جو بايدن على الشاطئ (نيويورك بوست)
جو بايدن على الشاطئ (نيويورك بوست)
الأحد 18 فبراير 2024 / 13:32

عطلات بايدن تثير الغضب.. "رئيس يلهو وسط الكوارث"

يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقادات متزايدة في الولايات المتحدة، بسبب إجازاته المتكررة، والتي أفادت تقارير أنها تقترب من نصف فترة ولايته.

وقضى بايدن  "40% من فترة رئاسة في العطلات و الإجازات"، وبمقارنة مع سلفيه، فقد أمضى دونالد ترامب 26% من فترته الرئاسية في إجازة، مقابل 11% فقط لباراك أوباما"، وفق ما ذكرته شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية،  وصحيفة "نيويورك بوست".

وعادت هذه الانتقادات إلى الواجهة، بعد أن انتقد بايدن مجلس النواب لحصول أعضائه على إجازة لمدة أسبوعين، ما أثار استياء كثيرين، وبعد هذا بدأ الجمهوريون في حصد إجازات بايدن وانتقادها.



وبحسب التقارير الأمريكية، فإن بايدن يفضل قضاء إجازته في منزله المطل على المحيط الأطلنطي في ولاية ديلاور، شمال شرقي الولايات المتحدة.

وأضافت  أن "بايدن قضى إجازاته خلال لحظات عصيبة، بما في ذلك الأيام الأولى لهجوم روسيا على أوكرانيا، وأثناء اكتشاف مناطيد التجسس الصينية فوق الولايات المتحدة وغيرها من الأوقات الصعبة التي مرت بها أمريكا، ما أثار قلقاً إضافياً بشأن كيفية إدارة الأمور في غيابه".

ويخشى البعض أن تتسبب إجازاته المتكررة في تأثير سلبي على سير العمل، واتخاذ القرارات الحاسمة، بما في ذلك القضايا الدولية المهمة.

وبهذا الشأن، نقلت"نيويورك بوست"، عن عضو الكونغرس في نيويورك إليز ستيفانيك، قولها: "لدينا الملايين من المهاجرين غير الشرعيين الذين يتدفقون عبر حدودنا. وجرائم العنف تتصاعد. والتضخم يسحق الأمريكيين و"أعداؤنا في جميع أنحاء العالم أصبحوا أكثر جرأة"،  وفي هذه الأثناء، يتم تصوير بايدن على الشاطئ كما أنه لم يتحدث إلى وسائل الإعلام للرد على الأسئلة التي على الأمريكيين معرفة الإجابة عليها".

وإلى ذلك، قال جويل غريفيث، وهو زميل باحث في مؤسسة التراث المحافظة: "في الوقت الذي تضطر فيه العديد من العائلات إلى تقليص وقت إجازتها بسبب التضخم، يذهب بايدن في إجازة لمدة 12 يوماً تقريباً في الشهر، أي أكثر من 3 أضعاف المعدل الذي كان أوباما يأخذه".

ومع تزايد تكرار التعثرات العامة للرئيس البالغ من العمر 80 عاماً، حيث يقول 77% من الأمريكيين إن عمره أصبح  أكبر من أن يُعاد انتخابه، تشير تقارير عديدة إلى أن بايدن يعترف بأنه يشعر بـ"التعب"، فيما انتقد آخرون عمر بايدن، باعتباره العامل الأكثر أهمية لاحتمالية عدم انتخابه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

ويأتي ذلك بعد نشر المحقق الخاص روبرت هور تقريراً أثار فيه تساؤلات حول ذاكرته، ومنذ نشر ذاك التقرير، الذي وصف الرئيس بأنه "رجل مسن بذاكرة ضعيفة"، تعرض بايدن للانتقاد بشدة في مقالات رأي نشرت في وسائل الإعلام التي تميل لليسار، مع دعوة بعضهم له بالتنحي جانباً.

وتظل أنشطة بايدن خارج المنزل، بحسب التقارير الأمريكية، محمية بشكل كامل تقريباً عن الرأي العام. وكثيراً ما يقضي تجمع الصحافيين الدوري بالبيت الأبيض أياماً كاملة دون حتى إلقاء نظرة خاطفة على الرئيس عندما يكون خارج العاصمة، وقد رفضت إدارته تقديم سجلات الزائرين التي تغطي الوقت الطويل الذي قضاه خارج البيت الأبيض.

وفي أغسطس (آب) الماضي،  واجه بايدن انتقادات عديدة، بعد تداول صور وفيديوهات له وهو يستمتع على الشاطئ مع رفاقه وعائلته، فيما كانت النيران تأكل جذور الأشجار في هاواي، وانتشال الجثث المتفحمة مستمر.

وشوهد الرئيس مستلقياً على كرسي على شاطئ ريهوبوث في ديلاوير، ويتناول المشروبات بالقرب من منزل عطلاته في الولاية، وعند مغادرته، احتشد حوله عدد من الصحافيين وسألوه عن تعليقه حول ارتفاع عدد القتلى في هاواي، إلا أن بايدن فضّل التزام الصمت، قائلاً: "لا تعليق". الأمر الذي أدى لتعرضه لانتقادات واسعة، بسبب حرصه على الاستمتاع بالشمس والعطلة الصيفية، بينما تشهد إحدى الولايات أفظع كوارثها منذ عقود.

وكانت سلطات جزيرة ماوي بولاية هاواي الأمريكية قد صرحت عبر موقعها أن عدد القتلى جراء حرائق الغابات في الجزيرة ارتفع إلى 93، ما يجعلها حرائق الغابات الأكثر فتكاً في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن.

وقال غريفيث: "بالطبع، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالتوقيت الدقيق الذي ستقع فيه الكارثة الطبيعية، ولكن عندما تغيب عن العمل نصف الوقت تقريباً، فإن احتمالات تركك للعمل عند وقوع الكارثة تكون مرتفعة"، في إشارة إلى بايدن.

وفي العام الماضي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، تعليقاً على الانتقادات التي واجهها بايدن للمرة الأولى بسبب إجازاته: إن "الرئاسة هي وظيفة متواصلة يمكن للرؤساء التنفيذيين القيام بها من أي مكان في العالم"، مضيفاً أن "التواجد في مكان آخر غير البيت الأبيض لا يعني قضاء إجازة".