باتت إيران اليوم دولة على عتبة امتلاك السلاح النووي وفق أغلبية كبيرة من العلماء، دون أن يتضح موعد تحولها إلى دولة نووية بشكل كامل.

وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، هذا الأسبوع إن إيران ليست على بعد أشهر بل أسابيع من امتلاك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتطوير قنبلة نووية، لكنه أوضح أن هذا لا يعني أن إيران ستستفيد من الأسلحة النووية في هذا الإطار الزمني.

تهديد للعالم أجمع

وذكرت "جيروزاليم بوست" أن إيران لا تشكل تهديداً لإسرائيل فحسب، بل للعالم أجمع، وستستمر في طريقها حتى تملك قنبلة نووية أو يستيقظ العالم ليضع حداً لطهران رغم ادعاء الأخيرة مراراً  أنها لا تنوي تخصيب اليورانيوم إلى المستوى المطلوب لصنع قنبلة نووية، فإن البيانات الصادرة عن منشآتها النووية تثبت عكس ذلك تماماً.

لا يزال البعض يتذكر العلاقات الطيبة بين إيران وإسرائيل قبل 50 عاماً والتي استثمرت إسرائيل بكثافة فيها، فزودت إيران بالأسلحة والخبرة الزراعية قبل سقوط التحالف السياسي "تحالف المحيط" مع انهيار حكم الشاه بهلوي في 1979 بعد عودة الخميني من المنفى.

واحتضنت إيران الخميني، التطرف الإسلامي والأيديولوجيا المناهضة للغرب والمعادية للصهيونية وأنجبت ما يطلق عليه "محور المقاومة" وبدأت إيران إحكام قبضتها على سوريا ودعمها ضد إسرائيل ومساعدتها بالسلاح، كما جعلت لبنان قاعدتها العسكرية الأمامية ضد إسرائيل، وجهزت نفسها، وفقاً للتقديرات، بنحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، بعضها موجه بدقة، للمضي قدماً في خطتها  للقضاء على إسرائيل.

إيدلوجيا المناهضة

وتشيّر الصحيفة، إلى أن "الإيديولوجيةا المناهضة" للغرب التي تتبناها إيران، والتي تعتبر الولايات المتحدة "الشيطان الأكبر" وإسرائيل  "الشيطان الأصغر"، والمصممة على إلحاق الضرر بالمصالح الغربية، تسببت في عدد لا يحصى من الهجمات القاتلة وعثر على بصمات إيران ووكلائها في هجوم 1994 على مبنى الجالية اليهودية في الجمعية اليهودية الأرجنتينية في بوينس آيرس.

وفي سبتمبر (أيلول) 1992، وقع هجوم إرهابي في مطعم في برلين، بألمانيا، فيما اعتبر أخطر هجوم من دولة أجنبية على  ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية وفي ذلك الوقت، أمرت المحكمة بالقبض على عملاء الحرس الثوري الإيراني.

وفي أغسطس (آب) 2002، كشفت جماعة إيرانية معارضة معلومات عن  مفاعلات نووية سرية في نطنز وباراك، في انتهاك للاتفاق الثنائي بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لتنفيذ معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

ورغم تهديد إيران بتدمير دولة عضو في الأمم المتحدة، فإن العالم الغربي يظل صامتاً، وبالتالي متواطئاً، بينما يتسابق زعماء الدولة الإيرانية لبسط هيمنتهم القاتلة وهيمنتهم على العالم بالإرهاب وتطوير قنبلة نووية.

وبينّت الصحيفة، أن العقوبات الاقتصادية لم تؤثر على إيران إلا بشكل طفيف، لأن العديد من الشركات في فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، عرفت كيفية التحايل عليها. كما أن الحظر الغربي على الأسلحة وقطع الغيار اللازمة للمشروع النووي الإيراني كان غير فعال.

حرب الوكلاء

ومن خلال وكيلها ميليشيات الحوثي، تهدد إيران أيضاً البحر الأحمر وتؤذي حرية الملاحة العالمية كما تعمل على تجهيز أسوأ أعداء إسرائيل والمنطقة، من، حزب الله، والميليشيا الحوثية، والميليشيات العراقية المسلحة، بأفضل الأسلحة.

وذكرت "جيروزاليم بوست" أن تدمير بطاريات الصواريخ السوفييتية المصممة لحماية المنشأة النووية في إيران كان رسالة إلى طهران مفادها أن إسرائيل لن تقبل تسلحها النووي وربما أيضاً إشارة إلى الولايات المتحدة، مفادها أنه إذا لم تتحرك لتدمير التهديد النووي الإيراني، ستفعل إسرائيل منفردة.

وختمت الصحيفة، بالقول: "أخطأت إسرائيل والولايات المتحدة بالسماح لهذا الوحش بالنمو إلى هذه الأبعاد المرعبة والوصول إلى القدرة على تهديد إسرائيل مباشرة، ومن خلال وكلائها في الشرق الأوسط".