القنبلة الأمريكية GBU57 الخارقة للتحصينات (أرشيف)
القنبلة الأمريكية GBU57 الخارقة للتحصينات (أرشيف)
الجمعة 2 يونيو 2023 / 22:27

أقوى قنبلة أمريكية خارقة للتحصينات.. هل تحدي المخابئ العميقة في إيران

تحدثت صحيفة "كلكسلت" الإسرائيلية عن السلاح القادر على ضرب المنشأة النووية التي تبنيها إيران تحت الأرض على عمق 100 متر، مستعرضة قدرات القنبلة الأمريكية الأكثر تقدماً التي تخترق ملاجئ على عمق 60 متراً.

وتحدثت كلكلست عن أنباء نشرتها وكالة "أسوشيتد برس"، الأسبوع الماضي عن حفر إيران أنفاقاً جديدة في جبال زاغروس، على بعد كيلومتر ونصف جنوب منشأة التخصيب في نطنز، وقالت إنها "مخيفة"، لافتة إلى  أكوام من التراب في المكان ما يشير إلى حفر تلك الأنفاق على عمق 100 متر، بينما يمكن للقنابل الأمريكية اختراق مخابئ على عمق 60 متراً فقط.


تطوير القنبلة

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن القنبلة الخارقة للحصون ليست اختراعاً جديداً، وظهرت للمرة الأولى في الحرب العالمية الثانية في 1944، وكان وزنها ثقيلاً إلى درجة أن الطائرة لم تكن قادرة على حمل أكثر من قنبلة واحدة فقط، ولكن في وقت لاحق  طورت بوزن أخف وبتصميم مناسب أكثر لاختراق الأهداف.

وفي الخمسينيات من القرن الماضي، توقف التطور قليلاً، واعتقد العالم أن كل الحروب المقبلة ستكون نووية، وأن المخابئ العادية لن تنجو من الانفجارات، لذلك بدأ تطوير متسارع لتقنيات التحصين، مثل تحسين أنواع الخرسانة وصقل الأساسات تحت الأرض.
وتقول الصحيفة، إنه لحسن الحظ، لم تندلع حرب نووية جديدة. وفي الستينيات عادت القنابل إلى الملعب مرة أخرى، وحُسنت لاختراق الدروع، وطورت نماذج لتفجير مدرجات المطارات، وهو اختراع إسرائيلي استخدم في حرب 1967.
كما كان التركيز في تلك الفترة على أنظمة التوجيه، واعتقد الجنرالات أنه إذا كانت القنبلة دقيقة بما يكفي، يمكن تفجير عدة ملاجئ مثل "المعلبات".


قنبلة GBU28

وفي أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، أنتج الجمع بين الدقة والاختراق قنبلة GBU28، القنبلة القوية  اتي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، وأسقطتها على ملاجئ الرئيس الراحل صدام حسين لتفجيرها. وآنذاك أدرك الجنرالات العراقيون أن حياتهم في خطر، فاستسلموا بسرعة، وفق الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن اليوم هناك قنبلة GBU57، التي طورها الأمريكيون لاختراق التربة والصخور والتحصينات وتحويل كل ملجأ إيراني إلى مقبرة جماعية.


عوامل اختراق الملاجئ

وقالت كلكلست، إن هناك 5 عوامل تؤثر على القدرة على اختراق المخابئ، الأول هو الطاقة التي تضرب بها القنبلة الأرض؛ فكلما كانت المساحة المستهدفة أصغر، كلما كانت الضربة أثقل وأسرع، وكانت القدرة على الاختراق أقوى وأعمق.
وأوضحت، أن أن لقنبلة GBU57 أجنحة توجيه على شكل شبكة تجعلها أخف وزناً وتنتج مقاومة أقل. ويجب  إلقاء القنبلة من ارتفاع كبير حتى يكتسب السرعة والزخم.

