قال الكاتب الإسرائيلي هيليل فريش، إن إيذاء الشعب الإيراني سيكون خطأ فادحاً، لأن النظام هو الذي يسعى إلى القضاء على إسرائيل، وليس الشعب الإيراني.

وقال فريش، وهو أستاذ علوم سياسية إسرائيلي في مقال بـ"جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إنه لا يمكن التكهن بالرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، سوى بسلسلة من الصواريخ المعتادة التي يطلقها حزب الله من لبنان وحماس من غزة، ولا يمكن التنبؤ برد فعل إسرائيل على الهجوم، أو حتى النتيجة النهائية، وإذا كان الجانبان سيتراجعان أو إذا كات هناك حرب شاملة.


نقاط ضعف

وأضاف الكاتب، أن هناك يقيناً واحداً وسط كل هذا الضباب، فإذا ردت إسرائيل بشكل مباشر على إيران، فيجب أن تضرب أهداف النظام وتمتنع قدر الإمكان عن إيذاء السكان الإيرانيين ورفاهبتهم الاقتصادية، موضحاً أن نقطتي الضعف الرئيسيتين في إيران هما جزيرة خارج ومجمع بندر عباس المكون من ثلاثة موانئ على طول الشواطئ الجنوبية الشاسعة لإيران، مستطرداً: "تشكلان أهدافاً مغرية للغاية".
ويقول الكاتب، إن إيران تخزن 80% من النفط الذي تصدره إلى العالم في مستطيل صغير يبلغ طوله 3 كيلومترات وقطره 1.5 كيلومتراً، وهي جزيرة خارج، موضحاً أن هذه المنطقة أصغر حتى من مطار بن غوريون، كما أنها قريبة نسبيباً من إسرائيل لأنها تقع قبالة السواحل الغربية لإيران، ما يجعلها مناسبة للهجوم.


تدريبات

وأضاف أنه يمكن الافتراض أن العديد من طياري سلاح الجو الإسرائيلي يعرفون جيداً كيفية الوصول إلى هناك، وكيفية تدمير جزء أو كل المنشأة، ويتدربون على هذا منذ سنوات، وقد أعلنت إسرائيل مراراً وتكراراً عن تدريبات سلاح الجو الإسرائيلي في اليونان، التي تعد منطقة جبلية وتضم العديد من الجزر، وهي التضاريس المثالية للتدريب على الهجوم على إيران.


تحديات

وأشار إلى أن مجمع الموانئ الثلاثة في مدينة بندر عباس، وبالقرب منها على السواحل الجنوبية لإيران، يمثل تحدياً أكبر للقوات الإسرائيلية، ولكنه ليس مستحيلاً، موضحاً أن المشكلة في مهاجمة هذه البنية الأساسية هي العواقب المدمرة التي قد تأتي على حساب رفاهة الشعب الإيراني، لأن عائدات صادرات النفط تمثل ما لا يقل عن 40% من الإنفاق الوطني للنظام الإيراني.


مجمع بندر عباس

وأوضح أن مجمع بندر عباس التجاري يمثل 70% من واردات إيران من الحاويات، والجزء الأكبر من الشحنات يشمل المنتجات الخام مثل القمح، وبدون هذه المنتجات، ستعيش إيران في القرن التاسع عشر بدلاً من القرن الحادي والعشرين، مستطرداً أن "إلحاق الأذى بالشعب الإيراني خطأ جسيم، فالنظام هو الذي يسعى إلى استئصال إسرائيل، وليس الشعب الإيراني".


قرار صعب

ووفقاً للكاتب، يتعين على إسرائيل أن تبذل كل ما في وسعها لتجنب ضرب البنية الأساسية المدنية، وهذا قرار صعب عندما يتعلق الأمر بمهاجمة دولة بعيدة يزيد حجمها سبعين ضعفاً مقارنة بإسرائيل، وتختبئ منشآتها النووية وغيرها من البنية الأساسية للنظام تحت تضاريس جبلية.
وتابع "لكن من ناحية أخرى، لا ينبغي لإسرائيل أن تخوض حرباً مع 85 مليون إيراني، فالنظام الإيراني والمتشددون السياسيون في السلطة، والحرس الثوري، يكفون للتعامل مع هذه المشكلة".