(صحف 24)
(صحف 24)
السبت 15 مايو 2021 / 10:37

صحف عربية: "هبّة" عرب 48 تذكّر بالتمييز ضدهم

24 - أحمد إسكندر

التمييز الجائر بحق من يطلق عليهم عرب 48 من قبل سياسات حكومية إسرائيلية متتالية والمواجهة المفتوحة مع المتشددين من اليهود دفعت لتحرك ميداني لأول مرة منذ أكثر من 70 عاماً في ما يشبه "الانتفاضة" ضد سياسات حكومة بنيامين نتانياهو بالتزامن مع الحرب الدائرة بين قطاع غزة وإسرائيل.

وبحسب صحف عربية صادرة، اليوم السبت، على الرغم من قبول عرب 48 بالاستمرار تحت حكم إسرائيل إلا أنهم ظلوا مصنفين كمواطنين من الدرجة الثانية. وتجسد هذا التصنيف كواقع على الأرض من خلال التمييز العرقي بين المواطن العربي ونظيره اليهودي.

جبهات مفتوحة
وذكرت صحيفة "العرب" اللندنية أن البلدات العربية في الداخل الإسرائيلي، منها يافا، وحيفا، والناصرة، وكابول، وطمرة، والطيبة، وكفر قاسم، شهدت ما سميت بـ"مواجهات مفتوحة" بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، على الرغم من تأثرها بمواجهات غزة، لكن مبررها الرئيسي ليس التصعيد الأخير في الضفة الغربية وإنما هو ردة فعل على سياسة التمييز الإسرائيلية ضدهم، في التعليم والتوظيف والخدمات، وافتكاك مساكنهم وطردهم منها والتفويت فيها لمتطرفين يهود مثلما جرى في حي الشيخ جراح، وجاءت الاحتجاجات مفاجئة وقوية تعكس إحساساً كبيراً بالظلم.

وذكر مدير مركز تقدم للدراسات في لندن محمد مشارقة، للصحيفة أن المتغير العميق هو دخول المدن والبلدات الفلسطينية في إسرائيل، ومنها المدن المختلطة، إلى ساحة الصراع معلنة أنه لا يمكن الحديث عن إنهاء الاحتلال دون إنهاء نظام التمييز العنصري الإسرائيلي، الذي يعامل نحو مليون ونصف مليون فلسطيني من السكان الأصليين داخل الدولة باعتبارهم رعايا وسكاناً لا حقوق لهم، ويحاصرهم في بلداتهم بعشرات القوانين التي تمنع عيشاً كريماً أو مساواة في الحقوق.

وأشارت الصحيفة إلى أن "القوة العسكرية لا يمكنها حل الصراع مع السكان الأصليين، ولا خيار غير العيش المشترك والحقوق المتساوية السياسية والمدنية"، وذلك في تعليقه على قرار إسرائيل إرسال قوات من الجيش لمواجهة انتفاضة عرب 48.

معادلة صعبة
وتناولت صحيفة "الجزيرة" السعودية في مقال للكاتب حمد المالك بعنوان "فلسطين وإسرائيل.. معادلة صعبة" ما وصفته الحكم الغيرعادل على مواقف دول عربية لم تتأخر في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب في قيام دولته على ترابه الوطني منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على مدى عقود مضت.

