بشكل كبير، وستشمل الحرب الكاملة ضرب العديد من الأهداف في وقت واحد، بما في ذلك صواريخ حزب الله الموجهة بدقة، ومحاولة اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله"، موضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية قلقة للغاية بشأن التصعيد الإقليمي الذي من شأنه أن يتحول إلى حرب عالمية، والتي ربما تتحول إلى نووية، ولكن المشكلة هي أن من يخاف من التصعيد ويرفضه يشجع الطرف الآخر على الشروع فيه.