فلسطينيون في قطاع غزة (أرشيف)
الأربعاء 27 مارس 2024 / 17:49
قال الكاتب الإسرائيلي غور ليش إن إسرائيل لا تستطيع فرض نهاية الصراع على أعدائها، وأخفقت في إحداث تغيير جذري في العداء اإسرائيل، ولذلك فهي بحاجة إلى اتفاقيات سلام.
وكتب في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "ليست هناك معركة أخيرة.. على الجيش الإسرائيلي تقديم خطة لإنهاء الحرب"، أن المفهوم الأمني لإسرائيل حتى 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 يرتكز على المبدأ الذي أرساه رئيس الوزراء الراحل ديفيد بن غوريون والذي يقضي بأنه لا يمكن لإسرائيل أن تخوض "معركة نهائية"، وأن إسرائيل أصغر من أن تكون قادرة على فرض نهاية للصراع على أعدائها، ومن هذا الفهم تطور نهج الجولات الحربية، حيث تحاول إسرائيل تأجيل الحروب بالقدر المناسب لها، والاستفادة من الفترات الفاصلة للتعزيز والتطور.
وأشار إلى أن إسرائيل فشلت بكل الحروب والعمليات العسكرية في إحداث تغيير جذري، ولم يحدث أي تغيير جوهري في الوضع إلا بعد اتفاقيات السلام، لافتاً إلى أن الكثيربن بعد الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر (تشرين الأول) سارعوا إلى نسيان الحقيقة البسيطة التي عبر عنها بن غوريون. وبحسبهم فإن الفشل الأمني ينبع من أن إسرائيل سمحت لحماس بتعزيز قوتها.
وأكد أنه كان من الممكن القضاء على حماس في وقت مبكر، موضحاً أن إسرائيل كانت تسيطر على غزة منذ عام 1967، أي قبل وقت طويل من تأسيس الحركة، وأن الخطأ ربما كان الخروج من القطاع بالانفصال.
وأضاف أن "السبب كان واضحاً لبن غوريون، فإسرائيل لا تستطيع أن تفرض نهاية للصراع على أعدائها، وكما فشلنا في حروب ردع المصريين حتى اختار السادات السلام، وكما فشلنا في منع الإرهاب وتطور التنظيمات المعادية في لبنان، كذلك لم ننجح أبدا في القضاء على العنف في الضفة الغربية وغزة".
العمل النهائي
وأشار إلى أن إسرائيل تفتقد الآن "العمل النهائي" في قطاع غزة، متسائلاً: "هل ما وصلنا إليه هو نتيجة لغياب الحسم العسكري والسياسي أم أنه نتيجة لمبدأ أكثر جوهرية؟ هل تعرضنا لمثل هذه الضربة المؤلمة يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) يزيد من قوتنا حتى نتمكن من القضاء على العدو في غزة مرة واحدة وإلى الأبد؟".
الجيش الإسرائيلي متواطئ
ورأى الكاتب أن الجيش الإسرائيلي متواطئ في التظاهر بأن إسرائيل في الطريق نحو تحقيق المستحيل، وأن التحرك العسكري يمكن أن يبطل التهديد القادم من غزة، وتساءل: "هل لدى رئيس الأركان خطة عملية للقضاء على التهديد القادم من غزة؟ وهل يملك القوات والتجهيزات والدعم الدولي لتحقيق هذا الهدف؟ وإذا لم يكن من الممكن القضاء على التهديد بشكل كامل، فما الذي يمكن تحقيقه، وكيف يمكن جعل هذا الإنجاز واقعاً مرضياً في المستوطنات المحيطة؟".
وتابع: "رئيس الأركان مدين لنا بالإجابات على هذه الأسئلة، فلا يمكن قبول المزيد من التصريحات الغامضة حول القتال، يجب على الجيش الإسرائيلي أن يقدم خطة عملية لإنهاء الحرب في ظل قيود الواقع الإسرائيلي والدولي".