الرئيسان الأمريكي جو بايدن والسابق دونالد ترامب.
الرئيسان الأمريكي جو بايدن والسابق دونالد ترامب.
الثلاثاء 25 يونيو 2024 / 13:36

بايدن ضد ترامب: ما الذي تحمله المناظرة المقبلة؟

تجادل حملة الرئيس الأمريكي السابق للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، بأن الرئيس جو بايدن "شخص ضعيف وغير كفوء ومنفصل عن الواقع"، على حد تعبير أحد مستشاري ترامب، مثل الجثة في الفيلم الكوميدي عام 1989 "عطلة نهاية الأسبوع في بيرني".

"هو نائم الآن لأنهم يريدونه أن يكون جيداً وقوياً

وفي المقابل، تصف حملة بايدن ترامب بأنه متطرف "مختل عقلياً" مع خصائص ديكتاتورية، وانه "انكسر" في انتخابات عام 2020 وفقد القدرة على فعل أي شيء غير التركيز على تعزيز سلطته.
لكن صحيفة "واشنطن بوست" تقول إنه بالنسبة إلى الناخبين الذين يحددون على الأرجح نتائج الانتخابات، فهم مجموعة لا تريد عودة أي من الرجلين إلى البيت الأبيض- ولم تساهم كثيراً الاتهامات المتبادلة، في حسم أي من الخيارين.
وتوفر المناظرة الرئاسية في أتلانتا الخميس، من بين أمور أخرى، فرصة نادرة لكلا المرشحين لإثبات أن خصمه على خطأ، بينما هما واقفان معاً على المسرح، من دون تنقيحات، أمام ما يعتبر جمهوراً وطنياً ضخماً. والناخبين الذين سيتخذون القرار الأخير في مراكز الاقتراع، ستتوافر لديهم نافذة من 90 دقيقة لاستبيان ما هو حقيقي وما يدور حول خيارات حزبيهما الرئيسيين.

تجنب الأفخاخ

وإدراكاً للمخاطر، فإن مستشارين لكلا المرشحين يعملان على اعدادهما لتجنب الأفخاخ التي زرعها خصومهما. 

ويأمل مساعدو بايدن في تقديم رئيس حيوي- يمتلك سيطرة على القضايا، وقادر على مواجهة ترامب مباشرة ليشرح للشعب الأمريكي إنجازاته خلال وجوده في البيت الأبيض. ويدرب مستشارو ترامب مرشحهم على التركيز على القضايا التي يملك فيها أفضلية في استطلاعات الرأي، واعادة تأكيد صورته كرجل أعمال قوي. 

وقال ديفيد أوربان المستشار السابق لحملة ترامب والخبير الاستراتيجي في الحزب الجمهوري: "إذا ركز الرئيس السابق على تلك القضايا التي يهتم بها الأمريكيون، مثل الهجرة، والجريمة، وقضايا الموازنة الكبيرة، والتضخم... فهو سيخرج منتصراً... أما إذا ركز على الانتخابات الماضية، والمظالم الشخصية، فأعتقد أن هذه الأشياء ربما لن تخدمه أيضاً".
وكان آخرون أكثر إسهاباً في تعريفهم لهدف ترامب من المناظرة، وهو ألا يظهر بأنه ذاك الزعيم سريع الغضب والمتفجر، كما يصفه بايدن.
وقال القائم على الاستطلاعات لدى ترامب جيم ماكلوغلين: "أعتقد أن ما يريده دونالد ترامب هو التركيز على القضايا التي يرى أنه كرئيس يستطيع معالجتها أفضل من بايدن في حال فوزه بالرئاسة مرة ثانية...إن المسألة تتعلق بالتصور. في امكانه تقديم الكثير من الأمثلة وقصص واقعية من الحياة حول كيفية تحقيقه السلام في الشرق الأوسط، وخفض التضخم، وتأمين الحدود وابقاء الناس في آمان".

تفادي نوبات الغضب

وترى مستشارة الاتصالات السابقة لدى بايدن كيت بيدنغفيلد، أن المسار الأكثر وضوحاً لترامب هو محاولة تفادي نوبات الغضب التي شوهت صورته بعد المناظرة الأولى بينهما في حملة 2020. إن بايدن سيكون مستعداً لهذا التغير ومن الممكن أن يتجاوزه من طريق إظهار العدوانية.
وقالت إنه "بالنسبة لبايدن، فإن الهدف هو أن يكون في موقع الهجوم ودفع ترامب إلى وضع يبرز فيه أكثر نقاط الضعف لديه...هناك توقعات بظهور ترامب منضبطاً، لكن على رغم ذلك، هناك فرصة هائلة أمام بايدن". 

ومن المتوقع أن يرافق 16 مسؤولاً من البيت الأبيض وفي الحملة الانتخابية بايدن إلى المناظرة الخميس، بمن فيهم رئيس فريق الموظفين جيف زينتس، والمسؤول عن الاستطلاعات مايك دونيلون، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ورئيس الحملة جين أومالي ديلون.
وفي الطريق إلى المناظرة، تحدث ترامب أمام تجمعات انتخابية في فيلادلفيا السبت، وأمام تجمع للمحافظين المسيحيين خلال مؤتمر عقدوه في واشنطن.
وفي فيلادلفيا، سخر ترامب من بايدن لاستغراقة وقتاً في التحضير للمناظرة وللصحافيين الذين سيواجههم. وقال: "هو نائم الآن لأنهم يريدونه أن يكون جيداً وقوياً...فكروا في الأمر. ليس ثمة جمهور. شيء يشبه الموت".
لكن هناك دلائل تشير إلى أن ترامب كان يبتعد عن الصورة الكاريكاتورية التي حاول منذ فترة طويلة رسمها عن خصمه. 

وفي مقابلة أجريت معه مؤخراً على برنامج "أول-إن"، اتخذ الرئيس السابق لهجة مختلفة، إذ قال في البث الإذاعي (بودكاست) : "أفترض أنه سيكون شخصاً يستحق المناظرة... لا أريد التقليل من شأنه".