مسيرات إيرانية (أرشيف)
مسيرات إيرانية (أرشيف)
الأربعاء 4 أكتوبر 2023 / 19:52

تهديد إيراني جديد لإسرائيل يتقدم على محورين

24 - محمد طارق

رأت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية أن إيران صارت لاعباً رئيسياً في الصناعة العالمية للطائرات من دون طيار التي تشكل تهديداً جديداً، خاصة أن الإيرانيين يعملون على محورين في هذا الاتجاه، واحد تحت إشراف وزارة الدفاع الإيرانية، والآخر تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني.

وقالت "يسرائيل هيوم" تحت عنوان "النووي.. إيران تطور تهديداً جديداً وطائراً"، إن الإسرائيليين يدركون جيداً التهديد الذي تشكله الصواريخ والقذائف التي أصبحت لدى تنظيم "حزب الله" اللبناني، بالإضافة إلى صواريخ الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة، وعلّقت بأن "حرباً واسعة النطاق ستحمل معها بعداً مختلفاً تماماً لهذا التهديد بسبب الكم الهائل من الصواريخ التي في أيدي العدو، خصوصاً حزب الله في الشمال". 

 تهديد جديد

وفي الوقت نفسه، نشأ تهديد آخر في السنوات الأخيرة، وهو الطائرات من دون طيار.. ووفقاً للصحيفة، كان لذلك علامات أولية ومن بعدها أحداث عملياتية تم الإعلان عنها، لافتة إلى أن الحرب الروسية - الأوكرانية ساعدت في هذا الأمر، في إشارة إلى دعم إيران لروسيا بالمسيرات، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تطوير المسيرات الإيرانية.

تحدّ لإسرائيل

وذكرت الصحيفة أن هذا التهديد يشكل تحدياً لإسرائيل في المستقبل على نطاق كبير، مشيرة إلى أن القرار الإيراني بالاستثمار بشكل كبير في تطوير وإنتاج الطائرات من دون طيار بأعداد كبيرة، وتوزيعها التسلسلي بأعداد كبيرة على بعض الجهات الفاعلة في المنطقة، يؤدي إلى نقل الخبرة لتلك الجهات.

وقالت الصحيفة إن ذلك الأمر يعد تحدياً كبيراً، لدرجة أنه يتطلب من الجيش الإسرائيلي والصناعات الدفاعية الإسرائيلية بذل جهد موازٍ للاستعداد له بطرق متنوعة، هجومية ودفاعية واستخباراتية.

ونقلت يسرائيل هيوم عن مصدر عسكري: "تفاجأنا بالسرعة التي حدثت بها الأمور، في عالم الصواريخ والقذائف، استمرت العمليات حوالي 30 عاماً، ولكن الآن تطور كل شيء بسرعة كبيرة، بما في ذلك إمكانية اللامركزية في الإنتاج، وعلى الرغم من أننا واصلنا العمل، فإن ما يحصل يمثل تهديداً جديداً وصعباً بشكل خاص".

أضافت الصحيفة أن انشغال إيران بالطائرات من دون طيار ليس جديداً، فقد بدأ في وقت مبكر من التسعينيات، مع محاولة إنتاج النماذج الأولى من أجل تنويع القدرة على استخدام  الوحدات الإيرانية المختلفة، وفي الوقت نفسه، ركزت إيران على تطوير وإنتاج الصواريخ من مختلف الأنواع وبمدى مختلف، بما في ذلك المدى الطويل. 

 قدرات إضافية

وأشارت إلى أن الإيرانيين أدركوا أن الطائرات من دون طيار تتيح لهم قدرات إضافية، على عكس الصاروخ الذي يطير بشكل علني وواضح من مكان إقلاعه وصولاً إلى هدفه، مضيفة أن الطائرة من دون طيار تطير على ارتفاع منخفض وببطء وسرية، ويمكن استخدامها في مهام خاصة ومتنوعة، مثل جمع المعلومات الاستخبارية، وإسقاط الأسلحة لأغراض هجومية، وأيضاً العمليات الانتحارية.

استنساخ المسيرات

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن إنتاج الطائرات من دون طيار أبسط بكثير من إنتاج الصواريخ بعيدة المدى، والطريقة التي اختارتها إيران للتقدم في مسار الطائرات من دون طيار فريدة من نوعها بالنسبة لها، وعلى عكس إسرائيل أو الولايات المتحدة التي تطور الأدوات بنفسها، اعتمد الإيرانيون على مساعدة الآخرين.

وفعل الإيرانيون ذلك من خلال متابعة الطائرات الأمريكية والإسرائيلية من دون طيار التي يتم إسقاطها خلال مهام في جميع أنحاء المنطقة، وكان يتم نقل أجهزة من الطائرة أو الشظايا إلى إيران بغرض تشريحها بأدق تفاصيلها من قبل خبراء محليين، ومحاولة نسخها، وهذا الأمر  وفر على إيران سنوات من البحث والتجارب في عملية الإنتاج، وأتاح لها الانتقال بسرعة نسبية إلى الإنتاج التسلسلي للطائرات من دون طيار من مختلف الأنواع والنطاقات. 

 شركات وكيانات لخدمة البرنامج الإيراني

وقالت يسرائيل هيوم إن إيران كانت في العقد الماضي خاضعة لعقوبات دولية شديدة، ما صعّب عليها عمليات الشراء، وللتغلب على هذه العقبة، أنشأت مجموعة من الشركات والكيانات المتخصصة في شراء المكونات المختلفة ونقلها إلى إيران، حيث يتم دمجها في برامج الطائرات من دون طيار المختلفة، وقبل كل شيء، تتيح لها هذه المكونات إنتاج كميات كبيرة من الطائرات من دون طيار بشكل تسلسلي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري متخصص في هذا المجال أن "قدرة الإيرانيين على شراء المنتجات الجاهزة واستيعابها لم تكن ممكنة قبل 15 عاماً، وهذا سمح لهم بتحقيق القفزة الكبيرة التي شهدناها في السنوات الأخيرة".