آثار الغارة الإسرائيلية على ميناء الحديدة (رويترز)
آثار الغارة الإسرائيلية على ميناء الحديدة (رويترز)
الأحد 21 يوليو 2024 / 17:04

كيف استطاعت إسرائيل تحديد مواقع الحوثيين؟

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن استعراض القوة الاستثنائي الذي قدمته إسرائيل في اليمن، جاء بعد تراكم استخباراتي بشأن الحوثيين منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وبعد أن أنشأت جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" وحدة خاصة تركز على تلك المنطقة، وتضم خبراء متخصصين.

 

وأضافت الصحيفة في تحليل تحت عنوان "بين اليمن وإيران.. الإبحار عبر التهديدات"، أن المسافة كانت طويلة، وربما أطول من جميع الرحلات الجوية التي نفذتها إسرائيل بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ولكن العملية كانت ناجحة وفاجأت الحوثيين الذين شاهدوا ألسنة اللهب المشتعلة في مخازن الوقود والنفط عن بعد، وأوضحت أن جميع الطائرات عادت بسلام إلى قواعدها.

 

 


الحرب على جبهتين

ووصفت يديعوت الهجوم بـ"المثير" نظراً لتنفيذ هجمات على جبهتين، غزة التي امتدت لأكثر من 9 أشهر، واليمن البعيدة عن إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك أن الانتقام جاء بعد يوم من الهجوم على تل أبيب، وقبل يوم من مغادرة نتانياهو لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأمريكي.


توسيع الحرب بالحوثيين

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن ميليشيا الحوثي كانت قد نفذت سلسلة من الهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على أهداف إسرائيلية وأمريكية في ديسمبر (كانون الأول)، واصفة إياها أنها الجماعة "الأكثر وحشية" في محور المقاومة المدعوم من إيران، والتي اختارتها إيران لمحاولة توسيع الحرب مع إسرائيل على جبهات إضافية، بينما لا تخاطر بنفسها.
ووفقاً للصحيفة، تقول مصادر أمريكية وإسرائيلية، إن الحوثيين هم الخيار المفضل للمرشد الإيراني علي خامنئي لتصعيد القتال ضد إسرائيل في مختلف أنحاء الشرق الأوسط على افتراض أنه لن يؤدي إلى تصعيد شامل، وأشارت يديعوت إلى أن إسرائيل لسنوات، لم تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديداً مباشراً، على الرغم من أنه في العديد من التقييمات التي أجراها كبار مسؤولي المخابرات الإسرائيلية قبل هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كان هناك حديث عن "تعدد الساحات" التي تشمل حزب الله وحماس والجهاد والحوثيين.
ونقلت عن مصادر استخباراتية إسرائيلية، أن إيران حاولت التأثير على الحوثيين قبل فترة طويلة من هجوم حماس للمشاركة بطريقة ما في الهجمات ضد إسرائيل، حيث طلبت  مهاجمة سفن الشحن المملوكة لإسرائيل.

 

 


وحدة استخباراتية جديدة

وأوضحت الصحيفة أنه بعد وقت قصير من بداية الحرب في غزة، تم إنشاء وحدة خاصة في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" لتعزيز جمع المعلومات عن الحوثيين، وعلاقاتهم بإيران.
ونقلت يديعوت عن مصادر استخباراتية أمريكية وإسرائيلية أن نظام الاستخبارات والعمليات التابع للحرس الثوري، يعمل بأوامر مباشرة من المرشد علي خامنئي، والذي طلب من الحوثيين شن سلسلة الهجمات، لكن الحوثيين فعلوا أكثر مما طُلب منهم، وعندما أرادت إيران تهدئتهم بعد هجوم أمريكي على أهدافها في سوريا والعراق، اضطر قائد فيلق القدس الجنرال إسماعيل قاآني إلى السفر إلى اليمن بنفسه للمطالبة بوقف مؤقت، ولو ضد الأهداف الأمريكية فقط.