 أما العامل الثاني فهو قذيفة القنبلة، إذ يجب تصميمها فلا تنحني أو تنكسر بسهولة من قوة الضربة، فتتصدع بشكل صحيح عند تنشيط الشحنة حتى تنفجر القنبلة. ولفتت الصحيفة إلى أن GBU57 مصنوعة من الفولاذ الخاص، أقوى 2.5 مرة من فولاذ بناء براميل المدافع.
والعامل الثالث هو "نوع وهيكل الشحنة المتفجرة"، التي يجب أن تحتوي على مكونات تسرع الانفجار لتصل إلى ذروة القوة والضغط في أسرع وقت ممكن، وتكون موجة الانفجار أكثر فاعلية حتى داخل الأرض.

أما  العامل الرابع  فهو دقة توقيت الانفجار، إذ يجب أن تنفجر القنبلة فقط عندما تستهلك كل طاقة تأثيرها.
أما العامل الخامس فهو "دقة الضربة". وأشارت الصحيفة إلى أن القنابل توجه بالليزر ونظام تحديد المواقع العالمي GPS، ويجب اختيار نقطة لإسقاطها فيها تبلغ مساحتها 50 متراً مربعاً، حتى لا تسفر القنبلة  عن حفر بركة كبيرة جداً للإيرانيين مجاناً.


المخبأ الإيراني

وعن المخبأ الإيراني الجديد، قالت الصحيفة: "عندما نتحدث عن 100 متر تحت الأرض، فهذا لا يعني بالضرورة 100 متر تماماً؛ فما كشفته الصور الجوية هو حفر مكثف مع أكوام من التراب استخرجت من الأنفاق بفتحات 6 × 8 أمتار، وحسب حجم أكوام التراب، استنتجوا أن الحفر وصل إلى عمق  100 متر، لكن يمحتمل جداً أن يكون الحفر أفقياً، لأن الحفر العمودي سيعقد تشغيل هذه الأنفاق، ويعرضها للخطر".

 

وأشارت كلكلست إلى أن الملجأ الإيراني الجديد سيسمح لإيران بنقل جزء كبير من المجمع النووي في نطنز إلى بيئة محمية،  وسيصعب إدخال جواسيس ومعدات استخباراتية، ولن تتمكن الأقمار الاصطناعية من جمع المعلومات، وبالطبع لن تتمكن القنابل  من الوصول إليه.
وقالت الصحيفة، إن إيران لا تفعل ذلك طوعاً، فمن الصعب معرفة المليارات التي ستتكبدها لإتمام هذا الأمر، والتي كانت تفضل استثمارها في أماكن أخرى.


خرسانة فائقة

وجنباً إلى جنب مع الحماية التي توفرها الأرض، فإن المساحات الداخلية للملجأ المحصن محاطة بالخرسانة الفائقة، وهذه مشكلة كبيرة، لأن الخرسانة الإيرانية قادرة أكثر على التحمل، لأن إيران شهدت العديد من الزلازل.

 


هل تتخترق المنشأة؟

وبناءً على المعطيات السابقة، تساءلت الصحيفة "هل ستدمر GBU57 الملجأ الإيراني؟"، مجيبة أنه وفقاً للتقديرات، يمكن أن تخترق القنبلة الأمريكية 60 متراً من الأرض المحمية بالخرسانة العادية، و40 متراً من التربة والصخور، و8 أمتار من أصعب الخرسانات المعروفة للإنسان، مستطردة "لكن يحتمل أن تتضمن المنشأة الإيرانية مزيجاً من هذه المكونات، لذلك لا  فرصة لتحقيق ذلك".
وتابعت "لكن هذا لا يعني أن العملية غير ممكنة، إذا قررت الولايات المتحدة أنها مهمة لديها، فستكون قادرة على تعطيل الأنظمة المضادة للطائرات في مناطق واسعة من إيران، وإرسال العدد المطلوب من القاذفات، وعندها حتى الخرسانة الأكثر تطوراً تحت الجبل ستتصدع وتضعف إلى درجة الانهيار، إذا تعرضت لما يكفي من القنابل"، ولكنها وصفت العملية أيضاً بـ"المعقدة".