مسيرة إسرائيلية. (مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)
مسيرة إسرائيلية. (مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)
الأحد 4 يونيو 2023 / 21:46

كيف طوّرت إسرائيل طائراتها المسيّرة؟

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً رصدت فيه تطور الطائرات بدون طيار، في الجيش الإسرائيلي، إلى مستوى جديد، ونقلت عن قائد عسكري معلومات مفصّلة عنها.

 

وذكرت جيروزاليم بوست، أنه في الفترة من 9 إلى 13 مايو (أيار)، هاجم الجيش الإسرائيلي حركة الجهاد في غزة 422 مرة، استهدف فيها 278 موقعاً مهماً. وخلال إحدى العمليات حلقت الطائرات بدون طيار  أكثر من 4 آلاف ساعة فوق القطاع على مدى  4 أيام، ونفذت 115 غارة جوية.
وتقول الصحيفة في تقريرها تحت عنوان "كيف ارتقت الطائرات بدون طيار بالجيش الإسرائيلي إلى مستوى جديد"، إن استخدام المسيرات زاد أيضاً في التصعيد الذي شهدته غزة أيضاً في مايو (أيار) 2021، حيث نفذت  مئات الهجمات.
وكشفت الصحيفة، أن عدداً من قادة الجهاد الستة الذين قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي في عملية مايو (أيار) استهدفوا عن طريق طائرات بدون طيار، وأن الجيش الإسرائيلي يستخدم هذه المسيرات أيضاً فيي عمليات الاستهداف المعقدة.

 

 


المسيرات في الضفة الغربية

وصرح قائد سلاح الجو اللواء تومار بار في أحد خطاباته، بأن الطائرات بدون طيار كانت ضرورية لمتابعة واعتقال المسلحين في الضفة الغربية للسيطرة على موجة العنف التي تشهدها إسرائيل بشكل دوري منذ مارس (آذار) 2022.
كما أشار، نهاية العام الماضي 2022، إلى أن العمليات الأخيرة آنذاك ضد حركة "حماس" في  غزة، اعتمدت بشكل كبير على الطائرات بدون طيار لجمع المعلومات الاستخباراتية، واستهداف أفراد حماس خصوصاً.


تفاصيل جديدة

وتمكنت "جيروزاليم بوست" من تكوين فهم أعمق لعمليات المسيرات الإسرائيلية واستخداماتها الاستراتيجية والتكتيكية، خلال زيارة إلى قاعدة "تل نوف" الجوية، بالقرب من مدينة "رحوفوت"، وهي واحدة من أكبر 3 قواعد جوية في إسرائيل.

وكشف قائد الوحدة 210  أن المسيرات الإسرائيلية كانت تخدم أكثر في منطقة الضفة الغربية، لأن معظم قضايا الأمن في ذلك الوقت نشأت هناك، وإن تكن الجبهات الأخرى، وخصوصاً غزة، لم تتخل عن المسيرات.
وبحسب مسؤول رفيع في الجيش الإسرائيلي، يتوقع أن يزداد عدد ساعات تحليق المسيرات في سلاح الجو الإسرائيلي.

 


4 أنواع من المسيرات

وتستخدم الوحدة 210 أربعة أنواع رئيسية من المسيرات، تتولى جمع المعلومات الاستخبارية وأنشطة الهجوم، كما أن هناك المئات من المسيرات في حظائر طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في جميع أنحاء البلاد، بدءاً من الطائرات بدون طيار التجارية من طراز DJI مروراً بطائرات الاستطلاع Skylark، وصولاً إلى المسيرات الهجومية على أنواعها.


وتوقع قائد الوحدة 210 أن يعج المستقبل بالطائرات المسيّرة، وهو ما سيؤدي هذا إلى إبعاد البشر عن الخطر، ويمكن هذه الطائرات  القيام بمهام أكثر تنوعاً.


نقلة نوعية

ونقلت الصحيفة عن مسؤول آخر في الجيش الإسرائيلي، أنه في المستقبل، ستكون هناك نقلة نوعية، وأنها مسألة وقت قبل أن يتم استبدال الطيارين المقاتلين بالكامل بطائرات بدون طيار.
واستدركت الصحيفة أن هذا لا يعني أن البشر سيكونون خارج الصورة. ونقلت عن صحيفة "ذا بوست" الإسرائيلية، أن وجود مشغل بشري لطائرة بدون طيار لا يزال أمراً بالغ الأهمية، لأن الجيش والمجتمع لا يريدان أن تتخذ الآلات قرارات أخلاقية واستراتيجية.

 


مسيرات للمراقبة

وكشف قائدة الوحدة 210 أن المسيرات التي تستخدمها قوات المشاة هي الأصغر والأقل قوة والأسهل في التشغيل، ومن المرجح أن يكون لها مدى قصير، ولكنها مهمة لمراقبة أي مقاتل عدو على مسافة قريبة. وبالمثل، تتمتع طائرات بدون طيار التابعة لوحدة المدفعية بالقدرة على جمع معلومات استخباراتية وإمكانات هجومية إضافية تتطلب بعض التدريب الإضافي.
لكن الطائرات بدون طيار التابعة لوحدة القوات الجوية هي الأكبر والأكثر تعقيداً، حيث كانت تلك  التي اطلعت عليها الصحيفة أكبر من بعض طائرات الركاب الصغيرة، وكبيرة مثل العديد من الطائرات المقاتلة.
بعبارة أخرى، تعد الطائرات بدون طيار التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية من الأسلحة الاستراتيجية وجامعي المعلومات الاستخبارية، ويمكن استخدامها لمسافات بعيدة وعلى جبهات مختلفة.