ذكّر المسؤول الأسبق في وزارة الدفاع الأمريكية والزميل البارز غير المقيم في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جوزيف بوسكو بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن فشل في ثلاث من محاولاته الأربع للفوز بالرئاسة، ويسير دونالد ترامب على الطريق إلى تسجيل خسارته الثانية في ثلاث محاولات.

سيدعي ترامب أن حملة التصويت بالكتابة محكوم عليها بالفشل
ونجا بايدن من إرث الخاسر الدائم، فقط لأن النخبة في الحزب الديمقراطي كانت في 2020 تخشى أن يصبح السيناتور بيرني ساندرز مرشحاً عن حزبها، وكان الشعب الأمريكي يكره ترامب أكثر بقليل مما يكره بايدن في تلك السنة.

نذير بخسارة حاسمة

وكتب بوسكو في موقع "ناشونال إنترست" أن الرجلين، ومع القيود العقلية والجسدية التي تأتي غالباً مع الشيخوخة، رفضا التنحي جانباً هذه السنة وإفساح المجال لدماء أصغر سناً، إلى أن أجبر قادة الحزب أخيراً بايدن على التنحي الشهر الماضي.

ولا يزال ترامب صامداً بالرغم من محاولة اغتياله والاستياء الشعبي من خطابه في المؤتمر واختياره لجيه دي فانس نائباً له، وحملة متعثرة ومترنحة على نحو متزايد. 

ويعتبر انخفاض أرقام استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وفي بعض الولايات المتأرجحة مؤشراً على خسارة محتملة لترامب، وقد تؤدي الخسارة إلى رد فعل عنيف من أتباعه المخلصين.

وبحسب الكاتب، من الضروري أن يظهر ترامب، ولو لمرة واحدة، شهامة ووطنية حقيقية لتفادي الإذلال، وعليه أن يتنحى جانباً ويحث اللجنة الوطنية الجمهورية على تنظيم حملة سريعة وقصيرة لاختيار مرشح جديد، يمكنه التنافس بفاعلية مع ما حققه الديمقراطيون بعد انسحاب بايدن. 

تحول ساخر لدى الديمقراطيين

وسيعكس فوز هاريس-والز تحولاً ساخراً للأحداث، مقارنة بقرار الديمقراطيين في 2020 بالتجمع حول بايدن كعلاج لترشيح ساندرز الوشيك. فقد اعتُبرت حملة ساندرز الصريحة من أجل "الاشتراكية الديمقراطية" كطريق مؤكد للهزيمة.

والآن، أصبحت هاريس، التقدمية المتحمسة التي اختارها بايدن كمرشحة لنائبته لاسترضاء الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، مهيأة للفوز بالرئاسة من خلال تخفيف وحتى عكس العديد من مواقفها السابقة، على الأقل من أجل الفوز بالانتخابات. وقد ينتهي الأمر بالديمقراطيين والأمة إلى مواجهة نفس انتقادات الاشتراكية التي رفضوها في 2020.

انتحار سياسي

وقال ترامب في مناظرة يونيو (حزيران) إنه قرر الترشح في 2024 فقط لأن بايدن كان يسعى لولاية ثانية و"إنه يدمر البلاد".

ومع إزالة هذا الأساس، أصبح ترامب حراً في السماح لحزبه باختيار مرشح آخر والتقاعد، ويمكن لنيكي هايلي وماركو روبيو ومايك بنس وروبرت أوبراين وكونداليزا رايس وغيرهم من الجمهوريين المؤهلين جداً التدخل وتغيير دينامية سنة 2024 مرة أخرى.

وأضاف الكاتب أنه إذا قرر ترامب البقاء مرشحاً عن الحزب الجمهوري واستمر في حملته على مسارها الحالي، فسيصل إلى "انتحار سياسي" حسب خبير استطلاعات الرأي الجمهوري فرانك لونتز.

ويتابع  "هو لن يعيد البيت الأبيض إلى الديمقراطيين فحسب، بل من المرجح أيضاً أن يقضي على فرص الجمهوريين بالاحتفاظ بمجلس النواب واستعادة مجلس الشيوخ مع تقليل احتمالاتهم في سباقات مجالس النواب في الولايات". 

وبالنظر إلى احتمال رفض ترامب وضع مصالح الأمة والحزب الجمهوري قبل مصلحته الذاتية، من الضروري الاستعداد لحملة وطنية لتشجيع التصويت بكتابة الاسم على بطاقة الاقتراع. وإذا كان هناك جمهوري واحد فقط مستعد لتقديم المستندات اللازمة في الولايات التي تشترط ذلك، والتي تصل إلى واحد وثلاثين ولاية، فيمكن احتساب الأصوات التي تُدلى بهذه الطريقة.

تجدر الإشارة إلى أن تسع ولايات أخرى لا تفرض هذا الشرط، مما يسهل التصويت بكتابة الاسم دون الحاجة لتقديم مستندات إضافية، أما عشر ولايات أخرى، فهي لا تسمح بالتصويت بكتابة الاسم على الإطلاق.

حملة محكوم عليها بالفشل؟

سيزعم أنصار ترامب وبعض الجمهوريين الموالين أن حملة التصويت بالكتابة محكوم عليها بالفشل ولن تؤدي إلا إلى سحب الأصوات من ترامب، لكن حملة "انتحارية" لترامب محكوم عليها بالفشل أساساً، وسيحافظ خيار التصويت بالكتابة على اهتمام الناخبين ويساعد مرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات المحلية.
حتى إذا لم يفز مرشح التصويت بالكتابة بالأصوات الـ270 اللازمة للانتخابات، فإن ذلك قد يساهم في منع ترامب أو هاريس من الفوز، مما يمكن أن يتيح لمجلس النواب اختيار الرئيس.

وفي حال كان الخيار بين ترامب وهاريس، قد يفكر الجمهوريون والمستقلون في خيار التصويت بالكتابة: ما الذي سيخسرونه؟