رأت الأديبة والفنانة المصرية هويدا عطا أن الرواية النسائية تزدهر بقوة في العالم العربي، وتترك بصمات مميزة، موضحة أن عدد الروائيات في الإمارات يتضاعف، وفي مصر يواصل النتاج النسوي مسيرته المتميزة، بجهود استطاعت أن تفرض نفسها بتألق يستحق التقدير، وقد حصدت جوائز قيَمة ومحفزة على الاستمرارية.

وفي حوار لـ24 أوضحت أن روايتها "بروفة موت" تنبع من استعادة الذاكرة لتفاصيل حقيقية عاشتها بطلة الرواية بصدق وألم، عندما أشرفت على الموت الحقيقي في أكثر من تجربة صادمة، أما بالنسبة لفن التصوير، فقد ذكرت أنها تصطاد بكاميرتها لحظة غروب الشمس، خاصة في شاطئ الشارقة البديع، ونيل مصر العظيم. 

وتاليا نص الحوار:
كيف انبثقت فكرة رواية "بروفة موت" وما محورها الأساسي وهل ستكتبين جزءا آخراً للرواية؟
الرواية تهدف الى استعادة الذاكرة لتفاصيل حقيقية عاشتها بطلة الرواية بصدق وألم، أشرفت فيها علي الموت الحقيقي في أكثر من تجربة صادمة، وكأنها تعيش بروفة موت متكررة ولكن العناية الإلهية أنقذتها عدة مرات، والرواية بمثابة تأويل لفكرة الموت الوشيك، وكأنه انطلاق لميلاد جديد للحياة وتثمين لقيمتها، لقد سيطرت الفكرة علي رأسي منذ سنوات عديدة ولكني للأسف تقاعست عن إخراجها للنور، وعندما آن الأوان كتبتها بمحبة كبيرة، ونالت إعجاب النقاد وثناءهم، بشكل كبير لم أتوقعه، وبإذن الله سأكتب الجزء الثاني من الرواية قريباً، ثم أختتمها بالجزء الثالث والأخير الذي يحوي فلسفة استثنائية لهيبة الموت.

شاركت بملتقي الرواية بمدينة وجدة المغربية، وقدمت دراسة "الرواية النسائية قديماً حديثاً".. ما أهم ما توصَلت له في تلك الدراسة؟
سررت بمشاركتي كضيفة شرف لملتقى الرواية الرابع بمدينة وجدة المغربية وقت اختيارها عاصمة الثقافة العربية، وفيما يتعلق بالدراسة أرى أن المرأة هي حجر الأساس للرواية العربية قبل أي رجل منذ أن وجدت، فالمرأة ماهرة في السرد، بسبب طبيعة شخصيتها وأمومتها التي أهلتها للسرد لأطفالها، في شكل الحدوتة والحكايات الجذابة، التي طالما سمعناها من الجدة والأم، والتي تأخذنا إلى عالم ساحر لا نريد العودة منه أبداً، ولا ننسي شهرزاد وقصصها في كتاب ألف ليلة وليلة، فالرواية النسائية عامة بدأت تزدهر بقوة في العالم العربي، وتترك أسماء وبصمات مميزة، ونجد الرواية في المغرب تكتب بحرية أكبر، أما بالنسبة للإمارات فقد تضاعف عدد الروائيات وهنّ يكتبنّ أيضا بحرية، مع مراعاة حدود الأخلاق والمبادئ والقيَم، وفي مصر يواصل النتاج النسوي المتميز، بجهود أسماء استطاعت أن تفرض نفسها بتألق يستحق التقدير، وقد تم حصد جوائز قيَمة ومحفزة على الاستمرارية.
فالرواية هي من تكتبنا ونحن بحروفنا المبدعة نعيد صياغتها في ثوب جديد زاهي، لنخلق فيها حياة بروح جديدة، تستطيع أن تنقذ بعض الأرواح من اليأس وتمنحهم الأمل.

كيف كانت تجربتك في التصوير الفوتوغرافي بين جماليات شمس مصر والإمارات؟
موهبتي الإبداعية بدأت بالرسم وتبعها القصة القصيرة، ثم الشعر بأنواعه وكتابة الرواية، كما كتبت المقالة الأدبية والنقدية، وبين كل هذا التنوع كانت عين كاميرتي ترصد الأسرار الكامنة وراء حنايا هذه الخطوط والألوان والحروف والكلمات والمشهد الإنساني بكل مكان وزمان عشته، وخاصة لحظة غروب الشمس التي غلبت على معظم أحاسيسي، وشغفي بضرورة توثيق تلك اللحظة والتعمق فيها حد الغرق، فسميت لوحاتي الثلاثة التي شاركت فيها في بينالي القاهرة الدولي للفنون، بسيدة الشمس وأثنى عليها نويل كوريه رئيس صالون الخريف الفرنسي، واصفاً إياها بتصوير صوفي خاص، أشبه بالرسم، وهذا ما دفعني إلى الاهتمام بالتصوير بشكل عام، وملاحقة رغبتي في اصطياد لحظة غروب الشمس الرمزية، قبل هروبها من عيني وكاميرتي، أحببت هذه اللحظة بكل غروب شمس سافرته وعشته، خاصة في شاطئ إمارة الشارقة البديع، ونيل مصر العظيم، وكل الأشجار والزهور والجبال والصحاري وغيرها.
وقد وجد معرضي الأول بأتليه القاهرة للفنون، نجاحاً وثناء من كبار الفنانين التشكيلين والنقاد والجمهور، بشكل لم أتوقعه، وقد أشاد الفنان العالمي محمد عبلة بلوحة "الهروب من الجحيم"، وذكر أنها ستحصل على جائزة.

تكتبين في العديد من الأجناس الأدبية، إضافة إلى ممارستك فن التصوير الفوتوغرافي، هل تؤمنين أن الفنان مبدع شامل، في زمن يميل فيه المعظم للتخصص، وكيف استطعت التوفيق بين عدة فنون ؟
الشمولية المميزة موجودة بالكون الفسيح، وهي هبة يخصها الله العلي القدير لمن يشاء من عباده، وتتطلب جهداً كبيراً وإن كان ممتعاً وفطرياً لصاحبه، وذلك بالتوفيق بين المهارات الخلَاقة ودعمها بما تحتاجه من إعدادات مناسبة، تعتمد على الإبحار المتعمق في هذه الفنون، التي يمتلكها المبدع ويحرص على صقلها وإخراجها في أبهى صورها، ولا شك أن الزمان والمكان الذي تواجدت فيه، ومازلت أتواجد، ساهما بمنحي وقتاً للإبداع المناسب.

ماذا عن مشروعك الإبداعي القادم؟
سأكمل الجزء الثاني من روايتي "بروفة موت" كما أعد ديواني الشعري النثري السادس، وأيضا أناقش فكرة إضافة فصل جديد لكتابي التاريخي "عابرو الربع الخالي - مرافقو مبارك بن لندن يتكلمون" وهو بمثابة مفاجأة للقراء، ولأصحاب الرحلة وقبيلتهم، كما أعد فكرة جديدة لصور الطبيعة الخلَابة التي التقطتها كاميرتي، بناء على طلب الأصدقاء من أهل الإبداع والفن.