عمت احتجاجات طلابية بسبب الحرب في غزة الولايات المتحدة، وأزالت الشرطة عددا من المخيمات، أحياناً بعد مواجهات بين محتجين وآخرين مناهضين لهم.

وأُزيلت خيام محتجين آخرين بعد موافقة جامعات على مطالب المحتجين فيما تتواصل بعض الاحتجاجات في أماكن أخرى.

مطالب المتظاهرين

أصدر الطلاب في الجامعات التي اندلعت فيها الاحتجاجات دعوات لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة وغيرها من الشركات المستفيدة من الحرب، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية أو الطرد بسبب الاحتجاج.

ويتظاهر الطلاب احتجاجاً على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة والتي بدأت بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

المؤيدون للفلسطينيين

تجتذب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين طلاباً وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات مختلفة تشمل مسلمين ويهوداً. ومن المجموعات المنظمة للاحتجاجات "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام".

وتشهد المخيمات أيضاً إقامة صلوات بين الأديان وعروضاً موسيقية، فضلاً عن مجموعة متنوعة من برامج التدريس.

وينكر المنظمون مسؤوليتهم عن العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل، غير أن بعض الطلاب اليهود قالوا إنهم يشعرون بالخوف في الحرم الجامعي وبالقلق من الهتافات التي يصفونها بمعادية للسامية.

ويقول مديرو الجامعات وبعض القيادات بالمدينة إن نشطاء من خارج الحرم الجامعي شاركوا في الاحتجاجات أو نظموها. وعلى سبيل المثال، قالت جامعة تكساس في أوستن إن 45 من أصل 79 معتقلاً في حرمها الجامعي في 29 أبريل(نيسان) لا تربطهم أي صلة بالجامعة.

المحتجون المناهضون

تقود جماعات إسرائيلية أمريكية وصهيونية وطلاب ويهود الاحتجاجات المناهضة في الجامعات.

وحضر المئات مسيرة مضادة في جامعة كاليفورنيا، بلوس أنجليس من تنظيم جماعة المجلس الإسرائيلي الأمريكي المؤيدة لإسرائيل. ونشر طالب يهودي في جامعة كاليفورنيا مقطعاً مصوراً لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين يمنعونه من دخول منطقة في الحرم الجامعي.

ونشب شجار في جامعة كاليفورنيا بيركلي في 1 مايو(أيار) بين مؤسس مشارك لجماعة طلاب يدعمون إسرائيل الصهيونية وبين محتج مؤيد للفلسطينيين.

وفي جامعة أريزونا ستيت، ساعد طلاب من الاحتجاجات المناهضة الشرطة في إزالة مخيم المؤيدين للفلسطينيين في 27 أبريل(نيسان).

وهتف مئات الطلاب في جامعة مسيسبي ضد المحتجين المؤيدين للفلسطينيين في 2 مايو (أيار)، ولوح بعضهم بأعلام أمريكية ولافتات تدعم الرئيس السابق دونالد ترامب.

رد السلطات

وجه بعض القائمين على إدارة الجامعات دعوات إلى سلطات إنفاذ القانون لاعتقال محتجين وإزالة مخيمات وفض اعتصامات، فيما سمح البعض الآخر باستمرار  المخيمات أو توصلوا إلى اتفاقات لإنهاء الاحتجاجات.

وأدخلت جامعة كولومبيا الشرطة في 18 أبريل(نيسان) بعد يوم من إقامة طلاب مخيماً في الحرم الجامعي في مانهاتن. وداهمت الشرطة مجدداً المخيم ومبنى يشغله طلاب في 30 أبريل(نيسان) واعتقلت مئات. وقالت نعمت مينوش شفيق رئيسة الجامعة إن المخيم كان احتجاجاً غير مصرح به جعل الحرم الجامعي "لا يُحتمل" لكثير من الطلاب اليهود.

وسمحت جامعة كاليفورنيا بيركلي بإقامة مخيم مؤيد للفلسطينيين، شرط ألا لا يعرقل سير عمل الحرم الجامعي ولا يشكل تهديداً بالعنف.

وتوصلت جامعات نورث وسترن، وبراون، وروتغرز، إلى اتفاقات لإزالة الخيام. وستصوت جامعة براون على سحب استثمارات محتمل من شركات على صلة بإسرائيل. ووافقت جامعة روتغرز على إقامة مركز ثقافي عربي والنظر في إنشاء قسم  لدراسات الشرق الأوسط.

تأثير على الجامعات

تعين على جامعة كولومبيا في بعض الأحيان التحول إلى عقد جميع الفصول الدراسية عبر الإنترنت.

وألغت جامعة ساذرن كاليفورنيا حفل التخرج في قاعتها الرئيسية بعد إلغاء خطاب طالبة مسلمة حلت الأولى على زملائها في الدراسة، وبعد اعتقال العشرات عقب إزالة الشرطة مخيماً مؤيداً للفلسطينيين.

وألغت جامعة كاليفورنيا ستيت للفنون التطبيقية في هومبولت الحضور الشخصي بعد أن تحصن طلاب في مبنى إداري.

وقالت جامعة ميشيغان إنها ستسمح بحرية التعبير والاحتجاج السلمي في احتفالات التخرج في أوائل مايو(أيار) لكنها ستوقف "التعطيل الكبير" للدراسة.

 

وقال الرئيس جو بايدن لصحافيين يوم الخميس إن للأمريكيين الحق في التظاهر، لا إطلاق العنان للعنف. ويواجه بايدن انتقادات من محتجين لتزويده إسرائيل بأموال وأسلحة.

ووصف ترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات 2024، الاحتجاجات في الجامعات بـ"كراهية هائلة"، وقال إن مداهمة الشرطة جامعة كولومبيا في 30 أبريل(نيسان) "مشهد يسر الناظرين".