وذكرت الصحيفة أنه وفي شأن العدوان الإسرائيلي الأخير المستمر على المقدسيين والقدس، وامتداد عدوانهم على قطاع غزة، لا يمكن إلا أن يكون الاصطفاف مع كل من ينكر على إسرائيل هذا العدوان الشرس، وضد كل من لا يندد به، ويحاول أن يغطي على جرائم هذا النظام المحتل، وهو ما تعلنه السعودية وكل دول الخليج، وبذلك فلا أحد يزايد على دعم المملكة ودول الخليج، ولا دولة قدمت للقضية الفلسطينية والدفاع عنها كما فعلت دول مجلس التعاون لدول الخليج حتى الآن.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجميع يتمنى أن يتوقف التصعيد في هذه الحرب، حمايةً للمدنيين، والنساء والأطفال وكبار السن، وأن يجلس الطرفان على مائدة الحوار، للوصول إلى اتفاق يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على الأراضي المحتلة عام 1967م، وأن يعود الفلسطينيون المهجرون خارج فلسطين إلى أراضيهم، لأن إسرائيل لن تنعم بالاستقرار أمام إنكارها لهذا الحق والوجود الفلسطيني واستمرارها لحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة، بما في ذلك عودة مَنْ هم في الشتات خارج أراضيهم.

ملحمة بطولية
من جانبها ذكرت صحيفة "الرياض" أن السعودية ساندت شعب فلسطين في ثوراته وانتفاضاته المتكررة، وترى أن أطفال هذا الشعب وشبابه الذين حملوا الحجارة، وواجهوا بها دبابات الجيش الإسرائيلي ومدرعاته وقنابله، هم أبطال حقيقيون، يسجلون "ملحمة بطولية" في قلب الشرق الأوسط، وبالتالي يستحقون كل الدعم والمؤازرة.

ونبهت الصحيفة إلى أنه لم يكن غريباً أن تبادر المملكة (رئيسة القمة الإسلامية) بطلب عقد اجتماع طارئ افتراضي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية، وخصوصاً في القدس، وما يقوم به العدو الإسرائيلي من أعمال عنف في محيط المسجد الأقصى، هذه المبادرة تعكس استياء الحكومة والشعب السعوديين مما يرتكبه الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم، التي التزم الصمت وابتعد عن الحياد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف السعودي تجاه ما يحدث في فلسطين حالياً، ليس أمراً مستحدثاً، فالعالم يتذكر جيداً موقف المملكة بقيادة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن المؤيد والمناصر للشعب الفلسطيني ضد الاستعمار البريطاني والصهيونية العالمية، ولا يزال هذا الموقف قائماً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث لقيت القضية دعماً استثنائياً، ولا يزال في مقدمة الداعمين للقضية ولحق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريفة.

مكاسب التصعيد
وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن تصاعد التوتر في الأسابيع والأيام الماضية على خلفية قضية حي الشيخ جراح في القدس، وسط تطورين داخليين، أحدهما إسرائيلي والثاني فلسطيني، إذ إن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين كلف يائير لبيد، زعيم المعارضة، بتشكيل حكومة كان يفترض أن تضم أحزاب اليمين والوسط واليسار لإزاحة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. كما أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قرر تأجيل الانتخابات التي كانت حماس تترقبها للتقدم أكثر في النظام السياسي الفلسطيني.

ولفتت الصحيفة إلى أن تصاعد موضوع حي الشيخ جراح في القدس، دفع نتانياهو وحماس إلى توظيفه لتحسين أوضاعهم الداخلية. وبالفعل، سارع زعيم "حزب يمينا" نفتالي بنيت، لقبول خيار تشكيل الحكومة مع ليكود برئاسة نتانياهو على خلفية التصعيد الأخير. وهذا بالعرف السياسي "إنجاز" لنتانياهو حيث ضمن بذلك 59 صوتاً في الكنيست، وبات يحتاج صوتين فقط للحصول على الغالبية.

أما حماس، فقد لاحظ دبلوماسيون أنها وضعت موضوع القدس في رأس خطابها السياسي في الفترة الأخيرة، لاعتبارات داخلية وإقليمية، وتسعى لتحقيق مكاسب على حساب عباس وحركة فتح. ولوحظ أن جميع التوترات السابقة كانت تخص غزة، فيما هذه الجولة، هي الأولى التي تخص أمراً آخر، وهو القدس ذات الخصوصية عربياً وإسلامياً بطريقة هجومية وليست دفاعية.