قال الكاتب الإسرائيلي، مايكل ميلشتاين إن اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي في حركة "حماس" الفلسطينية خلفاً لإسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران، كان مفاجئاً لكل باحث أو مُحلل إسرائيلي أو عربي، موضحاً أن هذا التعيين سيكون رمزياً، فأنفاق غزة التي مزقتها الحرب، لا يمكن أن تشهد اجتماعات قيادية واتصالات مع القادة الدوليين، أو الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام.

وتساءل الكاتب في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تحت عنوان "إسرائيل تقف عند نفس النقطة التي كانت عليها قبل اغتيال هنية"، عن سبب "الخطوة الغربية"، موضحاً أن هناك 3 أسباب محتملة، السبب الأول يتمثل في ضغوط شديدة من جانب إيران التي تكره القيادي خالد مشعل الذي تولى هذا المنصب بشكل مؤقت حتى إعلان تولي السنوار.

أما عن الاحتمال الثاني بحسب الكاتب، فهو أن هذه الخطوة قطرية تهدف إلى إخراج السنوار من قطاع غزة مما يسمح بإنهاء الحرب، والاحتمال الثالث، وهو الأكثر ترجيحاً، هو أن يكون هذا لفتة رمزية من قيادة حماس في الخارج تجاه "الإخوة في الجبهة" في وقت لن يتمكن فيه السنوار من ممارسة هذا الدور بشكل فعلي، وستستمر قيادة الحركة سياسياً من كبار المسؤولين المقيمين في الخارج.

 الوضع لم يتغير

وعلق الكاتب: "في كلتا الحالتين، يبدو أن اليوم التالي لتعيين السنوار لن يختلف كثيراً عن اليوم الذي قبله، بما في ذلك موضوع الصفقة، حتى قبل اغتيال هنية، حيث كان السنوار هو النغمة الأساسية عندما يتعلق الأمر بإدارة الحرب وكذلك الصفقة"، مشيراً إلى أن "كبار مسؤولي حماس في الخارج يحاولون إعادة الأمور إلى طبيعتها بعد تعيين السنوار، والتأكيد على أن السنوار تم انتخابه بالإجماع، وأن أبواب المفاوضات تبقى مفتوحة من وجهة نظر الحركة؛ وأن السنوار سيظهر مرونة طالما أن مصلحة الشعب الفلسطيني على المحك".


التوتر داخل حماس

وأضاف أنه بين الفلسطينيين والعرب، سادت رواية أن زيادة قوة الجناح العسكري في حماس يقلل من فرص التوصل إلى صفقة، مشيرة إلى أن تعيينه قد يؤدي إلى زيادة حدة نقطتي التوتر القائمتين منذ فترة طويلة في حماس، النقطة الأولى هي توسع النفوذ الإيراني داخل الحركة، أما الثانية، فتتمثل في التوتر بين القادة الذين يأتون من الضفة الغربية بقيادة خالد مشعل، والقادة في قطاع غزة.
أما بالنسبة لإسرائيل، فهي تقف عند نفس النقطة التي كانت عندها قبل اغتيال إسماعيل هنية، وتواجه معضلتين تتطلبان رداً واقعياً وليس شعارات ونظريات واهية، الأولى هي هزيمة حماس التي لن تتحقق دون السيطرة المباشرة على الأرض، أما المعضلة الثانية، فهي الوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى والرهائن.

القضاء على السنوار

ورأى الكاتب أن القضاء على السنوار في حد ذاته قد يشكل نقطة تحول استراتيجية في الحملة الحالية، كما سيكون له تأثير رمزي وعملي كبير جداً، ولذلك ينصح باتباع نهج رصين ينبع من فهم عميق لحركة حماس، بأنها لن ترفع الراية البيضاء، مستطرداً: "من المرجح أن لاعبي مقاعد البدلاء الذين سيحلون محل المديرين التنفيذيين الذين تم إقصاؤهم سيحلون محلهم"، وبذلك تحافظ الحركة على وجودها، لأن ما يحدث بمثابة قطع أطراف يتم استبدالها.
وأشار إلى أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار حركة حماس هو السيطرة على القطاع بأكمله والبقاء فيه لفترة من الزمن، وطالما هذا السيناريو غير موجود أو غير مرغوب فيه، وفي ظل اتباع "عقيدة الغارات"، من الصعب محو حكم حماس.