جنود إسرائيليون. (أرشيف)
جنود إسرائيليون. (أرشيف)
الجمعة 22 مارس 2024 / 14:46

لماذا يتعين على إسرائيل تجنب غضب واشنطن في رفح؟

ذكر موقع "ماكو" الإسرائيلي أنه على إسرائيل أن تحقق أهدافها العسكرية في رفح دون الدخول في أزمة سياسية خطيرة، مشيراً إلى أن عليها تجنب معارضة الإدارة الأمريكية لتلك الأهداف، وأيضاً مصر التي يمكن أن يؤدي التعاون معها إلى نتائج.

 

وقال "ماكو" تحت عنوان "معضلة رفح.. الطريق الصحيح لخنق حماس"، إن إسرائيل تتعرض لضغوط شديدة على الساحة الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لتجنب عملية برية واسعة النطاق في رفح. ومن ناحية أخرى، أمام إسرائيل سلسلة من الأهداف المهمة التي يتعين عليها تحقيقها في منطقة رفح، ولا يمكنها أن تتركها لعدة أسباب رئيسية.
أولاً، تفكيك قدرات حماس العسكرية الذي يتطلب أيضاً التعامل مع الكتائب الأربع للواء رفح التي لم تتضرر، والأهم من ذلك بكثير هو ضرورة قطع طرق التهريب إلى القطاع، فوق وتحت الأرض والتي سمحت للحركة بتكديس كميات هائلة من الأسلحة.

 


القاهرة وواشنطن

أضاف الموقع أنه على إسرائيل أن تخطط لتحركاتها وتتصرف بحكمة من أجل تحقيق أهدافها في رفح، وفي الوقت نفسه منع حدوث أزمة خطيرة مع واشنطن والقاهرة، يمكن أن تضر بأهدافها الشاملة للحرب في غزة ومكانة إسرائيل في العالم، وحال تنفيذ إسرائيل عمليتها في رفح في ضوء خطة شاملة لليوم التالي لا تحل بموجبها محل حماس كحكومة في القطاع، فستتمكن من تحقيق أهدافها في رفح بمساعدة واشنطن والقاهرة وتجنب مواجهة حادة معهما بشأن هذه الخطوة.


بدائل اجتياح رفح

وقال "ماكو" إنه في نهاية مكالمة هاتفية هذا الأسبوع بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أعلن البيت الأبيض أن الجانبين اتفقا على توجه وفد إسرائيلي إلى واشنطن لإجراء مناقشة مشتركة حول بدائل للعملية في رفح تتضمن إلحاق الضرر بالعناصر الرئيسية في حماس وتأمين حدود القطاع بدون عملية برية واسعة النطاق. وأفيد في وقت لاحق أن وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ووزير الدفاع يوآف غالانت سيتوجهون إلى واشنطن، ولكن بشكل منفصل.

 


تحذيرات أمريكية

وأوضح الموقع أن  بايدن والإدارة الأمريكية، والذين يؤيدون هزيمة حماس،  أعربوا عن قلقهم في الفترة الأخيرة بشأن العملية في رفح والفوضى التي ستخلقها في القطاع. وحذرت الإدارة الأمريكية إسرائيل من البدء فيها قبل ضمان الإخلاء الآمن للمواطنين، وحثتها على تنفيذ عملية محددة الهدف.
ووفقاً للموقع، فإن أي عملية برية واسعة النطاق في رفح تثير معارضة كبيرة ليس فقط من جانب الولايات المتحدة، بل وأيضاً من الغرب عموماً ومن الدول العربية، مضيفاً أن وجود ما يقرب من 1,4 مليون مواطن في رفح (من بينهم ما يقرب من مليون من النازحين الذين تم إجلاؤهم إلى هناك خلال الحرب) يثير مخاوف جدية في المنطقة والعالم بشأن تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وهي بالفعل خطيرة وواسعة النطاق وقد تلحق الضرر بالمدنيين غير المتورطين.


ضغط على حماس

ومن ناحية أخرى، فإن التهديد بعملية واسعة النطاق في رفح يشكل أيضاً أداة ضغط على حماس فيما يتعلق بإبرام صفقة الرهائن.
وأوصى الموقع أنه على الجيش الإسرائيلي أن يستغل فترة شهر رمضان لإجلاء المدنيين لأنه طالما بقي الرهائن في غزة، فمن المرجح أن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية لن تكون قادرة على تجنب تنفيذ عملية برية، في ظل غياب أدوات ضغط فعالة أخرى على حماس.