في بداياتي مع عالم القراءة الساحر والذي ما زلت أعيش سحره حتى اليوم، كانت معظم قراءاتي في كتب تطوير الذات، وخاصة لكبار المختصين في هذا المجال أمثال توني روبنز وبريان تريسي وغيرهما. هذه الكتب، بالإضافة إلى محاضرات هؤلاء الكتّاب تحوي الكثير من المعلومات والتجارب الناجحة التي كان لها الأثر الكبير في جعلي إنساناً أفضل مما كنت عليه في السابق دون أدنى شك.
بفضل قراءاتي في شتى المجالات، والتجارب الكثيرة التي عشتها، سواء على المستوى المهني أو الشخصي، وضعت نصب عيني الالتزام بهذه اللاءات السبع، قدر الإمكان، من أجل الحفاظ على السلام الداخلي وتعزيز العلاقات الاجتماعية، ومن أجل حياة أكثر سعادة وإيجابية. وهنا تستحضرني مقولة أرسطو حيث يقول: "السعادة تعتمد علينا نحن".

1ـ لا تُجامل على حساب راحتك

المجاملة تعتبر من الأخلاقيات الحميدة وربما تكون ضرورة في بعض الأحيان، ولكن عندما تكون المجاملة على حساب راحتك النفسية والجسدية، فإنها تتحول إلى عبء لا لزوم له. يجب أن تكون صادقاً مع نفسك ومع الآخرين، ولا تتردد في قول "لا" عندما تشعر بأن الأمر سيسبب لك الضيق أو الإرهاق. الحفاظ على راحتك وسلامتك يجب أن يكون أولوية.

2ـ لا تُصاحب السلبيين

الأشخاص السلبيون ينشرون بطبيعتهم طاقة سلبية قد تؤثر على مزاجك وحياتك بشكل عام. كما أن المحيط الاجتماعي له تأثير كبير على صحتك النفسية. لذلك، من الأفضل أن تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين يدعمونك ويشجعونك على التقدم، واختر أصدقاءك بعناية وتجنب أولئك الذين يسببون لك الإحباط أو ينشرون السلبية. الإنسان هو، كما تزعم بعض الدراسات، حصيلة أكثر خمسة أشخاص يتواصل معهم. لذلك كُن حريصاً ودقيقاً في اختيارك لأصدقائك.

3ـ لا تُضِع وقتك في جدالات عقيمة

الجدالات العقيمة تستنزف وقتك وطاقتك دون أن تصل بك إلى نتيجة مثمرة. بدلاً من الانخراط في نقاشات لا طائل منها، حاول التركيز على الأمور التي تضيف قيمة لحياتك. إذا وجدت نفسك في موقف جدال لا ينتهي، انسحب بلباقة ووجه طاقتك لأمور أكثر فائدة. على المستوى الشخصي، توقفتُ عن الدخول في نقاشات وجدالات في وسائل التواصل الاجتماعي، وكان لهذا القرار الأثر الإيجابي الكبير في التركيز على أهدافي وزيادة إنتاجيتي.

4ـ لا تُكابر في الخطأ

الجميع يخطئ، وهذا جزء من الطبيعة البشرية. الاعتراف بالخطأ ليس ضعفاً، بل هو دليل على النضج والحكمة. عندما تُخطئ، اعترف بذلك وتعلم من تجربتك ولا تجعل الكبرياء تمنعك من الاعتذار وتصحيح الخطأ. فالتواضع في قبول الخطأ والتعلم منه يساعدك على النمو والتطور ويُكسبك الاحترام.

5ـ لا تتخذ قراراً في لحظة غضب

الغضب يُعمي العقل ويؤدي في أحيان كثيرة إلى اتخاذ قرارات متهورة قد تندم عليها لاحقاً. عندما تشعر بالغضب، خذ وقتاً كافياً لتهدأ قبل أن تتّخذ أي قرار. فالتفكير بهدوء وروية يساعدك على اتخاذ قرارات صائبة ومتزنة. القرارات التي تتخذ في لحظات الهدوء غالباً ما تكون أكثر حكمةً وصواباً.

6ـ لا تُقارن نفسك بغيرك

المقارنة مع الآخرين تُعتبر من أكبر مسببات الشعور بالنقص والإحباط. لكل شخص رحلته الخاصة وظروفه الفريدة وأهدافه التي تختلف عنك. لذلك، ركّز على تحقيق أهدافك وتطوير ذاتك بدلاً من مقارنة نفسك بالآخرين. واعمل على تحسين نقاط ضعفك واستغلال نقاط قوتك. فالسعادة تأتي من التقدم الشخصي وليس من مقارنة نفسك بالآخرين.

7ـ لا تشمت بأحد

الشماتة تصرف غير أخلاقي يُظهر نقصاً في التعاطف والتفهّم. فالفرح بمصائب الآخرين قد يعكس صورة سلبية عن شخصيتك ويسبب لك شعوراً بالذنب لاحقاً. بدلاً من الشماتة، حاول أن تكون متفهماً وداعماً للآخرين في أوقات محنتهم، حتى وإن سبق أن تعرضت للإساءة منهم. التعاطف والرحمة تجعل العلاقات الإنسانية أكثر جمالاً وسلاماً.
في الختام، الالتزام بهذه اللاءات السبع أو غيرها من اللاءات المشابهة جدير بأن يمنحك السعادة والسلام الداخلي الذي تستحقه، ويمنحك الهدوء والتركيز اللازمين لتحقيق أهدافك بعيداً عن الضجيج والمنغصات.