المرشح الجمهوري دونالد ترامب، المعروف بتصرفاته وأسلوبه الاستفزازي، قد يسعى لتخفيف التوتر بطرق شخصية قد تكون غير تقليدية. يمكن أن تشمل هذه الطرق الاسترخاء بوسائل مثل التدليك أو تناول مشروبات مفضلة لديه مثل دايت كوكاكولا. ومع ذلك، فإن تصرفاته واهتماماته الشخصية قد تكون غريبة أو غير متوقعة، مما يضيف إلى شخصيته المثيرة للجدل.

هاريس تتقدم بأربع نقاط في ولايات ويسكونسن وميشيغن وبنسلفانيا

وكتبت آروى مهداوي في صحيفة "غارديان" البريطانية، أنه مهما فعل ترامب لتحفيف توتره، "أتصور أنه يفعل الكثير منه الآن، إذ مر الرئيس السابق المدان بثلاثة أسابيع رهيبة".

ومنذ انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق، سارت الأمور بسرعة نحو الانحدار بالنسبة لترامب، إذ كانت حملته مبنية على مهاجمة بايدن، الذي جعلته هشاشته الجسدية وقدرته العقلية هدفاً سهلاً.

ومع وجود نائبة الرئيس  كامالا هاريس الأكثر نشاطاً وتماسكاً كمنافسة له، فمن الواضح أن ترامب لا يعرف ماذا يفعل، ويبدو أن حملته الآن لا تحتوي إلا على العنصرية، وإحياء الضغائن القديمة، ونظريات المؤامرة، والإهانات. 

وبحسب الكاتب، فإن هذه الاستراتيجية ليست ناجحة، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع كلية سيينا نُشر السبت، أن هاريس تتقدم بأربع نقاط في ولايات ويسكونسن وميشيغن وبنسلفانيا الحاسمة، وهذه مشكلة كبيرة: عندما كان بايدن هو المرشح، كان ترامب إما متقدماً قليلاً دائماً في تلك الولايات أو كان الرجلان متقاربين، ولم تتغير استطلاعات الرأي فقط، بل تغيرت التغطية الإعلامية أيضاً. قبل شهر، بدا أن كل عنوان رئيسي يشكك في كفاءة بايدن العقلية، والآن، تركز العناوين الرئيسية على ارتباك ترامب.

زخم هائل

 وبينما حملة هاريس تكتسب زخماً هائلاً، يغرق ترامب في الفوضى، مثلت مشكلته الأخيرة هذه الفوضى، إذ زعم في منشور على حسابه في تطبيق تروث سوشيال أنه تعرض للقرصنة "من قبل الحكومة الإيرانية".

ويعيد ذلك الحادث إلى الأذهان أن حساب ترامب على تويتر (إكس اليوم) تعرض سابقاً للاختراق بسهولة من فيكتور جيفرز، الذي نجح بسهولة في تخمين كلمة السر الخاصة بالحساب "ماغا 2020!"، وأتى ذلك بعدما اخترق مقرصن حساب ترامب على تويتر في 2016 من خلال تخمينه كلمة السر وهي "أنت مطرود"، وهي عبارة مأخوذة من البرنامج التلفزيوني "ذا أبرينتس"، الذي كان يقدمه ترامب، مما يعطي انطباعاً للناخبين أن الرجل الذي يريد من الناخبين أن يعتقدوا بقدرته على إدارة الأمن القومي، لا يمكنه إخفاء كلمات السر الخاصة به. 

حتى المقابلة التي أجراها ليل الإثنين مع صديقه إيلون ماسك كانت بمثابة كارثة مليئة بالشكوى، وواجهت أيضاً مشاكل فنية خطيرة، مما دفع الناطق باسم هاريس إلى السخرية قائلاً إن حملة ترامب في خدمة "الرجال الأغنياء المهووسين بأنفسهم.. لا يمكنهم تشغيل بث مباشر في عام 2024".
ولا يتعامل ترامب مع سلسلة النكسات التي يواجهها بشكل جيد، ووفقاً لمصادر جمهورية نقلاً عن تقرير حديث لموقع أكسيوس، فهو "يكافح من أجل تجاوز غضبه".

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أيضاً أن ترامب الغاضب شتم هاريس مراراً وتكراراً في مجالسه الخاصة، وهي ادعاءات أنكرها ترامب، على رغم من حقيقة أنه كان ينعت نائبة الرئيس بجميع أنواع الأسماء علناً، وبحسب الكاتب هو الآن في وضع انهيار كامل.

حلفاء ترامب

وكذلك حال حلفاء ترامب، الذين يتوسلون إليه بشدة للسيطرة على الأمور والبدء في التركيز على القضايا الفعلية، بدلاً من الهجمات الشخصية.

ولكن بدلاً من الاستجابة لهذه النصيحة، يبدو ترامب عازماً على تنفير الأشخاص الذين يمكنهم مساعدته في الفوز.

وفي تجمع انتخابي في أتلانتا في وقت سابق من هذا الشهر، دخل ترامب في معركة مع حاكم جورجيا الجمهوري برايان كيمب، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، والذي وصفه بـ"برايان الصغير"، واتهمه بتحويل جورجيا إلى "أضحوكة".

وجورجيا ولاية مهمة للفوز فيها، وقبل انسحاب بايدن، بدا الأمر كما لو أنها مضمونة لترامب، أما الآن فإن استطلاعات الرأي تظهره متساوياً مع هاريس. 
وفي حين أنه من المُرضي جداً، التفكير في ترامب الغاضب الذي يشعل النار في حملته الانتخابية، فإن الأمور تتغير بسرعة، وقد تكون هاريس في صعود الآن، لكنها لم تفُز بهذه الانتخابات بعد.

ومن المهم أيضاً عدم التقليل من المخاطر التي يشكلها ترامب، فهناك احتمال أن ينهار، ولكن هناك أيضاً احتمال أن ينفجر، مخلفاً وراءه الكثير من الأضرار الجانبية.

وفي مقابلة أجريت معه نهاية هذا الأسبوع، قال بايدن إنه إذا خسر ترامب، فهو "غير واثق على الإطلاق" من أنه سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة.