غلاف الرواية (وكالات)
غلاف الرواية (وكالات)
الإثنين 10 يونيو 2024 / 15:20

"بعد الحياة بخطوة" ليحيى القيسي تتأمل في الموت

تحاول رواية "بعد الحياة بخطوة" للكاتب الأردني يحيى القيسي، البحث في الموت بوصفه حدثاً مصيرياً يؤرق البشرية عبر التاريخ، من خلال التأمل والقراءات فيما يُسمى بـ "تجربة الاقتراب من الموت" التي وصلها الملايين ثم عادوا ليرووا ما جرى لهم أثناء الغيبوبة خصوصاً أثناء العمليات الجراحية والتخدير الكامل أو في حالة الحوادث والصدمات الكبيرة.

صدرت الطبعة الثانية من الرواية مؤخراً عن منصة "ألف كتاب وكتاب" بلندن في 236 صفحة، وتتصف الرواية بالتكثيف الشديد للمعارف التي تتضمنها، والتي تجمع بين المعلومة والتخييل السردي، بحسب وكالة الأنباء العمانية. 
وتحضر فيها أجواء القرية، وتحديداً ما يتصل بفترة الطفولة، على شكل مفردات وعبارات قصيرة مكثفة ومفخخة بالدلالات، كلّ واحدة منها تحيل إلى صور وروائح وأمكنة وتفاصيل تستدعي تفكيك شيفرتها للأجيال الجديدة من القراء، المهتمين بالثقافة والأدب.
ومما ورد في بعض أجزاء الرواية نقرأ: "نظر إلى الأرض المُتباعدة التي تنزاح تحته نظرةَ مودّع، مستسلماً للهواجس التي تطلب منه أن يساعد نفسه للصعود دون مقاومة، حينها ظهرت له الأرض منبسطة وشاسعة بلا حدود، تحيطها الجبال الثلجيّة والبحار من كلّ جانب، بدتْ وادعةً مثل امرأةٍ مسترخية على ظهرها وفي كامل بهائها، تغطّيها الغيوم البيضاء، ويتقوَّس فوقها الأفق من كلِّ الجهات، تماماً مثل خيمة شفافة، ومشدودة بلا عمد! عجبَ لأنَّ هذه الأرض تبدو ممدودةً دون نهاية، وساكنةً دون أدنى حركة، لم يرَ كُرةً ضخمةً تدور حول نفسها بسرعةٍ هائلة كما تعلّم في كُتب الجُغرافيا المدرسيّة، بل جبالاً راسخات، وأودية سحيقة، ومحيطات واسعة مغمورة بالمياه، وأحسَّ بأنَّه هو الذي يدور بسرعةٍ مُذهلة مسحوباً إلى الأعالي، كأنَّ الأمر كذلك منذ الأزل، أو رُبَّما تَشوّش بصره، وتَشتَّت ذِهنه فلا يستقرُّ على شيء".
وقد سبق وأن صدر للكتاب القيسي عدة أعمال روائية منها: "باب الحيرة"، "أبناء السماء"، "الفردوس المحرم"، و"حيوات سحيقة"، و في القصة القصية صدرت له: "الولوج في الزمن الماء" و"رغبات مشروخة".