الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان يتوسط الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023
الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان يتوسط الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2023
الخميس 28 ديسمبر 2023 / 18:51

حصاد 2023.. تكريم مبدعين لهم بصمات ثقافية إنسانية خالدة

شهد عام 2023 تكريم العديد من القامات الأدبية المتميزة والتي قدمت أعمالاً إبداعية رفيعة المستوى، وتركت بصمات خالدة في تاريخ الإرث الثقافي الإنساني.

فقد واصلت جائزة الشيخ زايد للكتاب التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، مسيرتها المشرفة في تكريم المفكرين والباحثين والأدباء والفنانين على إسهاماتهم المتميزة في إثراء المشهد الفكري والثقافي والأدبي في مختلف الحقول المعرفية والعلوم الإنسانية.

وفي حفل أقيم تحت رعاية رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، توج رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية رئيس مجلس أبوظبي الرياضي الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ17، وذلك ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

وسلم الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان الجوائز للفائزين بالجائزة في مختلف فروعها، وهم: الشاعر العراقي علي جعفر العلّاق عن فرع "الآداب"، والكاتب الفرنسي ماتيو تيلييه عن فرع "الثقافة العربية في اللغات الأخرى"، والكاتب الجزائري سعيد خطيبي عن فرع "المؤلف الشاب"، والمترجم والكاتب التونسي شكري السعدي عن فرع "الترجمة"، والكاتبة التونسية الدكتورة جليلة الطريطر عن فرع "الفنون والدراسات النقدية"، ودار العين للنشر من مصر عن فرع "النشر والتقنيات الثقافية".

كما كرم الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، الموسيقار المصري عمر خيرت، الفائز بجائزة شخصية العام الثقافية، تقديراً لجهوده المتميزة وأعماله الموسيقية اللافتة، وتكريماً لمسيرته الإبداعية التي امتدت عقوداً، قدَّم خلالها مجموعة من الأعمال الموسيقية الخالدة، أسهمت في تشكيل وجدان وثقافة شعوب المنطقة.

أما الجائزة العالمية للرواية العربية والتي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي فقد أعلنت في دورتها 16 في حفل أقيم في أبوظبي، عن فوز رواية "تغريبة القافر" الصادرة عن دار رشم، للكاتب العماني زهران القاسمي.

ونجحت الجائزة عبر مسيرتها بتقديم تجارب مدهشة وأعمال عكست تعدد العالم العربي وثراءه وتطلعاته، وأكدت أن الكتابة الروائية العربية مسكونة بأسئلة الحاضر وبقلب المستقبل، وأنها مهتمة بوظيفتها التحديثية في الوطن العربي.

وأكدت لجنة التحكيم أن الرواية الفائزة امتازت بلغة جميلة وشفافة وشعرية وأن تطور الأحداث فيها ذكي وقوي وسلس، وصور الشخصيات والعلاقات الإنسانية بها مميزة وتظل في النفوس والوجدان وقتاً طويلاً، كما تميزت "تغريبة القافر" بأنها تخرج عن السياق المألوف للكتابة الروائية العربية، وهو ما تهتم به الجائزة، حيث تحرص على أن تقدم للقارئ التنويعات الأدبية الموجودة بالوطن العربي.

وزهران القاسمي هو أول عُماني يفوز بالجائزة وحصل على مبلغ نقدي قيمته 50.000 دولار أمريكي إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي، كما تضمن الجائزة تمويل الترجمة الإنجليزية لرواية "تغريبة القافر".

نوبل للأدب 2023

مُنحت جائزة نوبل في الأدب لعام 2023 للكاتب المسرحي والمؤلف النرويجي جون فوس عن "مسرحياته المبتكرة ونثره الذي يعطي صوتاً لما لا يمكن قوله"، وهو النرويجي الرابع الذي يحصل على الجائزة.

ولد جون فوس عام 1959 في بلدة هاوغسوند في النرويج، وتشمل مجموعته الهائلة من الأعمال الأدبية مجموعة متنوعة من الأنواع مثل المسرحيات والروايات والمجموعات الشعرية والمقالات وأدب الأطفال والترجمات.

وأكد رئيس لجنة نوبل: "سبب اختيار فوسيه للفوز، لأنه مؤلف رائع، ويلمس بعمق مشاعر من يقرأ أعماله، وما يميزه أنه يتمتع بهذا القرب الخاص، فهو يمس أعمق المشاعر- القلق، وانعدام الأمن، وتساؤلات الحياة والموت - مثل هذه الأشياء التي يواجهها كل إنسان، لذلك فهو يصل إلى تأثير عالمي لكل ما يكتبه، ولا يهم إذا كان دراما أو شعراً أو نثراً، إنه نفس النوع من النداء لهذه الإنسانية الأساسية".

