منزل دمره قصف إسرائيلي بجنوب لبنان
منزل دمره قصف إسرائيلي بجنوب لبنان
الإثنين 1 يوليو 2024 / 12:24

حرب إسرائيل وحزب الله ستشعل الشرق الأوسط

بعد 9 أشهر من القتال الوحشي في غزة، يبدو أن إسرائيل وحزب الله اللبناني على استعداد لتصعيد الأعمال العدائية الجارية إلى حرب أوسع نطاقاً، والواقع أن كلا الجانبين يلوحان بسيفيهما بينما تنهي إسرائيل العمليات الثقيلة في غزة لتتحول إلى الجبهة اللبنانية.

وينبغي لهذا الواقع أن يبث الرعب في قلوب زعماء العالم الذين يتعين عليهم أن يرفضوا علناً أي صراع محتمل، نظراً لإمكانية حدوث نزوح جماعي للاجئين كما حدث في عامي 2015 و2016، حسبما أفاد ألكسندر لانغلويس، محلل السياسة الخارجية الأمريكية المختص بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مقاله بموقع "ناشيونال إنترست".

تبادل الاتهامات وتصريحات نارية

ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار عبر الحدود منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، بعد يوم واحد من هجوم حماس على إسرائيل

ورفع الطرفان من حدة خطابهما وضرباتهما تدريجياً واستهدفا شخصيات ومواقع متزايدة الأهمية، في حين توعدا بحرب دموية أوسع نطاقاً. 

ولكن من الأهمية بمكان أن نلاحظ أن الموقف يبدو خارج إطار هيكل الردع الطبيعي الذي تأسس بعد حرب 2006 بين الطرفين. 

ولا يتردد الطرفان في الإدلاء بتصريحات نارية علنية، حيث كرر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تهديداته بأن بلاده ستعيد لبنان "إلى العصر الحجري"، بينما صرح زعيم حزب الله حسن نصر الله أن القتال المستقبلي "لن يكون له قواعد ولا خطوط حمراء". 

وبثت الجماعة لقطات لطائرة بدون طيار داخل المجال الجوي الإسرائيلي تسلط الضوء على قدرة الجماعة على الضرب في عمق إسرائيل.
وأرسل الرئيس جو بايدن مسؤولين كباراً إلى لبنان وإسرائيل لإقناع الطرفين بعدم الدخول في حرب شاملة، لكن هذه الجهود متعثرة. 

فلا يزال حزب الله مصراً على ربط أي وقف للقتال بوقف دائم لإطلاق النار في غزة. وعلى نحو مماثل، يفعل المسؤولون الأمريكيون الآن الشيء نفسه مع حزب الله، حيث يقدم مسؤولون مجهولون تأكيدات بأن الولايات المتحدة ستدافع عن إسرائيل في حالة الحرب. 

وعلى هذا النحو، فإن الوضع محفوف بالمخاطر، حسب الكاتب، مضيفاً "يدرك قادة الطرفين جيداً أن التهديد الأعظم لإسرائيل هو حزب الله. ويتعين على حزب الله أن يستعرض قوته ودعمه لفلسطين في إطار أيديولوجية أوسع نطاقاً للاحتفاظ بالشرعية بين قاعدته الداعمة، بينما تزعم الولايات المتحدة أنها تدعم خفض التصعيد ولكنها تواصل تصنيف نفسها في مواقف تصعيدية من خلال الدعم غير المشروط لإسرائيل".

كل الطرق تؤدي إلى الصراع

وفي هذا السيناريو، يقول الكاتب، تؤدي كل الطرق إلى الصراع. وأضاف "من المرجح جداً أن تختار إسرائيل اللجوء إلى القوة للسماح بعودة نحو 96 ألف مواطن إلى الشمال". 
وأكد أن القادة المؤثرين يعتقدون أن بلادهم قادرة على إلحاق هزيمة دائمة بحزب الله، بل ينبغي لها أن تفعل ذلك، بعد هزيمتين محرجتين في لبنان. ومن غير المرجح أن يتمكن أي من الطرفين من كبح القتال في المناطق الحدودية، على الرغم من اقتراح البعض عمليات إسرائيلية "محدودة".
ويشير الواقع إلى أن إسرائيل لن تلتزم بوقف إطلاق نار كامل ودائم في غزة، ومن غير المرجح أن تتراجع حماس عن مطالبها بالانسحاب الإسرائيلي الكامل ووقف إطلاق النار الدائم. واستبعد الكاتب أيضاً أن يتحرك حزب الله نحو وقف إطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل في غياب اتفاق.
وعلى الرغم من كل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لتحقيق نتائج إيجابية وسلمية، فقد أثبتت إدارة بايدن عجزها عن القيام بما هو ضروري لإنهاء القتال، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى اعتقاد بايدن الواضح بأن واشنطن يجب أن تلبي كل مطلب إسرائيلي.
والنتيجة هي حرب واسعة بين حزب الله وإسرائيل، ستجر إليها الولايات المتحدة. فعندما تبدأ القنابل في السقوط على تل أبيب - وسوف تسقط بأعداد كبيرة مع تجاوز ترسانة حزب الله الصاروخية التي يبلغ قوامها 150 ألف صاروخ - فمن المرجح أن يختار نتانياهو إحراج بايدن علناً بأنه لا يفعل ما يكفي لدعم صديقه وحليفه وشريكه الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط. 
وستبتلع النخبة السياسية الأمريكية الطعم وتفرض على بايدن تقديم الدعم للإسرائيليين.
وعندما تبدأ الطائرات النفاثة الأمريكية في قصف وادي البقاع، فإن خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً سيزداد بشكل كبير، مما يعرض القوات الأمريكية التي تحافظ على مواقع نائية ضعيفة الدفاع في سوريا والعراق والأردن لخطر كبير من هجمات إيرانية أو ميليشيات بالوكالة.
وفي هذا السيناريو، ستتفاقم المشاكل الإقليمية الأخرى. وسوف يخلف نزوح السكان آثاراً خارج المنطقة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات المستمرة في العراق وسوريا ولبنان.
وسوف يجبر هذا في نهاية المطاف عدداً لا يحصى من الناس على الفرار إلى أوروبا أو غيرها من البلدان الإقليمية التي تواجه بالفعل قضايا استقرار، بما في ذلك الأردن. 
ومن شأن مثل هذه النتيجة أن توازي أو تتجاوز أزمة الهجرة في الفترة 2015-2016، مما يمثل مشكلة كبرى لأوروبا وسط الحرب المندلعة في أوكرانيا واليمين المتطرف الصاعد.

سيناريو يوم القيامة

ويرى الكاتب أن المخاطر المرتبطة بحرب بين إسرائيل وحزب الله تشكل سيناريو يوم القيامة لصناع السياسات الأمريكيين، ولكنهم يستطيعون تجنب ذلك، ويجب أن يوضحوا الآن أن الولايات المتحدة لن تدعم غزواً إسرائيلياً للبنان. 
وأي شيء أقل من هذا النهج يجعل واشنطن متواطئة في عاصفة نارية من صنعها.