آليات إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية (جيروزاليم بوست)
آليات إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية (جيروزاليم بوست)
الأربعاء 12 أبريل 2023 / 20:39

ماذا كشفت المواجهات الأخيرة بين إسرائيل وإيران؟

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن إسرائيل وإيران واجهتا صراعاً استمر 10 أيام هذا الشهر عن طريق الجماعات المدعومة من طهران مثل تنظيم "حزب الله"، وحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، مشيرة إلى أن تلك الاشتباكات جاءت في أعقاب تقارير إعلامية سورية وإيرانية عن غارات جوية إسرائيلية في سوريا.

 

 وقالت "جيروزاليم بوست" أنه يجب استعادة الأيام العشرة لمعرفة الدروس التي يُمكن تعلمها، ومن الممكن أيضاً أن تكون هذه الأيام مجرد مقدمة لجولة أخرى من الصراع، مشيرة إلى أن الوقت سيوضح مدى أهمية توترات أبريل(نيسان)  2023.


أوجه التشابه

وقالت الصحيفة تحت عنوان: "الدروس بعد عشرة أيام من الصراع بين إيران وإسرائيل"، إنه من بين النقاط الرئيسية المستخلصة من الاشتباكات التي وقعت في أوائل أبريل، أنها تشبه إلى حد كبير الطريقة التي تسببت بها إيران في  اشتباكات مماثلة في مايو (أيار) 2021، خلال نزاع آخر استمر  10 أيام  بعد أن أدت التوترات أثناء شهر رمضان إلى اشتباكات في القدس، وأعلنت "حماس" آنذاك أن لها الحق في إطلاق صواريخ على إسرائيل رداً على ذلك.

 

 
عدم الشعور بالردع

وقالت الصحيفة: "هذا هو خطاب حماس المعتاد حول (الرد)، لكن النقطة العامة هي أن إسرائيل لديها تجربة عام 2021  ولكن لا يبدو أننا تعلمنا منها، ويبدو أن هذا قد تسبب بجولة أخرى من الاشتباكات هذا العام".

وبالنظر إلى أسباب اندلاع الصراع في مايو (أيار) 2021، لا يبدو أن حماس أو حزب الله أو الجهاد الإسلامي أو إيران يشعرون بالردع، وقد لوحظت هذه المشكلة في تقارير أخرى نُشرت في الأيام الأخيرة، مستطردة: "أحد الدروس إذن هو أن إيران تحاول تقوية الجماعات التي تدعمها وتوسيع منطقة عملياتها".
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل سعت إلى هزيمة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية  العام الماضي أثناء اشتباكات جنين، ومع ذلك، تصاعدت الهجمات في الضفة الغربية، مما يعني أن الضغط على الجماعات المسلحة لم  يوقف تلك العمليات.


توسيع العمليات الإيرانية

وأشارت الصحيفة إلى مثال آخر يوضح كيفية سعي إيران لتوسيع العمليات الفلسطينية في لبنان، قائلة: "كانت أساليب إيران في عام 2023 مختلفة قليلاً عنها عام 2021، لكن وضعها العام هو نفسه، بتكرار  تهديدها إسرائيل بصراع متعدد الجبهات، مما يدل على أنه يمكن أن يطلق حلفاؤها صواريخ من لبنان وسوريا وغزة". وأكدت أن وجود فرق إطلاق الصواريخ هذه يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إيران قد مكنت حماس في لبنان وأنشأت وحدة ثانوية تعتمد على حزب الله، مما يعني أن الحزب يمكنه تفعيل الجماعات الفلسطينية عندما يريد تهديد إسرائيل وبالتالي تجنب صراع مباشر.


وضع إيران في سوريا

وتساءلت الصحيفة حول الوضع الإيراني في سوريا، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية والسورية تحدثت عن أربع جولات من الضربات الجوية الإسرائيلية قبل 3 أبريل (نيسان) وبدا أن إيران ردت في البداية بتحليق طائرة بدون طيار في المجال الجوي الإسرائيلي فوق الجولان، ثم توجه رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إلى لبنان وأطلقت الحركة 34 صاروخاً على إسرائيل، وبدا أن إيران تقوم بعد ذلك بتشغيل فرقة صواريخ في جنوب سوريا بالقرب من الجولان.
وتابعت: "كان ذلك بالتنسيق مع النظام السوري الذي من المفترض أنه يسيطر على المنطقة القريبة من الجولان"، وتابعت: "تبقى الأسئلة الرئيسية حول كيفية ارتباط إيران بإطلاق الصواريخ ومدى تنسيقها الوثيق بين الجبهات المتعددة المعنية، ففي كلتا الحالتين، تظهر الأيام العشرة أنه يمكن إطلاق الصواريخ من عدة جبهات في نفس الوقت".

 


التصعيد في الشمال

وذكرت الصحيفة أن الدرس الذي تم تعلمه أيضاً هو أنه ليس بالضرورة أن يؤدي كل صدام في الشمال إلى صراع أكبر مع حزب الله، مضيفة أنه منذ عام 2006 كان هناك نوع من التفاهم بأن الاشتباكات في لبنان يمكن أن تؤدي إلى اشتباك مع حزب الله، وفي الوقت نفسه، قد يوجه حزب الله تهديدات، لكنه لا يريد صراعاً كبيراً، مستطردة: "هذا هو السبب في أن حزب الله يفضل أن تطلق مجموعات أخرى صواريخ، وبالتالي يمكنه تجنب الصراع".
تابعت الصحيفة: "يمكن أن تشير العلامات إلى تآكل في الردع، ففي الضفة الغربية تؤجج الأسلحة غير القانونية هجمات إطلاق النار وتقوض السلطة الفلسطينية وأمن المواطنين الإسرائيليين، وفي لبنان، يشعر حزب الله أن بإمكانه استضافة حماس والسماح لجماعات أخرى بإطلاق الصواريخ، وفي سوريا، لا يرى النظام أي مشكلة في السماح للمجموعات بالقدوم إلى المناطق القريبة من الجولان لتهديد إسرائيل، كما تعتقد حماس في غزة أن بإمكانها إطلاق الصواريخ دون عقاب، هذه هي المشاكل الرئيسية التي يبدو أن الأيام العشرة الأولى من أبريل (نيسان) قد جلبتها".