مع زيارة واشنطن هذا الأسبوع، يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد انتقل من دوامة سياسية إلى أخرى.

بعض المحللين يقولون إن نتانياهو فقد بريقه

ويواجه نتانياهو غضباً في إسرائيل حول الحرب الطويلة في غزة، والإخفاق في استعادة الرهائن المحتجزين في القطاع، بينما واشنطن منقسمة حول طريقة إدارة الحرب ومعاملة الفلسطينيين.
لكن الإدارة الأمريكية والبلاد بأكملها تنشغلان بالاضطراب السياسي الذي سببه انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي الأحد.
وكتبت إيزابيل كيرشنر في صحيفة "نيويورك تايمز" "لم يكن هذا ما يدور في خلد نتانياهو عندما خطط لأول زيارة له لواشنطن منذ نحو 4 أعوام. ويفترض أنه سيلتقي وجهاً لوجه مع بايدن، على رغم أنه من غير المعروف متى. وكذلك من المتوقع أن يلتقي نائب الرئيس كامالا هاريس، التي ستصير مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة".

ومن المقرر أن يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونغرس اليوم، أملاً في الحصول على دعم في مواجهة الضغط الدولي المتصاعد لوقف الحرب في غزة.

دعم حزبي

وصرح نتانياهو قبيل مغادرته إسرائيل الإثنين: "سأسعى إلى ترسيخ دعم الحزبين الذي يعد مهماً جداً لإسرائيل في وقت الحرب ووسط عدم اليقين هذا، من المهم أن يعرف أعداء إسرائيل، أن أمريكا وإسرائيل تقفان معاً اليوم وغداً ودائماً". 

وقد يكون التوقيت معقداً بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي. لكن من المهم أيضاً أن يضمن دعم بايدن للأشهر المتبقية من ولاية الرئيس، حتى مع تزايد التوتر في علاقتهما مؤخراً، في ظل تباين أهدافهما في الشرق الأوسط إلى حد ما.
ويهدف نتانياهو أيضاً إلى إعادة تأهيل صورته على المسرح العالمي - على الأقل بالنسبة لجمهوره في وطنه، حيث يخوض معركة مستمرة من أجل بقائه السياسي. لكن بعض المحللين السياسيين أشاروا إلى أنه هو الشخص الوحيد الذي لا يزال يعلق أهمية على زيارته للولايات المتحدة.
وقال العامل في مجال استطلاعات الرأي ميتشل باراك الذي عمل مساعداً لنتانياهو في التسعينات: "ما من أحد يركز على هذا.. في أقل من 10 أيام حصلت محاولة اغتيال لرئيس بينما انسحاب رئيس آخر من السباق"، في إشارة إلى الفوضى التي تسود أمريكا.

وأضاف "هذا ليس الوقت المناسب-بالنسبة لأمريكا وإسرائيل".

أشرس الحلفاء

وعندما يخاطب نتانياهو الكونغرس اليوم، فإن بعض أشرس حلفائه سيكونون جالسين إلى جانب أكثر منتقديه. 

ووجهت الدعوة لإلقاء الخطاب بشكل مشترك من قبل أكبر أربعة زعماء في الكونغرس، إظهاراً للوحدة بين الحزبين، وهو ما يتناقض مع نقاش متوتر وراء الكواليس حول استقباله.

وانتقد زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، نتانياهو بشدة ودعاه إلى التنحي هذا العام. لكنه برر انضمامه إلى دعوة نتانياهو، قائلاً إن علاقة أمريكا بإسرائيل "تتجاوز شخصاً واحداً أو رئيس وزراء".
وكنتيجة لذلك، من المتوقع أن يكون هذا الخطاب أقل حدة من الخطاب الذي ألقاه نتانياهو أمام الكونغرس عام 2015، عندما دعاه رئيس مجلس النواب وقتذاك من دون إبلاغ البيت الأبيض، مما أثار غضب الرئيس باراك أوباما.
واستغل نتانياهو حينها منبر الكونغرس للهجوم على إدارة أوباما لإبرامها الاتفاق النووي مع إيران، مما أدى إلى دق إسفين في الدعم التقليدي للحزبين لإسرائيل الذي طالما اعتمدت عليه.
ومن المتوقع أن يكون خطاب نتانياهو اليوم أكثر تصالحية.
ومع ذلك، يأتي الخطاب في وقت تعهدت هاريس بفعل كل شيء لتوحيد حزبها والأمة، بينما قد تسفر زيارة نتانياهو عن إحداث مزيد من التصدعات، في وقت يخطط بعض الديمقراطيين لمقاطعة خطابه أو عرقلته.
لقد كانت هاريس أكثر انتقاداً من بايدن، منذ بدأت إسرائيل هجومها العسكري في غزة رداً على الهجوم الإرهابي، الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
ورفضت هاريس أن تترأس الجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس عندما سيتحدث نتانياهو اليوم.

وأشار مساعد لها إلى تضارب في جدول المواعيد، لافتاً إلى أنه يجب أن لا يفسر غيابها على أنه تغيير في التزامها أمن إسرائيل، وإلى أنها ستجتمع مع نتانياهو هذا الأسبوع في البيت الأبيض.
كذلك، كانت الزيارة محل انتقادات الكثير من الإسرائيليين، الذين يرون أنه ما كان عليه مغادرة البلاد في الوقت الذي تقاتل أعداء على جبهات عدة، وقبل أن يؤمن استعادة الرهائن من غزة.
ووصف القنصل العام الإسرائيلي السابق في نيويورك آلون بنكاس الزيارة بأنها "رحلة غرور". وأضاف ومعلقين آخرين، أن نتانياهو يفكر أنه بإلقائه لخطاب قوي أمام الكونغرس، يعيد بث الحياة في قاعدة الداعمين له في إسرائيل، ممن كانوا يعجبون في الماضي بمهاراته الخطابية في الخارج.
لكن عندما يتعلق الأمر بالمكانة الدولية، فإن بعض المحللين يقولون إن نتانياهو فقد بريقه.