صورة وزعتها وكالة الصحافة الفرنسية لاعتراض اسرائيلي لصاروح أطلقه حزب الله اليوم
صورة وزعتها وكالة الصحافة الفرنسية لاعتراض اسرائيلي لصاروح أطلقه حزب الله اليوم
الأحد 25 أغسطس 2024 / 15:12

سيناريوهات الصراع.. كيف يتطور التصعيد الأخير بين "حزب الله" وإسرائيل؟

كانت المرة الأخيرة التي خاضت فيها إسرائيل حرباً مع حزب الله عام 2006، وفي حينه هددت "بإعادة عقارب الساعة في لبنان إلى الوراء عشرين عاماً" وطرد الحزب من الحدود، وعندما انتهى الصراع بعد شهر، كان حزب الله قد تعرض لضربات قوية لكن مقاتليه بقوا في مكانهم.

انخرط الجانبان في أكبر تبادل لإطلاق النار منذ عام 2006،

 أدت عمليات الاغتيال المتتالية لكبار الشخصيات في "حزب الله" وحليفته "حركة حماس" الشهر الماضي؛ إلى تعزيز المخاوف من أن العدوين اللدودين ــ اللذين تبادلا الضربات بقوة متزايدة منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر(تشرين الأول) ينزلقان مرة أخرى نحو حرب شاملة.

أكبر تبادل للنار

وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن هذه المخاوف اكتسبت زخماً متجدداً اليوم الأحد، عندما انخرط الجانبان في أكبر تبادل لإطلاق النار منذ عام 2006، حيث شنت إسرائيل موجة من الغارات الجوية في جنوب لبنان، وأطلق حزب الله أكثر من 300 صاروخ على إسرائيل؛ رداً على اغتيال القيادي بحزب الله، فؤاد شكر، في الشهر الماضي.
وترى الصحيفة أن  الصراع الكامل من شأنه أن يضع الجيش الأكثر تطوراً في الشرق الأوسط، والذي تدعمه معدات وأسلحة غربية متقدمة، في مواجهة أكثر الجهات الفاعلة غير الحكومية تسليحاً في العالم، كما تطورت قدرات كل من إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران منذ ذلك الحريق قبل 18 عامًا، مما يهدد بجعل الصراع التالي الذي من المحتمل أن يجتذب آخرين أكثر تدميراً.

 وعلقت رئيسة برنامج الشرق الأوسط في مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث سنام فاكيل: تغيرت الديناميكيات منذ عام 2006. وما يجعل هذا الوقت أسوأ هو أن الحرب اليوم لن تكون صراعًا بين إسرائيل وحزب الله فقط"، مع انخراط أعضاء آخرين بقيادة إيران.
وأضافت أن هذه المجموعة التي تضم الحوثيين في اليمن والميليشيات في العراق وسوريا، فضلاً عن حماس "تعمل وتنسق بطريقة عابرة للحدود الوطنية، مما يعني أن الحرب لن تقتصر على منطقة جغرافية محددة وستجر وتؤثر على الشرق الأوسط الأوسع".

وتلفت الصحيفة البريطانية إلى أن إسرائيل من بين أفضل الجيوش تجهيزاً في العالم، بما يعادل معايير حلف شمال الأطلسي، وتمتلك أسلحة أمريكية الصنع مثل طائرات إف-35 المقاتلة، فضلاً عن أنظمة الدفاع الجوي المتطورة وغيرها من المعدات الجديدة، كما قامت إسرائيل بتطوير صناعة أسلحة محلية متطورة تنتج دباباتها ومركباتها المدرعة ودفاعاتها الجوية وصواريخها وطائراتها بدون طيار. 

 لكن حزب الله الذي يتخذ من لبنان مقراً له، والذي يقدر المحللون عدد مقاتليه بين 20 ألفاً و40 ألف مقاتل، يمثل أيضاً قوة أكبر مما كانت عليه في عام 2006. فهو يمتلك الآن ترسانة أكبر حجماً وتطوراً من الصواريخ والطائرات بدون طيار، ومعظمها من إيران، لإنشاء قوة قتالية متفوقة بشكل كبير على حماس.
وتشير تقديرات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة إلى أن حزب الله يمتلك ما بين 120 ألفاً و200 ألف قذيفة، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة والطائرات بدون طيار المسلحة، فضلاً عن الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات.
كما أصبح حزب الله الآن قادراً على ضرب جميع أنحاء إسرائيل وتحديد الأهداف الاستراتيجية بدقة ــ وهذا يعني أن أي بلدة أو مدينة لن تكون آمنة.

هجمات يومية

 ويواصل حزب الله إطلاق النار على إسرائيل منذ هجوم السابع من أكتوبر الذي أشعل فتيل حرب إسرائيل في غزة، حيث تبادل الجانبان الهجمات بشكل شبه يومي.
وهو أرسل طائرات استطلاع بدون طيار إلى عمق إسرائيل، واخترقت الدفاعات الجوية المتطورة لالتقاط لقطات لمواقع عسكرية، كما استخدم  صاروخ أرض-جو إيراني الصنع لأول مرة في يونيو (حزيران)، مما أجبر الطائرات المقاتلة الإسرائيلية على التراجع.
وقال قاسم قصير، المحلل اللبناني المقرب من حزب الله، إن المجموعة نشرت حوالي 5000 صاروخ من مخزونها منذ أكتوبر مع الاحتفاظ بالعديد من المقذوفات الأكثر تقدمًاً في الاحتياط، بما في ذلك الأسلحة الأبعد مدى. وقدر أن المجموعة استخدمت 10 في المائة فقط من قدرتها العسكرية واللوجستية والبشرية خلال تلك الفترة.
وتشير الصحيفة إلى أن  حزب الله غامض بشأن ترسانته للحفاظ على "غموض استراتيجي"، لكنه يدعي أن لديه حوالي 100000 مقاتل.