يقول أحد مربي النحل، في سان سيلف، جنوب غرب فرنسا، إن شهر يونيو (حزيران) الجاري، كان من المفترض أن يكون شهر "تدفق العسل"، لكن القليل من خلايا النحل تضم تلك الكائنات عن الرحيق، وأصبح عدد النحل قليل جداً في فرنسا.

ويعود السبب إلى تغير المناخ، فالأمطار الغزيرة وتذبذب درجات الحرارة وتطرفها، يدمر موائل النحل، وتشعر فرنسا بخطر فقدان هذه الحشرة بالغة الأهمية في النظام البيئي ككل.


أزهار مبتلة

ويقول النحال الفرنسي، دومينيك لافورس، لموقع "يورو نيوز": "من المفترض أننا نعبئ العسل بكميات كبيرة، لكن اليوم النحل قليل جداً، الأمطار تبلل الأزهار إلى درجة لا يستطيع فيها النحل الدخول لجمع الرحيق، وإن دخل لا يتمكن من استخراجه، ناهيك عن صعوبة طيرانه في ظل هذه الظروف، ما يحدث في غير موسمه وبغير درجته المعتادة، لذا نفقد العسل وسنفقد النحل بدوره لا محالة شيئاً فشيئاً".
وفي السنوات الأخيرة اعتمدت المفوضية الأوروبية، استراتيجيتها للتنوع البيولوجي، لمدة 10 سنوات، بهدف وضع البيئة الطبيعية للقارة على مسار التعافي
وتتضمن الخطة أهدافًا للنحل، بما في ذلك "وقف وعكس انحدار الملقحات"، ووفقًا للاستراتيجية؛ سيعمل الاتحاد الأوروبي على توسيع مناطق طبيعية حالية، مع حماية صارمة للمناطق ذات التنوع البيولوجي العالي جدًا والقيمة المناخية، وسيعمل على إصلاح المناظر الطبيعية التي تتمتع بإمكانات عالية لالتقاط وتخزين الكربون ومنع وتقليل تأثير الكوارث الطبيعية.


مشكلة أخرى

ويقول، مارك أندريه سيلوس، عالم الأحياء الدقيقة في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، إن الطقس المتطرف مثل المطر هو مجرد مشكلة أخرى تواجه النحل، وهناك أزمات مناخية وبيئية عدة تهدده، ما قد يؤدي إلى ندرة أنواع، أو انقراضها.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وافق مجلس الاتحاد الأوروبي على مشروع قانون تاريخي يهدف إلى تعزيز التنوع البيولوجي في التكتل، لكن الخبراء يقولون إنه في حالة عدم التعامل بسرعة مع تغير المناخ والمبيدات الحشرية وفقدان الموائل، قد يختفي النحل.