نعبيرية.(أرشيف)
نعبيرية.(أرشيف)
الأحد 16 سبتمبر 2018 / 19:38

اليوم العالمي للقراءة والكتابة

يأتي اليوم العالمي للقراءة والكتابة في مستهل العام الدراسي من كل عام ليكون مثيراً للبحث في استراتيجيات تعليم القراءة ومحركاً للفعل القرائي وحافزاً للتغيير والتطوير، وليكون في نهاية المطاف داعماً رئيساً في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للقراءة

الثامن من سبتمبر (أيلول) من كل عام هو التاريخ الذي اعتمده العالَم لليوم العالمي للقراءة والكتابة. مرّ على طلابنا في بداية الأسبوع الثاني لهم من عامهم الدراسي الجديد. لم يجد من ينتبه له أو هذا ما أظنه على الأقل. ربما يكون قد حظي بنشاط هنا أو فعالية هناك، أو خبر في صحيفة أو تقرير إعلامي في موقع أو قناة. وربما لم يذكره أحد البتة. هذا أمر لا نجزم به. لكننا نعلم أن الاستراتيجية الوطنية للقراءة بدأت عام 2016 وستنتهي عام 2026، وهي بحاجة إلى استثمار كل يوم لتحقيق أهدافها ورؤاها.

هناك أيام كثيرة تعنى بالكتاب، ولا يمكن للعالم أن يتجاوز اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف في الثالث والعشرين من إبريل (نيسان)، وهو بالمناسبة يوم ميلاد شكسبير. ولا يمكن أيضاً تجاوز اليوم العالمي لكتاب الطفل في الثاني من إبريل، وهو يوم ميلاد كاتب عالمي آخر هو هانز كريستيان أندرسن الذي دفع أدب الطفل خطوات غير مسبوقة للأمام. ولذا يبرز التساؤل عن أهمية يوم عالمي آخر للقراءة والكتابة. وهذا تساؤل منهجي مشروع.

لا شك أن القراءة فعل حضاري راق. والكتاب قيمة ثقافية كبيرة. لكن الفعل والقيمة لا يكونان فاعلين ولهما قيمة كبيرة ما لم يؤسس الجيل الذي يقرأ ويكتب ويحتفي بالكتاب والكلمة المقروءة. وهذا أمر لا نشعر بمدى أهميته في الإمارات لأن القراءة والكتابة صارت من أبجديات الحياة ومسلماتها. لكن تظهر الحاجة إلى تتبعه في مجتمعات ما زال أطفالها يشبون بلا تعليم، وما زال شبابها يهرمون دون أن يبحروا في السطور.

يركز اليوم العالمي للقراءة والكتابة أهدافه في محو الأمية، والتمدرس المنهجي، وإتاحة الفرصة للجميع لممارسة واعية وكفؤة للقراءة والكتابة. فأين موقعنا نحن الإماراتيين من هذه الأهداف؟ وهل نحن بحاجة إلى أن نعرض أعمالنا في هذا اليوم محاكاة وحوكمة وتقييماً؟

في الصفوف الدراسية التأسيسية تبرز ممارسات تقليدية جداً، وعقيمة جداً في تعليم القراءة والكتابة بلغة الأم، ينافسها طرائق حديثة وممارسات اجتماعية جذابة في تعليم القراءة والكتابة باللغات الأخرى.

وهذا يقود إلى أن الصفوف الدراسية المتقدمة تشكو من ضعف المهارات وندرة المواهب اللغوية والأدبية. فلن يستقيم الظل والعود أعوج. ولذا تبرز الحاجة إلى مزيد عناية ودوام تقييم وعلمية تقويم في فلسفة تعليم القراءة والكتابة وممارساتها.

يأتي اليوم العالمي للقراءة والكتابة في مستهل العام الدراسي من كل عام ليكون مثيراً للبحث في استراتيجيات تعليم القراءة ومحركاً للفعل القرائي وحافزاً للتغيير والتطوير، وليكون في نهاية المطاف داعماً رئيساً في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للقراءة. فقد مضت سنتان وبقيت ثمان.