الأحد 27 أكتوبر 2019 / 14:29

نُزُل السلام.. مشروع ثقافي مشترك بين الإمارات والبحرين

افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في مملكة البحرين، "نُزُل السلام" في مدينة المحرّق، أحد مشاريع استعادة المباني التراثية الذي تدعمه الإمارات ضمن مشروع ثقافي مشترك يهدف إلى إعادة إحياء بيت "فتح الله" التراثي، بالإضافة لتشييد "الركن الأخضر"، بعد ترميم البيت وخضوعه لأعمال إعادة تصميم داخلي في إطار الاتفاقية الموقعة لتوثيق علاقات التعاون الثقافي للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك للبلدين.

وحسب بيان صحافي، يأتي هذا المشروع كأولى ثمار عدد من الاتفاقيات التي تم توقيعها العام الماضي خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة لدولة الإمارات ومركز الشيخ إبراهيم، والتي كان من بين بنودها التوقيع على مذكرة تفاهم بين مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بمملكة البحرين، ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات للاحتفاء بمئوية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واختيار مدينة المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية.

ويجسد هذا المشروع العلاقات الإماراتية البحرينية المميزة، وحرص البلدين على الحفاظ على الإرث التاريخي والأصول الثقافية والحضارية في ظل خصوصية العلاقات الثنائية القائمة على روابط راسخة وتاريخ مشترك، مع وحدة المصالح والتعاون البناء لما فيه خير الإنسانية.

وشكرت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة باسم مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم "دولة الإمارات العربية المتّحدة الشقيقة، المؤمنة بأهمية دعم الحراك الثقافي الأهلي ودوره في الارتقاء بالمجتمعات"، متمنيةً لدولة الإمارات شعباً وقيادةً كل التقدّم والازدهار.

كما عبّرت عن سعادتها "بعودة الحياة إلى بيت فتح الله الذي كان منذ عام 1947م علامة مميّزة في المحرّق ويعود ليكون مكان استراحة للسائح الذي يأتي إلى زيارة طريق اللؤلؤ المدرج على لائحة التراث الإنساني العالمي، فيكتشف جمال العمارة البحرينيّة".

وقالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، نورة بنت محمد الكعبي: "نحتفي هذا العام في دولة الإمارات بعام التسامح، وليس أجمل من أن تقترن قيمة التسامح بقيمة السلام، نحتفل اليوم بافتتاح "نزل السلام"، أول نزل يتم ترميمه في ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻤﺤﺮق اﻟﻘﺪﻳمة وأول فندق يقع على مسار اللؤلؤة، ليستعيد هذا البيت التراثي مجده ويستقبل زواره ويقدم لهم تجربة استثنائية تهتم بتفاصيل الحياة البحرينية وتوقظ في قلوبهم الحنين إلى الماضي".

وأضافت الكعبي: "إن اهتمام والتزام دولة الإمارات بمساندة مشاريع إحياء التراث والحفاظ على الموروث الثقافي في الدولة الشقيقة والصديقة في منطقتنا العربية وحول العالم، هو إرث نحمله في قلوبنا وعقولنا أورثنا إياه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونسعى من خلال التعاون مع المؤسسات الثقافية المرموقة كمركز الشيخ إبراهيم لأن نكون أوفياء لهذا الإرث والعمل على توسيع نطاقه وتطوير رؤيته".

وأشارت نورة الكعبي أن نزل السلام يحتضن إرثاً ثقافياً وحضارياً غنياً يشهد على عراقة منطقة المحرق ودورها في مسيرة الثقافة الإنسانية على مر العصور الماضية، مؤكدة أن هذه المواقع ستتحول إﻟﻰ ﻣﻨﺼﺎت للترويج للثقافة والفن الخليجي والعالمي من خلال إقامة ندوات ومهرجانات تساهم في صون الثقافة الخليجية وتحفظها لأجيال المستقبل.


ويعكس "نُزُل السلام" أصالة الطراز المعماري الفريد لمملكة البحرين، وسيتيح لزواره فرصة الإطلاع على العديد من العناصر الأساسية التي تميز تصميم البيوت البحرينية التقليدية الممزوجة بلمسات عصرية، ويزين غرف نزل السلام أقوال مأثورة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وتولى التصميم الداخلي للنزل استوديو عمار بشير للإبداع الفني، المكون من فريق بحريني شاب يرأسهم المصمم البحريني عمار بشير الذي حمل على مدى الاعوام الماضية على عاتقه تعزيز الحرفية البحرينية المتقنة والتي اشتهر بها الحرفيون البحرينيون في شتي المجالات.

وتعد فكرة النزل كسرد لحكاية جلجامش، تلك الأسطورة التي تم إعادة صياغتها بشكل معاصر وتصميم حديث في معلقات جدارية وأرضيات مزخرفة تم تصميمها وتنفيذها في البحرين.

وتحمل الغرف أسامي من الحكاية، كغرفة نور، رؤيا، و زهرة الخلود، وتم تصميم الاثاث على طراز حقبة فترة الاربعينيات ونُفّذ بحرفية عالية، وفي فناء نزل السلام حديقة مثمرة من أشجار الليمون والبرتقال، في رمز إلى العطاء المستمر للوالد القائد الشيخ زايد، أما الأقمشة والمطرزات المستخدمة هي مزج لرواية جلجامش مع تصاميم النقدة وهندسة العمارة البحرينية.

ويحتوي نزل السلام على جدارية الشمس والقمر التي هي جدار متحرك بتقنية عالية يعكس غروب وشروق الشمس والقمر كذلك في عدة حركات تأخذ مجراها من أقوال مدونة القائد الوالد الشيخ الزايد والتي أصبحت اليوم المحور الأساسي لمنهج الوحدة والسلام للعالم العربي. يربط المنزل في الوسط سلم خشبي تم تصميمه وتنفيذه على مدار ستة أشهر من العمل المتواصل ويحتوي على 700 قطعة خشبية تسرد مفردات أسطورة جلجامش، في أسلوب معاصر يربط الطابقين العلوي والسفلي في رمز إلى مزج التراث البحريني بالحضارة التاريخية للمحرق.

وتتمتع مدينة المحرّق بمكانة مرموقة في تاريخ مملكة البحرين لما تحتضنه من معالم أثرية ساهمت منذ القدم في تأسيس المكانة الثقافية والتاريخية للمملكة على مستوى منطقة الخليج، حيث كانت منارة للنشاط التجاري والثقافي والفني.