دعا عميت ياغور، الكاتب والقائد السابق في الجيش الإسرائيلي، إلى تجنب ذكر اسم تنظيم "حزب الله" اللبناني في وسائل الإعلام والبيانات الرسمية، كإجراء دلالي على عدم التمييز بينه وبين دولة لبنان، وإشارة إلى أن إسرائيل ستتعامل معهما في المستقبل على أنهما كيان واحد.

 

وأضافت ياغور، في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه خلال معظم السنوات منذ تأسيس إسرائيل، كان الأعداء دولاً، ومعظمها كانت دولاً عربية، موضحاً أن التغيير بدأ بالتزامن مع قيام منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، والتمييز الذي بدأه النظام الأمني الإسرائيلي بين المسلحين والدول المضيفة لهم.
وقال إنه على الرغم من أن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان كان مؤقتاً، إلا أن معظم التنظيمات المسلحة (باستثناء داعش الإرهابي) كانت قوى وطنية داخلية نمت داخل الدول المنافسة، مشيراً إلى أن المثال واضح فيما يتعلق بتنظيم "حزب الله"، لأنه "تنظيم مسلح ظهر داخل الطائفة الشيعية في لبنان، وهويته لبناني أولاً وقبل كل شيء، وأصبحت فيما بعد عامل قوة سياسي مهم في دولة لبنان".

 

 


التمييز بين لبنان وحزب الله

وأكد على ضرورة أن تميز إسرائيل بين حزب الله ولبنان، والتعامل معه على أساس أنه في الحقيقة تنظيم مسلح ينتمي إلى البلد، وليس ضيفاً مؤقتاً، مستطرداً: "ربما لم يفهم ذلك صناع القرار آنذاك، وربما حتى اليوم، لكن هذا التصور، الذي يبدو مسألة دلالية ثانوية، أصاب بالضبط ما أراده الطرف الآخر، وعلى رأسه إيران".


ماذا تريد إيران؟

وأوضح أن ما أراده الطرف الآخر يتمثل في شرعنة أسلوب كيان مسلح يحكم خلف قناع حكومة شرعية ومعترف بها دولياً، وفي الحقيقة هو "دولة داخل دولة"، بالإضافة إلى "عدم شرعية الإضرار بالوطن واستهداف التنظيم المسلح فقط".
ووفقاً للكاتب، فإن الطرف الآخر يريد إعطاء الشرعية لترسيخ صورة التنظيم المسلح كحام للوطن، فضلاً عن خلق معادلة رد الفعل التي بموجبها تخرج الدولة خارج اللعبة، فيما يقاتل التنظيم المسلح من أجلها، ويعاني من أجلها، إلى جانب منح الشرعبة العامة للتنظيم كقوة سياسية اجتماعية في البلاد.
وأضاف الكاتب: "هذا هو بالضبط ما تريده إيران فيما يتعلق بالوكلاء الذين تقودهم داخل حدود إسرائيل، مبعوثون ينجحون في النمو خارج بلدانهم الأم وترسيخ أنفسهم فيها، مع شرعية عامة داخلية تسمح لهم بأن يكونوا قوة سياسية في البلاد، ولكن مع شخص آخر يدير الشؤون المدنية للبلاد".

 

 


إضعاف النظام الأمني

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن هذا المفهوم يتناقض بشكل جوهري مع المفهوم الإسرائيلي للأمن ويضعفه، ويؤدي في نهاية المطاف إلى إدامة الكيانات المسلحة على حدود إسرائيل، كما أنه يضفي الشرعية على انتشارها.


واقع مختلف

ونظراً لتغيير الواقع الأمني بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أوصى الكاتب بالقضاء على هذا النظام في محاولة لتشكيل واقع مختلف، وفي الوقت نفسه تبدأ إسرائيل بأمر دلالي بسيط، وهو عدم استخدام مصطلح "حزب الله" كمفهوم، لا في المطبوعات الحكومية، ولا وسائل الإعلام، والتعامل على أساس واحد، يعتمد على أنه لا يوجد سوى لبنان.