ومنذ نشر مسرحيته الأولى وعلى مدار 15 عاماً استمر يون فوسه في الكتابة للمسرح باستثناء روايات قليلة مثل "صباح ومساء" و"أليس عند النار"، وبعد مرور هذه السنوات الطويلة من الكتابة الغزيرة للمسرح، قرر فوسه العودة إلى حيث بدأ، لكتابة الرواية والتوقف عن الكتابة للمسرح.

ويعتبر يون فوسه صاحب مسيرة نجاح طويلة امتدت على مدار 40 عاماً منذ نشر روايته الأولى (أحمر، أسود)"عام 1983، فقد تمكن خلالها الكاتب النرويجي من الفوز بعشرات الجوائز والتكريمات الهامة، وترجمت أعماله لأكثر من 40 لغة، وعرضت مسرحياته أكثر من 900 مرة حول العالم، لتصبح أكثر الأعمال عرضاً على المسرح لكاتب على قيد الحياة، وأخيراً كُللت مسيرة الكاتب النرويجي بالفوز بجائزة نوبل للآداب 2023.

بوكر العالمية 

وأعلنت جائزة البوكر للرواية العالمية، في حفل أقيم في العاصمة البريطانية، عن فوز الكاتب الأيرلندي بول لنتش بالجائزة في دورتها لعام 2023 عن رواية "أغنية النبي"، وتتطرق الرواية إلى التحولات السياسية والاجتماعية في أيرلندا من خلال محاولات امرأة إنقاذ عائلتها في أيرلندا المتدهورة، وصراع  العائلة مع عالم جديد مرعب تبدأ فيه المعايير الديمقراطية التي ألفوها في الانهيار.

ويقيم بول لنتش في دبلن، وهو المؤلف الأيرلندي الخامس الذي يفوز بالجائزة التي تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني بعد إيريس مردوخ، وجون بانفيل، ورودي دويل، وآن إنرايت.

وتطرح رواية "أغنية النبي" وهي الخامسة لبول لينش الذي رُشّح للمرة الأولى لهذه الجائزة الأدبية العريقة، أسئلة كبيرة على القارئ في إطار من الأحداث الإنسانية والاجتماعية، وتسعى الرواية إلى إظهار الاضطرابات في الديمقراطيات الغربية وعدم اكتراثها بالكوارث مثل انهيار سوريا.

وأوضح المؤلف "أن روايته كتاب متعدد الطبقات، ويقدم قراءات متنوعة، قد يرى البعض أنها رواية سياسية ويقرؤونها على أنها تحذير، والبعض الآخر بمثابة محاكاة لما يمر به الآخرون حول العالم، أو لقطة من التعاطف الجذري إذا صح التعبير".

يذكر أن بول لينتش المولود عام 1977 لديه 5 روايات، وقد أمضى 4 سنوات في كتابة وتأليف هذه الرواية.

جائزة الملك فيصل

كما فاز بجائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب لعام 2023، الدكتور عبدالفتاح كيليطو، الأستاذ في جامعة محمد الخامس في الرباط، وذلك تقديراً لتميزه في السرد العربي القديم والنظريات الحديثة.

وهو من مواليد الرباط سنة 1945، وقد بدأ التدريس بكلية الأدب منذ سنة 1968 واستمر يُدرِّس بها النظريات الأدبية الحديثة إلى أن تقاعد سنة 2010، وهو متخصص في الأدب الفرنسي، ولكن لم ينقطع تواصله بالأدب العربي، وفي سنة 1967 وبمناسبة تحضير شهادة في الأدب المقارن اكتشف الأدب العربي القديم ودرس عن كثب مؤلفات النقاد على الخصوص، ومن بينهم ابن قتيبة، وقدامة بن جعفر، والآمدي، والقاضي الجرجاني، وعبدالقاهر الجرجاني.

وفي نهاية الستينيات ظهرت موجة التحليل البنيوي للسرد فاهتم بها واطلع على كتابات رولان بارت، وجيرار جونيت، وتسفيتان تودوروف، وألجيرداس غريماس، فقرر حينئذ أن يخصص شهادة الدكتوراه للسرد العربي القديم، فسجل بجامعة السوربون الجديدة موضوعاً عن المقامات، مركزاً على علاقة السرد بالأنساق الثقافية، وألف العديد من الإصدارات الأدبية، وترجمت كتاباته إلى ما يقرب من 10 لغات، كما نال عدداً من الجوائز عن إنتاجه الأدبي والنقدي.