صورة مركبة لمقاتلين تمولهم قطر مع علم الإمارة.(أرشيف)
صورة مركبة لمقاتلين تمولهم قطر مع علم الإمارة.(أرشيف)
الخميس 21 سبتمبر 2017 / 14:09

"قطر: حلف خطير".. الدوحة تتحالف مع الأمريكيين وتدعم قاتليهم

في الجزء الثالث من وثائقيّ القسم الإعلامي في مجموعة "بوليسي إمباكت كوميونيكايشن" بعنوان "قطر: حلف خطير" حلّل الخبراء تنامي التحالف بين قطر وتركيا ونشرهما للإسلام المتطرف.

حيث هنالك وجود قوي عملانيّ للإرهاب الراديكالي، تبرز بصمة قطرية في تلك الناحية، أو من خلال التمويل أو تسهيل تأمين الملاذ الآمن لأفراد مرتبطين بالإرهاب

 ويتحدّث الباحث البارز في معهد هيودسن الأمريكي لي سميث عن الإشكالية الكبيرة التي يجسدها التحالف مع قطر بالنسبة إلى الأمريكيين. أمّا جوناثان شانزر نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيّات فيقول إنّ القطريين والأتراك يؤمنون بكون جماعة الإخوان الإرهابيو هي المسار المقبل للشرق الأوسط كما تهدف إلى تغيير الأنظمة. فهم يرون أنّ الإسلام السياسي هو هدفهم الأول وأنهم سيكونون القدوة والقيادة في هذا المجال.

ويشير سميث إلى أنّ أهم موضوع يجب أن تقلق إزاءه أمريكا على مستوى النظرة إلى قطر، هو طريقة تفاعلها مع جيرانها في مجلس التعاون الخليجي. ويؤكد السفير الباكستاني السابق إلى الولايات المتّحدة حسين حقّاني ضرورة أن تقلق واشنطن من تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، وهي تصطفّ إلى جانب قطر. ويتحدث شانزر عن أنّ انتشار المجموعات الإسلامية المتطرفة في المنطقة سيشكل وسيلة أنقرة والدوحة لتوسيع نفوذهما. ويتابع سكانزر مشيراً إلى أنّ العاصمتين تريدان على طريقتهما مزج الإسلام بالديمقراطية لتشكيل الإسلاميّة، لكنّ المشكلة في هذه النظرة بحسب سكانزر أنّها ما زالت أيديولوجيا كراهية وأيديولوجيا لزعزعة الاستقرار.

نموذج عن حكم الإخوان
يقول حقاني إنّ تركيا وإيران مسؤولتان عن إضعاف مفاعيل مقاطعة قطر، إذ إنّهما لو لم تقدما يد العون للدوحة، لاضطرت الأخيرة إلى التفاوض مع المملكة العربية السعودية وحلفائها الآخرين وتعديل سلوكها. وأضاف أنّ ما يجري هو نوع من التحالف بين أصحاب السلوك السيّء. يدعو شانزر المشاهدين كي يلقوا نظرة على الدول التي وصل فيها الإخوان إلى الحكم من أجل أن يكوّنوا فكرة عمّا يمكن أن تصل إليه الأمور لو انتشر هؤلاء في كلّ المنطقة. فحماس مثلاً كانت في السلطة داخل قطاع غزة منذ سنة 2007 حين استولت عليها بالقوة الغاشمة في حرب أهلية. وحين ينظر المرء إلى كيفية إدارتها للحكم، يدرك أنّ الحركة لا تسمح بحرّية الصحافة وهي إلى جانب مهاجمتها المسيحيين، لا تسمح بالمشاركة السياسية الواسعة. كذلك، تقوم بتحويل أموال الشعب والحكومة لصالح أهدافها العسكرية الخاصة.

من هم "الأعداء المشتركون"؟
وينتقل سكانزر للحديث عن مصر، حيث كان الشعب المصري تحت حكم الإخوان لمدة سنة في عهد محمد مرسي. لقد تبين كيف كان الأمر عبارة عن أزمة ماليّة وسوء إدارة كبيرين، لأنّ الإخوان لم يكونوا مستعدين لحكم مصر، وهذا ما تسبّب بالانفجار الذي أدى إلى الإطاحة بمرسي. وتحدّث التقرير عن تعزيز التحالف بين قطر وتركيا من خلال التعاون على تأسيس قاعدة عسكرية في الدوحة وهو الأول لأنقرة في منطقة الخليج العربي. وقال المسؤولون الأتراك إنّ هذه القاعدة هي جزء من اتفاق دفاعيّ بين البلدين للمساعدة على مواجهة أعداء مشتركين. ويشير الجزء الثالث من الوثائقي تحت عنوان "تصاميم خطيرة" إلى السؤال المحوري حول من هم الأعداء المشتركون.

الإخوان: قاسم مشترك بينهما
يلفت حقاني النظر إلى أنّ الحلف القطري التركي المتجسد في هذه القاعدة العسكرية سيكون تهديداً لجميع الدول العربية التي رأت قطر لاعباً سيّئاً وتهديداً لأمنها الخاص. من جهته، يجد سميث أنّ قطر تتصرّف بهذه الطريقة طوال الوقت من خلال تبني سياسة مزدوجة مع الولايات المتحدة. ويقول يؤكّد الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط أليكس فاتانكا إنّ تركيا وقطر هما شريكان تكتيكيان والشيء الوحيد الذي يجذبهما هو التفاهم المشترك حول أنّ الإخوان المسلمين موجودون هنا ليبقوا وقد دعمناهم بقوة ماليّاً وأمّنا غطاء ديبلوماسيّاً لهم إضافة إلى تسهيلات أخرى لهذا التنظيم.

تتحالف مع الأمريكيين وتدعم قاتليهم
يشدّد سميث على أنّ قطر قادرة على ممارسة نفوذ أكبر من خلال السياسة المزدوجة والفوز بتنازلات وتسويات مختلفة. ويشير شانزر إلى أنّ العرب قد رأوا التحالف القطري التركي كمرادف لدعم مجموعة واسعة من المتطرفين على علاقة بالإخوان بدءاً من القاعدة في سوريا وصولاً إلى حماس. بالنسبة إلى قطر، إنّ الدعم الأمريكي مهم جداً، كما أنّها تقدّم خدمات مفيدة للأمريكيين من بينها استضافة قاعدة العديد العسكرية، بحسب سميث الذي أكّد أيضاً أنّ لقطر تاريخاً في دعم الأشخاص الذين يريدون قتل الأمريكيين.

ويشير حقاني إلى أنه حيث هنالك وجود قوي عملانيّ للإرهاب الراديكالي، تبرز بصمة قطرية في تلك الناحية، أو من خلال التمويل أو تسهيل تأمين الملاذ الآمن لأفراد مرتبطين بالإرهاب. ويدعو الولايات المتحدة إلى محاسبة قطر وأي جهة أخرى مسؤولة عن خرق القوانين الدوليّة بحرفيّتها أم بروحيّتها.