ذكر موقع "واللا" الإسرائيلي، أن الذين فرحوا بعد تقارير الهجوم السيبراني الذي استهدف البنك المركزي الإيراني، عليهم أن يتذكروا أن إسرائيل ليست محصنة ضد نفس التهديد، ومن الممكن أن تكون البنية التحتية للكهرباء والمياه والنقل والصحة في مرمى نيران الهجمات، وقد يكون الطريق إلى الفوضى قصيراً جداً.

 

وتناول "واللا" التقارير التي نُشرت بشأن الهجوم الإلكتروني الشديد الذي استهدف البنك المركزي الإيراني، وجاء فيها أنه تم سرقة معلومات عن المتعاملين، بالإضافة إلى اضطرابات في العديد من فروع البنوك بجميع أنحاء البلاد.

 اختراق أجهزة الصراف الآلي

وبحسب الموقع، فإن معظم الإيرانيين واجهوا مشاكل عند محاولتهم الوصول إلى حساباتهم المصرفية، بما في ذلك عدم القدرة على سحب الأموال من أجهزة الصراف الآلي، وعقب الإعلان، انتشرت صور لأجهزة الصراف الآلي في إيران عبر الإنترنت، حيث ظهرت عليها رسالة: "عملائنا الأعزاء، لم يعد من الممكن الآن سحب الأموال لأن الميزانية الوطنية الإيرانية بأكملها قد استثمرت في الحرب".

تهديد إيراني

وجاء الإعلان عن الهجوم السيبراني ضد البنك الإيراني بعد أيام قليلة من تحذير إيران من أن جزءاً من ردها على اغتيالرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، سيكون هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية الوطنية في إسرائيل، وأشار "واللا" إلى أنه من الصعب العثور على أدلة إضافية بشأن الهجوم السيبراني الذي استهدف إيران، ولم تعلن أي جهة عن مسؤوليتها عنه حتى الآن، بالإضافة إلى أن النظام الإيراني نشر بياناً ذكر فيه أن مثل هذا الهجوم لم يحدث على الإطلاق.
كما أوضح الموقع أنه لم يتم تسريب أي معلومات إلى قنوات "تليغرام" أو "دارك نت"، ولذلك أيضاً من الصعب معرفة ما إذا كان هناك بالفعل هجوم سيبراني أم لا، ولكن يبدو أن مثل هذا الهجوم يُزعج الإيرانيين الذين سارعوا إلى إنكاره.

 


التأثير على الرأي العام

وتحدث الموقع عن عدد من الأفكار التي يمكن استخلاصها من هذا الهجوم، الأول هو أن أحد العناصر الأساسية في أي هجوم سيبراني، هو الوعي، الذي تتزايد أهميته حال وجود عملية عسكرية، موضحاً أن الهجمات السيبرانية تلعب دوراً مهماً في التأثير على الرأي العام وخلق شعور بالفوضى وتقويض الامن القومي والشخصي.


التأثير على ساحة المعركة

وثانياً، تمتلك أدوات الهجوم السيبراني بُعداً كبيراً في القتال، سواء كان هجوماً شديداً أو محدوداً، حيث إن الهجمات السيبرانية ضد البنى التحتية الوطنية، مثل أنظمة البنوك أو الطاقة أو المياه أو النقل أو الصحة، لها تأثير على ساحة المعركة، والقدرة على تحقيق الإنجازات العسكرية والحكومية.
وأشار واللا إلى الهجوم السيبراني الروسي على نظام الكهرباء في أوكرانيا عندما تم قطع الكهرباء عن ربع مليون أسرة، ومن ثم بدأ "الغزو البري الروسي" بكامل قوته، بعد أن استغلت القوات الفوضى التي نشأت في البلاد بدون كهرباء.

 


توتر إسرائيلي

وأضاف الموقع أن كل فرد في إسرائيل متوتر من طريقة وتوقيت الرد الإيراني على اغتيال، إسماعيل هنية، وهو الاغتيال الذي لم تُعلن إسرائيل مسؤوليتها عنه حتى الآن، مشدداً على ضرورة التذكر بأن مثل هذا الرد يمكن أن يأتي في شكل هجمات إلكترونية موجهة على البنية التحتية في إسرائيل.
وأوضح أن هذه الهجمات لديها القدرة على إحداث قدر من الضرر مثل وابل الصواريخ أو الطيارات بدون طيار، مشدداً على ضرورة أن تكون إسرائيل، بقطاعيها العام والخاص، مُستعدة وجاهزة لجميع الهجمات السيبرانية الإيرانية.
واختتم الموقع تقريره: "علينا أن نحتمي ليس فقط من السماء أو خط الحدود البرية، بل أيضا من البعد الافتراضي، الذي له تأثير حاسم على الأمن القومي وقدرة الدولة على توفير كل ما يتطلبه اقتصادها وسكانها".