ميّز أستاذ الأعمال الدولية في جامعة فلوريدا الدولية جيري هار وأستاذ العمليات وسلاسل التوريد العالمية في جامعة جورج تاون ريكاردو إرنست بين العولمة والعالمية.

بلغ حجم التجارة العالمية رقماً قياسياً في 2022 وهو 32 تريليون دولار
 ويرى الكثير من الوسطيين العقلانيين اليوم أن العولمة، بعبع الانعزاليين والحمائيين وناشطي البيئة والعمل، في طور الاحتضار إن لم تكن قد ماتت أصلاً. لكن الكاتبين سردا في مؤسسة "ناشونال إنترست" ما اعتبراه مجموعة من الأدلة التجريبية المقنعة التي تثبت العكس.

أرقام حديثة

مؤخراً، أعلنت شركة أبل أنها ستصنع 25 في المئة من منتجاتها في الهند بسبب الاضطرابات في الصين. وخصصت أكبر شركة لتصنيع رقاقات الحواسيب المتقدمة حول العالم تي.أس.أم.سي 12 مليار دولار لبناء مصنع في أريزونا لأشباه الموصلات في 2020 وأعلنت مذذاك عن افتتاح ثاني مصنع للرقاقات الإلكترونية هناك، رافعة استثمارها في الولاية إلى 40 مليار دولار. واستثمرت نوا آيتك، وهي مورد صيني لشركة تسلا، 100 مليون دولار في مصنع جديد بمونتري المكسيكية بينما وسعت مجموعة التجميل البرازيلية المتعددة الجنسيات ناتشورا حضورها في 73 دولة على امتداد جميع القارات باستثناء أنتاركتيكا. في الواقع، يكمن مصدر كبير للتشاؤم والهجمات ضد العولمة في الخلط الواسع النطاق بين العولمة والعالمية.
January 30, 2023

ما هو الفارق؟
يشرح الكاتبان أن العالمية هي عقيدة، مجموعة صلبة من المعتقدات بأنه يجب أن يكون الأفراد والسلع والخدمات والرساميل قادرين على الانتقال من دون قيود عبر الحدود وبأنه يجب توقيع اتفاقات لتعزيز الترابط والاعتماد المتبادل. من جهة أخرى، إن العولمة هي الدينامو، العملية الفعلية للتبادلات العابرة للحدود للمنتجات والخدمات والأفراد والمعلومات والأموال. إنها عملية مرنة وسريعة الحركة بالرغم من أنها تتأثر غالباً بعوامل خارجية مثل الجوائح والكوارث الطبيعية والتغير المناخي والاضطرابات الأهلية والسلامة العامة.

العولمة تتطور
رداً على أولئك الذين يدعون أن العالم دخل مرحلة تفكك للعولمة، بإمكان المرء الإشارة إلى أن حجم وقيمة التجارة العالمية قد توسعا بـ4 و6 في المئة على التوالي منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية سنة 1995. إضافة إلى ذلك، إن تجارة الخدمات المستثناة من تقارير التجارة الدولية تتخطى 6.1 تريليون دولار وهي تمثل أكثر من خمس تجارة السلع والخدمات. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن تجارة الخدمات، وعلى عكس تجارة السلع، تنتج فائضاً سنوياً للولايات المتحدة. في حين أن العالمية ثابتة، فهي في نهاية المطاف عقيدة، تتطور العولمة.