بشكل مفاجئ، ظهرت الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري، مساء أمس الأربعاء في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي بشيكاغو، معلنة دعمها وتأييدها لكامالا هاريس، في ماراثون الرئاسة الأمريكية، المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ولم تكن أوبرا وينفري، على قائمة المُتحدثين في المؤتمر، حيث تم الإبقاء على ظهورها سراً حتى اللحظات الأخيرة، وعندما دخلت المؤتمر كانت ترتدي قبعة ونظارة شمسية وقناع وجه، في محاولة لإخفاء هويتها.
وفي كلمتها التي وصفها الإعلام الأمريكي بـ "النارية المؤثرة"، تحدثت وينفري لأول مرة في مؤتمر للحزب الديمقراطي، داعية الأمريكيين إلى دعم كامالا، بقولها: "ما سنفعله هو انتخاب كامالا هاريس كرئيسة قادمة للولايات المتحدة".
"القيم والشخصية هي الأهم من أي شيء آخر في القيادة وفي الحياة.. وفوق كل شيء.. اللياقة والاحترام على ورقة الاقتراع في عام 2024"، بهذه الكلمات حثت وينفري الناخبون المستقلون والمترددون على التصويت بالإدلاء بأصواتهم للديمقراطيين.
في الوقت ذاته، اتهمت وينفري خطورة الأجندة الخاصة بالمرشح الآخر، دونالد ترامب، دون أن تذكر اسمه، متهمة أجندته بالترويج للتعصب الحزبي، قائلة: "الأشخاص الذين يريدون منك أن تصدق أن الكتب خطيرة والبنادق آمنة".
وأضافت: "دعونا نختار الوعد الحلو للغد، بدلاً من العودة المريرة إلى الأمس، لن نتراجع، لن نتعرض للتنمر، لن نعود للوراء".
وتابعت: "دعونا نختار الحرية.. لماذا؟ لأن هذا هو أفضل ما في أمريكا، نحن جميعاً أمريكيون، ومعاً دعونا جميعاً نختار كامالا هاريس".
وعندما سُئلت وينفري بعد ذلك عن قرارها بالتحدث، قالت لشبكة سي بي إس: "لم يكن من الممكن أن توجد حياة مثل حياتي، أو مهنة مثل مهنتي، أو نجاح مثل نجاحي، بدون بلد مثل أمريكا. فقط في أمريكا يمكن أن يكون هناك مثلي أنا".
"وجميع الحريات التي تمتعت بها، والنجاحات التي سعدت بها، أشعر أنها على المحك ومعرضة للخطر في هذه اللحظة".

دعم هاريس

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تُعلن فيها وينفري دعم هاريس، رغم ابتعادها عن أضواء السياسة إلى حد كبير خلال الفترة الماضية، ففي عام 2020، دعمت وينفري الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، حيث احتفلت بهاريس باعتبارها أول امرأة ملونة تشغل منصب نائب الرئيس.
وعبرت أوبرا وينفري عن دعمها هذا - خلال لقاء مع مجلة بيبول في عام 2020، بقولها: "لا توجد طريقة لقياس ما يعنيه انتخاب كامالا هاريس لجميع النساء، وجميع الألوان، في كل مكان".
وفي كلمتها في مؤتمر الأربعاء، قالت أوبرا: "قريباً، قريباً جداً، سنعلم بناتنا وأبناءنا كيف نشأت هذه الطفلة من أم هندية وأب جامايكي... لتصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة"، في إشارة إلى كامالا هاريس.

تأثير أوبرا

تشير كثير من التحليلات إلى وجود تأثير قوي لتأيدات أوبرا وينفري للسياسيين الأمريكيين، حيث أدى تأييدها لأوباما عام 2008، إلى دعمه بأكثر من مليون صوت في الانتخابات الأمريكية، وفق ما ذكرته جامعة ماريلاند.
كما أيدت وينفري، هيلاري كلينتون في حملتها عام 2016 ضد دونالد ترمب، لكنها ابتعدت إلى حد كبير عن المشارَكة في الحملة الانتخابية الخاصة بها، وأيّدت بايدن في حملته لعام 2020.

وعُرفت في حالات عديدة بدعمها لسياسيين أمريكيين ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، حيث أيدت السيناتور جون فيترمان في سباق مجلس الشيوخ لعام 2022 ضد الطبيب محمد أوز.
هذا بجانب تأييد مرشحين ديمقراطيين آخرين في عام 2022، بمَن في ذلك السيناتور كاثرين كورتيز ماستو على الجمهوري آدم لاكسالت، والسيناتور رافائيل وارنوك على الجمهوري هيرشيل ووكر من جورجيا في سباقات مجلس الشيوخ المتنازع عليها بشدة، حيث حقق الديمقراطيون انتصارات صعبة.