الرئيسان الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب في المناظرة التلفزيونية (إكس)
الرئيسان الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب في المناظرة التلفزيونية (إكس)
السبت 29 يونيو 2024 / 08:43

والآن هل عاد ترامب وكسبت الترامبية؟

مشاري الذايدي- الشرق الأوسط

منذ خرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب من البيت الأبيض في نهاية 2020 وهو يخوض معاركه، معركة إثر أخرى، وما زال، على كل الجبهات، القضاء والميديا، والشبكات الليبرالية المتضامنة ضده، بكل أدوات قوتها في الفنون والإعلام والاقتصاد، والقوى المتعاونة مع الشبكات الليبرالية مثل أنصار المثلية، وآيديولوجيا المناخيين، والإسلاميين، وغيرهم.

بشّر كثر، بمن فيهم جل الميديا العربية، بنهاية ترامب السياسية للأبد، وأنه كان جملة "شاذة" في كتاب التاريخ الأمريكي... لن تعود... وها قد عاد ترامب اليوم!
خاض الرجل مناظرته الرئاسية البارحة مع خصمه الليبرالي جو بايدن، وستقرر أنتَ مَن انتصر على الآخر حسب ميولكَ السياسية، غالباً.
الأكيد أن ترامب عاد، وربما يعود للبيت الأبيض، وهذا احتمال قوي، فلماذا لم يتبخر ترامب كما بشّر المبشرون من قبل؟
في يناير (كانون الثاني) 2021، قال ترامب في بيانه بعد تبرئة مجلس الشيوخ له: "قريباً سوف ننهض".
في 14 فبراير (شباط) 2021 كتبتُ هنا "كانت الميديا الأمريكية الليبرالية، وعنها تنقل الميديا العربية، تصوِّر محاكمة ترامب، الثانية، في مجلس الشيوخ، على أنها القاضية النهائية عليه وعلى تياره السياسي، وأن الحزب الجمهوري نفض يده من ترامب، وتبرّأ منه ونبذه، وهذه ستكون نتيجة التصويت من النواب الجمهوريين".
لم يَصْدق هذا الكلام، وصوّت غالبية نواب الجمهوريين، بزعامة ماكونيل، ضد إدانة ترامب، لأن ما جرى كان مجرد كيد سياسي ومحاكمة حزبية بمعايير أنصار أوباما.
وفي تاريخ 14 أغسطس (آب) 2023 كتبت هنا "الحكاية هنا أكبر من حصرها بشخص ترامب، فالرجل صار رمزاً لقضية وعنواناً لأمة أو تيارٍ أمريكي، وعالمي عريض، يناهض بقوة سياسات اليسار الأوبامي العالمي».
الواقع، فاز ترامب أم لم يفز بالبيت الأبيض، أمام هجوم مضاد على الاستبداد الليبرالي بصورته الأوبامية طيلة السنوات الماضية، هجوم مضاد لعل حركة إيلون ماسك المضادة لهذا التيار الليبرالي المتياسر، كمثل رفع الحماية عن أنصار الشذوذ في منصة تويتر، إكس حالياً، مجرد بداية لهذه الثورة المضادّة.
على من ألقى رهاناته كلها على نهاية الترامبية، مراجعة حساباته كلها، فما نراه اليوم هو تدشين لموجة سياسية ثقافية جديدة معاكسة للموجة الأوبامية وتوابعها البايدنية، هل يعني ذلك انتصار الموجة الترامبية في أمريكا أو خارجها؟
لا ندري، لكن من الأكيد أن هذه الحالة في ربعها الأول، ولعلنا نشهد الصعود اليميني في أوروبا.
نحتاج أن نراجع، كعرب، استهلاكنا المطلق لخلاصات وتصورات وأحكام ونكت الميديا الليبرالية الأمريكية وتوابعها الغربية ضد ترامب والترامبية.
من نافل الكلام التنبيه إلى أن هذا الرأي لا يعني "تزكية" الترمبية والوله بها.. هذا من خفيف القول وضعيف الرأي.