جنود الجيش الإسرائيلي في جنين
جنود الجيش الإسرائيلي في جنين
الأربعاء 6 سبتمبر 2023 / 17:04

العبوات الناسفة صارت التحدي الأخطر للجيش الإسرائيلي

24 - محمد طارق

ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن التنظيمات الفلسطينية المسلحة تحاول الآن تقليد "نموذج جنين" في مناطق أخرى، الأمر الذي يجعل العبوات الناسفة أكبر تحدّ للجيش الإسرائيلي.

وقالت الصحيفة في تحليل تحت عنوان "العبوات الناسفة أصبحت التحدي الأخطر للجيش الإسرائيلي"، إنه إلى جانب عمليات  إطلاق النار العديدة العام الماضي، فإن فترة العنف الأكثر دموية منذ الانتفاضة الثانية اتسمت أيضاً بزيادة التهديدات باستخدام العبوات الناسفة. 

 ترسيخ مفهوم العبوات الناسفة

وأضافت أنه ليس من قبيل الصدفة أن تبذل التنظيمات المسلحة الكثير من الجهد في هذا الشأن، فهي وسيلة حرب بسيطة نسبياً تسعى التنظيمات من خلالها إلى ترسيخ مفاهيم دفاعية في مخيمات اللاجئين والمدن الفلسطينية، حيث يتدخل الجيش الإسرائيلي كل ليلة تقريباً لاعتقال مطلوبين.

وأوضحت معاريف أن العبوات الناسفة تستخدم بغرض تنفيذ هجمات خطيرة، وبغرض تحويل مناطق حضرية كثيفة السكان إلى مكان محصن يصعب على الجيش الإسرائيلي العمل فيه.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن خطر العبوات الناسفة ليس تهديداً جديداً، فقد استخدمتها التنظيمات المسلحة في الضفة الغربية وأيضاً في قطاع غزة حتى قبل فك الارتباط.

وأضافت أنه بين اتفاقات أوسلو وعملية الدرع الواقية، وعندما لم يكن الجيش الإسرائيلي يعمل في قلب المدن الفلسطينية، تحركت التنظيمات لبناء صناعة كاملة من العبوات الناسفة، ومختبرات التفجير، والمخارط، وخطوط الإنتاج الصناعي للأحزمة والعبوات الناسفة.

سياسة "قص العشب"

ومذاك، أدت عملية الجدار الواقي وسياسة "قص العشب" التي سمحت للجيش الإسرائيلي بالعمل في أي مكان وفي أي وقت، إلى الحد من قدرة التنظيمات المسلحة على بناء بنية تحتية تنظيمية مؤسسية وهرمية دائمة، بسبب  الاعتقالات العاجلة.

تحول بدعم إيراني وتدريب حزب الله

وأشارت إلى أن صناعة العبوات الناسفة في الضفة الغربية لم تعد إلى ما كانت عليه من قبل، وفي السنوات الأخيرة، أصبح إنتاج الأحزمة الناسفة وتنفيذ هجوم قاتل أكثر صعوبة بكثير مما كان عليه مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مشيرة إلى أنه في العام ونصف العام الماضيين، بذلت حركتا "حماس" و"الجهاد" جهوداً كبيرة لاستعادة قدراتهما، وبتمويل ودعم إيراني وتدريب أيضاً من حزب الله، حددت التنظيمات المسلحة لنفسها هدف تعزيز قدراتها مرة أخرى.

وبحسب الصحيفة، أدى امتناع الجيش الإسرائيلي العام الماضي عن العمل في مخيم اللاجئين في جنين،  إلى استعادة  المنظمات المسلحة قدراتها  فيما يتعلق بالمتفجرات.

 الاتجاه نحو الخارج

وأشارت الصحيفة إلى أن الصعوبة التي لا تزال تواجهها التنظيمات تتمثل في الحفاظ على مستوى عالٍ من تجزئة ورش تصنيع وتطوير العبوات الناسفة، ما دفعها إلى النظر إلى الخارج، نحو الحدود، لإدخال آلاف من الأسلحة والذخائر.

وأضافت أن عدة آلاف من الأسلحة اخترقت الحدود الإسرائيلية، لافتة إلى أن كمية الأسلحة التي دخلت إسرائيل بهذه الطريقة في السنوات الخمس الأخيرة على وجه الخصوص لا يمكن تصورها، وذلك من خلال الاستفادة من الدعم المالي من إيران، والكميات الكبيرة من الذخائر المتوافرة في سوريا، مشيرة إلى أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" تمكن في آخر عملية من ضبط أربع عبوات ناسفة على الحدود الإسرائيلية.

عملية جنين

وقالت معاريف إن عملية جنين الأخيرة تمت بسبب التهديد بالعبوات الناسفة في المقام الأول، بعد أن استهدفت عبوة ناسفة جنوداً إسرائيليين في طريقهم لاعتقال فلسطينيين مطلوبين في المخيم، حيث وقع الانفجار في المركبة وتم فتح النيران عليهم، ما كان بمثابة إشارة تحذير للجيش الإسرائيلي بشأن ضرورة التحرك بسرعة.