مشاهد من الطائرة بعد هبوطها في مطار في بانكوك (رويترز)
مشاهد من الطائرة بعد هبوطها في مطار في بانكوك (رويترز)
الخميس 23 مايو 2024 / 21:43

رحلة الرعب.. ركاب الطائرة السنغافورية يكشفون كواليس الموت والدم

كشف ركاب رحلة الخطوط السنغافورية "إس كيو321"، تفاصيل جديدة عن لحظات الرعب التي عاشوها، بعدما تعرّضت طائرتهم إلى "مطبّات شديدة مفاجئة"، في حادث لقي إثره راكب بريطاني مسن حتفه، وأدى إلى إصابة أكثر من 100 آخرين بجروح.

فبعد 10 ساعات على إقلاعها من لندن، متوجّهة إلى سنغافورة، الثلاثاء الماضي، هبطت الطائرة من على ارتفاع كبير حوالي 37 ألف قدم إلى 31 ألف قدم في غضون 5 دقائق فقط، بعد عبورها بحر أندامان، واقتربت من تايلاند.

وصف الركاب المذعورون، بعدما ترنحت الطائرة بشكل عنيف صعوداً وهبوطاً، تلك الرحلة بـ"الرعب المطلق"، والذي تمثل في ارتعاش الطائرة وتطاير الأشياء، ورؤية الدماء في كل مكان".

ووفقاً لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال"، قال المهندس الأسترالي علي بخاري (27 عاماً)، الذي كان عائداً برفقة زوجته من شهر العسل: "ظننت  أنني وزوجتي سنموت "لم أعتقد أننا سننجو"، "لقد كانت تجربة مؤلمة للغاية راودتني أفكار مخيفة".

وأضاف "كنت أعتقد أن المطبات الهوائية لا تسبب كل هذا الضرر.. ولكن الطائرة ترنحت بعنف.. الرجل المسن الذي كان يجلس أمامي طار في الهواء واصطدم بالمقاعد التي في المنتصف..كما سقطت أقنعة الأكسجين، وكذلك سقطت بعض الأمتعة التي كانت في الخزائن العلوية".

وتابع قائلاً: "الهزة جاءت دون سابق إنذار. بعد حوالي 15 دقيقة، بدا أن الطيار مرتبك بشكل واضح، وأخبر الركاب أنهم تعرضوا لحدث اضطراب غير متوقع.. ولقد بدا أكثر ارتباكاً عندما رأى الرجل يخضع للإنعاش القلبي الرئوي".

وبعد وصوله وزوجته إلى مطار سيدني، قال بخاري "لم يكن لدي أي نوع من الخوف من الطيران، لكنني أقول بصراحة إنني الآن أخشى الطيران".

وقال أحد الركاب: "تناثرت أمتعة الركاب، وتناثرت القهوة والماء على السقف، وشوهد الكثير من الجرحى إثر تمزقات في الرأس، ونزيف في الأذنين، وكانت سيدة تصرخ من الألم. لم أستطع مساعدتها، فقط أحضرت لها الماء".

وأظهرت صور من داخل الطائرة المقصورة في حالة فوضى، حيث تناثر الطعام وزجاجات المشروبات والأمتعة، كما تدلت من السقف أقنعة الأكسجين.

ومن جهته، روى الأسترالي كيث ديفيس (59 عاماً): أنه لاحظ اهتزاز كأس الماء الخاص بزوجته. وعندما حاول تغطيته لم يذكر بعده سوى أنه طار هو وزوجته إلى السقف، واصطدمت زوجته بخزائن الأمتعة العلوية، ثم "سقطت على الأرض، وكذلك اصطدم رأسي".


وتابع قائلاً" لقد كنت في حالة صدمة مطلقة"، مضيفاً أن أول شيء فعلته بعد ذلك هو سؤال زوجتي إذا كانت بخير، ومن ثم أدركت أنني كنت أنزف دماً عليها".         

وبدوره، قال درو كيسلر (43عاماً) الذي كان يسافر مع زوجته فيكي و ولديهما إلى سنغافورة لحضور مؤتمر دولي، في منشور على موقع إنستغرام بعد الحادث، إنه "تعرض  لكسر في رقبته نتيجة اصطدامه بالسقف في تلك الرحلة، مضيفاً أن زوجته أصيبت بكسر في ظهرها، وكانت تعاني من ألم شديد. ولم يعاني نجلاهما، البالغان من العمر 8 و12 عامًا، من أي مشاكل طبية".

كما شارك كيسلر صورة التقطها لزجاجة مياه طارت بقوة كبيرة حتى أنها علقت في سقف الطائرة. وقال: "من الواضح أن الأمور كان من الممكن أن تكون أسوأ"، معبراً أيضاً عن سعادتهم لكونهم بخير".

وكذلك، قال أندرو ديفيز، وهو راكب بريطاني كان في الطائرة  إنها "انخفضت فجأة" ولم يتلقوا "سوى القليل من التحذيرات"، مضيفاً خلال الثواني القليلة التي تلت انخفاض الطائرة، سمعنا صراخاً مروعاً.

وأردف ديفيز: "كان كل شخص على متن الطائرة تقريبًا بحاجة إلى المساعدة في نفس الوقت" "لقد كان الوضع وصعباً للغاية"،  مشيراً إلى أنه ساعد امرأة "تصرخ مستغيثة" وكانت مصابة "بجرح في رأسها".

كما أكد أنه اعتقد أن الطائرة ستتحطم بهم.

وتوفي الرجل وهو بريطاني يبلغ من العمر 73 عاما، بسبب ما تم ذكره لاحقاً، بأنها نوبة قلبية تعرض لها على متن الطائرة، فيما نقل المصابون على نقالات إلى سيارات إسعاف كانت بانتظارهم على مدرج في مطارسوفارنابومي في بانكوك.

وأفاد مستشفى في بانكوك أمس الأربعاء بأن موظفيه يعالجون أو عالجوا 85 من المصابين بينهم 20 شخصا في قسم العناية المركّزة.

وغادرت الطائرة من طراز "بوينغ 777" مطار هيثرو في العاصمة البريطانية لندن متجهة إلى سنغافورة، الإثنين الماضي، وعلى متنها 211 راكبا و18 من أفراد الطاقم، لكنها تعرضت لاضطرابات شديدة أثناء تحليقها بالقرب من المجال الجوي لميانمار، في منطقة تتعرض لعواصف رعدية استوائية شديدة.

وخرج رئيس الخطوط الجوية السنغافورية، جوه تشون فونغ، صباح الأربعاء، في مقطع فيديو على فيسبوك قائلا، "تأسف شركة الطيران بشدة للتجربة المؤلمة وهي تتعاون بشكل كامل مع السلطات المعنية في التحقيقات".

كما أعرب عن تعازيه لأسرة الضحية، مضيفا أنهم "سيقدمون كل المساعدة الممكنة" للركاب وأفراد الطاقم المتضررين.