إيرانية تحتج ضد النظام (أرشيف)
إيرانية تحتج ضد النظام (أرشيف)
الجمعة 19 مايو 2023 / 21:38

العداء الشعبي للمؤسسة الدينية يتزايد في إيران

نشر معهد الأمن القومي الإسرائيلي دراسة عن تنامي العداء الشعبي في إيران للمؤسسة الدينية، متسائلاً: "هل يُمكن أن تؤدي الأحداث الأخيرة إلى تجدد الاحتجاجات الشعبية؟".

وأوضح المعهد في دراسة أن بين أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، سجلت 5 اعتداءات على رجال دين في إيران في ظروف مختلفة، وهي أحداث تنضم إلى هجمات شنها رجال الدين في العام الماضي.
وأشار إلى ظاهرة أخرى انتشرت في إيران في الفترة الأخيرة، حيث يقترب شبان إيرانيون من رجال دين  يسيرون في الشوارع، ويلقون أغطية الرأس عن رؤوسهم، مضيفاً أن كل تلك الحوادث تعبير عن عداء متزايد  لرجال الدين.
وتتآكل مكانة رجال الدين أيضاً بسبب إصرارهم على الاستمرار في فرض الزي الذي جُدد العمل به أخيراً بعد تزايد خروج نساء بلا حجاب في الشوارع.

ولفت المعهد إلى أن مظاهر العنف المتنامي ضد رجال الدين دليل آخر على اتساع الفجوة بين الجمهور، خاصة الشباب، والنظام الإيراني ورجال الدين، مشيراً إلى أن الاضطرابات قد تؤدي إلى مزيد من موجات الاحتجاج المدني بعد قمع أعنف احتجاجات منذ 1979.


حوادث مُتعددة

أضاف المعهد، أنه في نهاية أبريل (نيسان) 2023، سجلت حوادث منفصلة في أماكن مختلفة بإيران تعرض فيها رجال الدين لهجمات. وفي 26 من الشهر نفسه، قُتل رجل الدين البارز عباس علي سليماني، بالرصاص في بنك بمحافظة مازندران بشمال إيران، وفي اليوم الموالي، دُهس رجل دين في الـ 35، في طهران، وأصيب بجروح خطيرة واعتقل السائق.

 وفي 29 أبريل (نيسان) أصيب رجل دين آخر بعد هجوم بسكين في مدينة قم، وهي أكبر مركز ديني شيعي في إيران. وتعرض آخران لهجوم في حادثين مختلفين في مطلع مايو (أيار) الجاري، ولم تكشف ملابسات هذه الحوادث.


عداء 

ويقول المعهد إنه لا يمكن تأكيد صلة مباشرة بين تلك الأحداث، ولا يمكن الجزم بأن كل الهجمات كانت موجهة عمداً ضد رجال الدين، ومع ذلك يُمكن تقدير أن بعضها على الأقل يعبر عن عداء متزايد لرجال الدين.
وتابع "رغم أن هذا العداء ليس ظاهرة جديدة، إلا أنه اشتد بعد الاحتجاجات التي اندلعت في نهاية سبتمبر (أيلول) 2022"، وهذه الفرضية تتعزز  الآن من خلال الظاهرة التي انتشرت في الأشهر الماضية.

ويقول المعهد، إن تآكل مكانة رجال الدين الإيرانيين يتزامن مع "العلمنة"، والتسييس المفرط للدين في إيران وفشل النظام في حل المصاعب الاجتماعية والاقتصادية الشديدة، ما قلل دعم قطاعات كبيرة للنظام، وأضعف جاذبية الدين في نظر الشعب. وتابع "من مظاهر تآكل مكانة رجال الدين تراجع المشاركة في صلاة الجمعة في المساجد".
وختم "تقدم مظاهر العنف المتزايد ضد رجال الدين الإيرانيين مزيداً من الأدلة على الفجوة بين الإيرانيين والمؤسسات الحكومية والمؤسسة الدينية. إن استمرار تجاهل السلطات الإيرانية للعمليات الديموغرافية والاجتماعية والثقافية العميقة في إيران لا يزال يشكل تحدياً كبيراً للنظام، حتى وإن بدا أنه نجح الآن في قمع الاحتجاجات العنيفة التي عرفتها بها البلاد منذ سبتمبر (أيلول) 2022، وقد يؤجج هذا الاتجاه موجات إضافية من الاحتجاجات المدنية، في ظل الأزمة الاقتصادية المستمرة في البلاد".