الخميس 3 يناير 2019 / 11:03

صحف عربية: المعارضة السورية تحبث عن دور بعد تغيّر الرؤية الدولية للأزمة

24 ـ معتز أحمد إبراهيم

رغم مرور عدة أسابيع على قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من سوريا، إلا أن تداعيات هذا القرار فتحت من جديد ملفات وحسابات الهزيمة والانتصار للمعارضة السورية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن المعارضة السورية تشعر بتخلي العالم عنها، سواء القوى المركزية بالعالم أو حتى حلفائها الإقليميين عنها، الأمر الذي أصابها بالإحباط، فيما يتواصل القتال في عدد من المناطق السورية وسط تراشق بن الجيش السوري من جهة وبعض الجماعات المعارضة من جهة ثانية.

المعارضة والأزمة السورية
ورصدت صحيفة العرب في تقرير لها اليوم، حالة من خيبة الأمل التي تسيطر على المعارضة السورية، بسبب تخلي عدد من الدول التي كانت يوماً داعمة لها عنها.

وقال عضو هيئة التفاوض ورئيس وفد منصة القاهرة لمباحثات جنيف فراس الخالدي، للصحيفة إن الأزمة السورية صعدت من مجرد وجود أزمة داخلية إلى الحاجة إلى توافق دولي يمنع تفجير الأوضاع في المنطقة برمتها، وما يجري على أرض الواقع أن هناك نية للانسحاب الأمريكي بعد توافق تركي روسي بشأن الشمال السوري، وفي المقابل هناك مشهد يتأزم مع إيران.

وقال عضو تيار الغد السوري محمد شاكر، إن المعارضة السورية "تخفت وتظهر على حسب طبيعة الأطر التي تسير فيها الأزمة، وفي جميع الحالات فإن المسار القانوني الذي تسير فيه القضية، وأساسها القرار الأممي رقم 2254 والذي ينص على حتمية الحكم المشترك بين المعارضة والنظام، وليس من الممكن غيابها عن الحل السياسي حتى وإن لم يكن ظاهرا للعلن، في وقت تتزايد فيه الخلافات بشأن طريقة وضع الدستور وتشكيل لجنته".

خيبة أمل
بدورها رصدت صحيفة القبس الكويتية ما أسمته خيبة الأمل التي تسيطر على المعارضين السوريين بعد تغير أدوار اللاعبين.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن وجود مقاتلي المعارضة يقتصر الآن على منطقة محدودة في شمال سوريا، بعدما استعاد النظام بدعم روسي وإيراني، السيطرة على معظم الأراضي التي خسرها في أول الحرب، بينما فرّ آخرون الى بلاد وقارات أخرى.

وعرضت الصحيفة تفاصيل ما يجري في إدلب، حيث تتواجد الفصائل المقاتلة والجهادية التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) هناك، مشيرة إلى وجود عدد من المقاتلين المصريين والعرب ضمن صفوف هذه الفصائل.

وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء ساهموا في حسم المعركة التي قادتها ضد فصائل معارضة لاسيما حركة نور الدين زنكي، أحد أبرز مكونات الجبهة الوطنية للتحرير والمدعومة من أنقرة، مشيرة إلى سيطرة الهيئة خلال هجومها على زنكي، على قريتين ثم اقتحمت بلدة دارة عزة وسيطرت عليها بالكامل، فيما انضمت فصائل أخرى ضمن الجبهة الوطنية للتحرير إلى القتال إلى جانب "نور الدين زنكي"، الأمر الذي يجعل الوضع دقيقا بتلك المناطق.

انسحاب كردي
واستمراراً للتطورات الميدانية، رصدت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها، تداعيات إعلان وزارة الدفاع السورية انسحاب نحو 400 عنصر من "الوحدات القتالية الكردية" من منطقة منبج في شمال البلاد، بعد أيام على انتشار قوات النظام فيها، تلبية لدعوة الأكراد في مواجهة تهديدات تركيا بشن هجوم ضدهم.

ورصدت الصحيفة تاثير التهديدات التركية السابقة بالهجوم على منبج لما وصفته بالتوتر بين واشنطن الداعمة للأكراد وأنقرة، مضيفة أن هذا التاثير انتهى عقب التوصل إلى خريطة طريق أعلنت بموجبها الوحدات الكردية انسحابها من منبج في الصيف الماضي.

انتصار للمقاومة
من جهة أخرى، أستاذ العلوم السياسي د. جمال زهران في مقال له بصحيفة "الأهرام" المصرية أن من يعتبر قرار ترامب بالانسحاب هو لمصلحة طرف أو ضد طرف إقليمي فإنه مخطئ، قائلاَ: "أمريكا لا تفكر بهذه الطريقة خصوصاً فى عهد الرئيس ترامب، رجل الأعمال الذى يحسب كل شيء على أنه صفقة تجارية لها أرباحها العظمى وخسائرها المحدودة، وباللغة السياسية فإن صانع القرار فى أمريكا يتسم بالبراغماتية الواقعية.

وقال زهران إن هناك خسائر بشرية ومادية تعتبر أحد الدوافع الخفية وراء القرار الأمريكي، معتبراَ أن هذا القرار يخدم ترامب ورغبته في الاستمرار بالحكم لفترة رئاسية جديد.